عاجل

واشنطن بوست: بايدن وجد نفسه متورطا بحرب لا يريدها    تراجع أسعار الذهب عالمياً الثلاثاء قبل بدء اجتماع الفيدرالي.. فهل تسقط الأسعار أدنى مستوى الدعم؟    سعر الفضة اليوم الثلاثاء ينتظر مزيد من الارتفاع    

هل حقق العدوان الثلاثي على سورية مبتغى الكيان الصهيوني ؟؟؟ بقلم الإعلامية مها جميل الباشا

2018-04-16

هل حقق العدوان الثلاثي على سورية مبتغى الكيان الصهيوني ؟؟؟بقلم الإعلامية مها جميل الباشا

 

ما الإنجاز الذي حققه ذلك العدوان الثلاثي الأمريكي البريطاني الفرنسي الغاشم على سورية فجر السبت 14/4/2018 الساعة الرابعة فجراً ؟؟؟

ما إن انتهى العدوان الأمريكي الفرنسي البريطاني حتى خرج جموع من السوريين إلى الشوارع للتعبير عن التحدي والصمود والمواجهة لذلك العدوان غير آبهين بما سيحدث في تلك الساعة .

 

قام السوريون بالرد على العدوان كل منهم بطريقته الخاصة عبر التواصل الاجتماعي مستهزئين بترامب وبالصواريخ الذكية الجميلة التي تحدث عنها في تغريده كتبها على تويتر.

من سار في شوارع دمشق بعد العدوان الغاشم الذي طالها يقف مذهولاً لما شاهده من إصرار الناس على متابعة حياتهم الطبيعية واستحضار ما يلزم للمعيشة اليومية.

 عدوان قام على أكاذيب مفبركة جديدة قديمة لكن كما يقول المثل الشعبي "إجت الحزينة لتفرح ما لقتلها مطرح"، 70 صاروخاً من أصل 110 صواريخ  تمّ استهدافها من قبل الدفاعات الجوية لبواسل الجيش العربي السوري.. كما فشلوا في استهداف عدد كبير من المواقع التي كان من المقرر تدميرها.

 

 كتبت صحيفة "نيويورك تايمز الأمريكية" الصادرة في 15/4/2018 في افتتاحيتها "ترامب أعلن النجاح في سورية مثل إعلان جورج دبليو بوش في العراق في إشارة إلى  تغريدة ترامب على موقع تويتر "لقد أنجزت المهمة" متسائلة الصحيفة في الوقت ذاته :

ما هي المهمة التي حددها ترامب في سورية ؟؟

هل هزم داعش ؟؟؟

هل تأكد من أن الحكومة السورية فعلا استخدمت الأسلحة الكيميائية في دوما ؟؟

هل أوقف إراقة الدماء في سورية نتيجة حرب استمرت لمدة سبع سنوات ؟؟؟

هل يريد إثبات قوته على الساحة الدولية أم إثبات قناعته من أن هجمات 11 أيلول سبب التورط الأمريكي في الشرق الأوسط ؟؟؟

وختمت الصحيفة مقالتها بالقول: إن ترامب لم يفعل سوى القليل للتوفيق بين تلك الدوافع بضربه الانتقامي لمعاقبة الحكومة السورية على هجوم كيميائي مزعوم (مشتبه به) منذ أسبوع، لكن مرة أخرى، عكس التناقضات بين الجمهور الأمريكي الذي سئم من محاولة حل مشكلات الآخرين في الشرق الأوسط.

ما كتبته صحيفة نيويورك تايمز لا يقل أهمية عن ما تناولته صحيفة معاريف الصهيونية عندما قال الجنرال عميرام ليفين فيها " كنت آمل أن يقوم ترامب بمحو القصر الرئاسي في دمشق ليعيد الولايات المتحدة الأمريكية طرفاً مركزياً في الساحة الإقليمية لكن بدل هذا خدم الرئيس الأسد والروس والإيرانيين ويا ليتها لم تتم من الأساس على أن تكون وقعت بهذه الصورة الضعيفة ليوافق ما قاله "إيهود باراك": أن الأمريكان لا يريدون الدخول في صورة الحرب الدائرة في سورية ، وهو يعلم (ترامب) أن الشرق الأوسط منطقة معقدة، ولذلك ليس من مصلحة أمريكا البقاء فيها، كجهة متورطة بعمق في مشاكله.

