عاجل

المصرف التجاري يعلن عن الفروع المناوبة خلال العطلة    غوتيريش يحذر من الهجوم العسكري على رفح    البيت الأبيض يهاجم احتجاجات طلبة جامعة كولومبيا    

فضيحة تجسّس تهز تونس.. وزراء ورؤساء أحزاب ومديرو بنوك ومدير عام ديوانة سابق في قبضـة شبكة استخباراتية يقودها رجل أعمال فرنسي

2018-02-11 -- 11:00 ص

بعد أن تم إصدار بطاقة إيداع بالسجن ضد كل من مستشار وزير الصحة ومدير عام بوزارة أملاك الدولة أثبتت التحقيقات تورط قيادات في الدولة في أكبر فضيحة تجسس...

صحيفة "الشروق" تنفرد بنشر القصة الكاملة لتورط قيادات بارزة في الدولة ورؤساء أحزاب وسياسيين ومدراء عامين في قضية تجسس لحساب فرنسي ..وتم فتح بحث تحقيقي ضد مع كل من سليم «ق» ونزار «ع» وجون «د» ومعز «ج» والهادي «ش» ومحمد «ب» في تهمة تكوين اتفاقيات بقصد الاعتداء على الأشخاص والأملاك والمس من أمن الدولة واستغلال مناصب بعد أن تبين تورطهم في إفشاء أسرار الدولة لصالح فرنسي يهودي مقيم في تونس وحاصل على إقامة لمدة 10 سنوات.
الفضيحة
اعترف سليم «ق» مدير بوزارة أملاك الدولة بأنه تعرف على رجل أعمال أمريكي يدعى جون «د» منذ سنة 2012 حين كان مستشارا بديوان الوزير حيث زاره هذا الأخير. وطلب مساعدته لتنطلق العلاقة بينهما التي تحولت الى شبكة لنقل المعلومات عن تحركات الوزراء والمستشارين ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة السابقين
كما قام المتهم بالتواصل آنذاك مع والي تونس والمدير العام للديوانة سابقا من أجل تسهيل عملية بيع منزل بقمرت لرجل الأعمال المعني. وبعد سلسلة من اللقاءات التي جمعتهم قام «جون»د» بتعريفه بشريكه الفرنسي اليهودي المدعو غال «س» لتنطلق إثر ذلك بداية استدراج كبار المسؤولين في شبكة استخباراتية دولية.
البداية
تولى جون «د» المشاركة في فعاليات ذكرى ولادة الأمم المتحدة حيث سعى هناك الى ربط علاقات بالوفد التونسي المشارك وعلى رأسهم الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي ومستشاره عزيز «ك».

 فتطورت بينهما العلاقة حيث تولى الأجنبي الإنفاق على ابنته التي تدرس بفرنسا فضلا عن تأمينه مصاريف كشراء منزل له بجهة المرسى. وإثر عودته الى تونس تولى زيارته بمكتبه لدى رئاسة الجمهورية .وتمكن جان من الحصول على معلومات خاصة عن الوضع الأمني والسياحي والصراعات السياسية من قبل المجموعة التي كان يجتمع بها من مستشارين ورؤساء أحزاب
كما التقى برئيس حزب ودفع له مبلغا ماليا يقدر ب40 ألف دينار ليقوم لاحقا بإرسال رسالة الى نظيره الفرنسي اليهودي وقال له حرفيا « لقد اشتريته» وهنا يقصد رئيس الحزب.
وكان المدعو جون "د" يعلم كل أسرار الاجتماعات التي كانت تقع داخل الوزارات منذ سنة 2012 الى غاية سنة 2017 ومن بينها اجتماع وزاري تناول الوضع السياحي. كما علم هذا الأخير انه لن يتم منحه قطعة أرض بالمليارات. وهوما جعله يتصل بالمستشار عزيز «ك» الذي قام بتغيير قرار اللجنة ومنح الأرض لجون «د» بقرار من الوزير السابق جمال قمرة.
العشاء الفاخر
قام رجل الأعمال الأجنبي بتنظيم مأدبة عشاء فاخرة بمنزله حضرها كل من عادل بن «ح» المدير العام السابق للديوانة ونزار «ع» مستشار وزير الصحة وسليم «ق» ومهندس المشاريع السياحية و»كراف» مهندس أجنبي ورجل الأعمال نائييل «ج».

وقام إثر ذلك المدير العام السابق للديوانة بمساعدته في الحصول على شهادة ملكية لأرض في جزيرة جربة تقدر بأكثر من 10 مليارات بطريقة غير قانونية عبر وسيط في المحكمة .