الإدارة الأمريكية هي المردوعة أكثر من كونها رادعة لغيرها مقولة قالها الخبير العسكري للكيان الصهيوني "أمير أورن" ردا على وصف ترامب بأن الضربة التي استهدفت سورية هدفها الردع. وأن الهجوم على سورية قد يمهد الطريق أمام الولايات المتحدة الأمريكية للخروج منها ، في حين سوف تترك إسرائيل تتعامل وحدها مع تهديدات إيران هذا ما عبر عنه مصدر سياسي إسرائيلي لقناة فايس الإسرائيلية خاتما قوله:

بهذه الضربة ستقول واشنطن: عملنا ما هو مطلوب منا، وآن الآوان الخروج من سورية، في حين أن الهجوم قد يدفع روسيا لتجاهل المطالب الإسرائيلية ، بحيث قد تقدم على تزويد سورية منظومات دفاع جوية متقدمة، ما سيضع عقبات وصعوبات أمام حرية الحركة لسلاح الجو الإسرائيلي.

الصحف البريطانية لا تقل خطورة عما صرحت به الصحف العبرية في إشارة إلى صحيفة "اندبندنت" التي لفتت إلى أن ماي تشيد بنجاح الضربة، لكنها لم تحظ بدعم شعبي، حيث أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة معارضة لتبريرات الحكومة قبل إطلاق الضربة.

 

وسألت صحيفة غارديان : هل من عودة للحرب الباردة بعد الهجمات الانتقامية الدولية في سورية مشيرة إلى العلاقات بين الغرب وروسيا التي وصلت إلى التدهور بعد اتهام الأخيرة بتسميم سكريبال وابنته حسب الاتهام المزعوم من قبل الحكومة البريطانية.

أقحمت ماي نفسها في مستنقع من الصعب أن تخرج منه سليمة وعليها أن ترد على سؤال زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين الذي طالبها بتوضيح الأساس القانوني لتوجيه عدوان عسكري على سورية ؟؟؟؟

من المضحك المبكي أن يعتبر ماكرون أن فرنسا لم تعلن الحرب على سورية .. إذاً على من أعلنت فرنسا الحرب  !!!؟؟؟

إذا افترضنا أن كلام ماكرون صحيح إذاً أين نضع ما غردت به زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني مارين لوبان عندما كتبت صباح السبت الفائت : «الضربات ضد سورية قد تكون لها عواقب وخيمة ودراماتيكية لا يمكن التنبؤ بها. وأن فرنسا تفقد من جديد فرصة الظهور على الساحة الدولية كقوة توازن مستقلة على الصعيد العالمي». التي قد تستفيد من هذا التصرف سياسياً ؟؟.

العدوان وقع حتى وإن لم يكن بحجم ما يريده أعداؤنا إلاّ أنه ساهم في التفاف الشعب العربي السوري بكل أطيافه حول جيشه وقيادته معبرا عن ذلك في توجيه أقسى أنواع الشجب عبر وسائل التواصل الاجتماعي الذي أوجده للنيل من سورية ولتمرير مشروعهم "تقسيم سورية" الذي ذهب إلى غير رجعة.

تحرير الغوطة الشرقية كشف الكثير مما كان مخططا لسورية لصالح الحلف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ... صحيح ان الحرب على سورية لم تنته بعد وإنما نستطيع تذليلها عن بكرة أبيها ودفع فاتورتها بالدم.

في الوقت الذي يوجه التحالف الغربي اتهامات لسورية مجازفة من كل حد وصوب .. يصرح الرئيس بشار الأسد للوفد الروسي البرلماني الذي التقى به مؤخراً  "أن إعادة إنعاش الاقتصاد السوري يحتاج إلى 10 – 15 سنة" .

ختاماً: عندما تستطيع دولة الصمود سبع سنوات في حرب ضد شذاذ الآفاق من كل أنحاء العالم بتمويل وتخطيط ومساعدة من دول إقليمية وعظمى، وتدمير أكثر من سبعين صاروخا "ذكياً" أطلقها عدوان غاشم متمثل بالدول الراعية للإرهاب وإفشال مخطاطاتها لهو أكبر دليل على قوة هذه الدولة وشجاعة شعبها وبسالة جيشها وحكمة قائدها فهي بالتالي الدولة العظمى وغيرها رعاع.


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account