وقام كل من جون «د» وغاي "س" بدعم المستشار السابق لرئيس الجمهورية المرزوقي في بعث حزب سياسي. وقاما بتعيين خبيرين فرنسيين في مجال الاتصال السياسي والبرامج لتنقطع لاحقا العلاقة بينهم إثر فشل الحزب الجديد في استقطاب تونسيين.
وإثر فشل المشروع السياسي قرر جون «د» استقطاب رؤساء مديرين عامين لعدد من البنوك الكبرى عن طريق وسيط.

ومقابل ذلك كان الوسيط يحصل على مبالغ مالية وسفرات الى باريس. كما حصل الأجنبي على قرض بطريقة وصفت بغير القانونية يقدر بـ10 مليارات سنة 2015.
والتقى رجل الأعمال اليهودي الفرنسي بكل من 3 رؤساء أحزاب ووزيري أملاك دولة سابقا ووزير سياحة سابقا وخبير اقتصادي ورئيس جمعية ورئيس حكومة سابقا ووزير مالية سابقا. وكان يحصل من خلال مستشاريهم ومن خلالهم عن معلومات خاصة بتونس والوضع السياسي الراهن. واستغل آنذاك عملية باردو الإرهابية للفوز بصفقات استثمارية كغطاء لعملياته الاستخباراتية.


الجديد في القضيّة.. أسرار صفقات تسليح الديوانة «تُباع» في منزل بباريس

في هذا الجزء تم الكشف عن شبهة تورط امير قطري ومدير عام سابق للديوانة في التهريب...

وعن وجود مخطط لتهريب الف كيلوغرام من الذهب عيار 24 من قطر نحو تونس ووجود صفقة مشبوهة لتسليح الادارة العامة للديوانة....
يتواصل سقوط عناصر تابعة لشبكة دولية للتجسس حطت رحالها داخل التراب التونسي منذ الثورة ونشطت الى غاية 2017 تاريخ بداية الكشف عن تورط مسؤولين تونسيين في الشبكة عبر مدهم بمعلومات سرية عن الوضع التونسي كما تبين ان الشبكة المختصة في الاستخباراتيات الاجنبية كانت تتطلع الى صفقات تسليح الادارة العامة للديوانة التابعة لوزارة المالية.
الفضيحة
تم ارسال ايميل على البريد الالكتروني للمدعو جون «د» من قبل مواطنه الفرنسي كيفين «د» واعلمه انه سيتم تهريب 1000 كيلوغرام من الذهب من عيار 24 بطلب مباشر من امير قطري يدعى ناصر « ج» وسيتم مساعدته من قبل مسؤول سام بالدولة وستتم عملية تحويل هذه الصفقة الضخمة من الدوحة إلى تونس وذلك بتاريخ 1 سبتمبر 2016.
كما طلب رجل الاعمال الفرنسي المعروف كيفين «د» من نظيره جون «د» بضرورة الاتصال بالمدير العام للديوانة آنذاك وطلب مساعدته نظرا لكونه صديقه المقرب وقدم له سابقا مساعدات وتجاوزات قانونية في صفقة تابعة لشركة صهره الفرنسي والتي كانت ستتعرض للإغلاق بسبب تهربها من دفع التزامات ديوانية تقدر بمبالغ ضخمة.
كما اثبتت التحقيقات التي قامت بها الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الارهاب والجرائم المنظمة والمس بسلامة التراب الوطني التابعة للإدارة العامة للأمن الوطني بوزارة الداخلية ايضا تورط رجل اعمال يدعى فيليب «س» والمعروف بنفوذه في العالم في استغلال طائرته الخاصة في التدخل في مخطط تهريب الالف كيلوغرام من الذهب عيار 24.
قامت الادارة العامة للديوانة خلال سنة 2016 باقتناء معدات وازياء ديوانية على غرار «سكانار» من شركات امريكية وصينية واسلحة من شركتين امريكيتين وسيارات مصفحة وغير مصفحة من تونس واسبانيا والازياء من تونس وزوارق عسكرية تم شراؤها من شركة صينية ومادة «الكرشم الديواني» من الصين واجهزة «جي بي اس» من شركة امارتية.
وتم اعلام جون" د" بأسرار هذه الصفقات التي كانت جل عمليات التفاوض فيها تتم داخل منزل بباريس في حين يتولى هذا الاخير دفع التزامات اقامة عدد من الديوانيين والمدير العام السابق للديوانة.
كان جون «د» يسافر لباريس قبل ساعات من وصول وفد الادارة العامة للديوانة وعلى راسهم المدير العام واكد الطاهر «ل» العميد بالديوانة واحد المسؤولين عن ملف الصفقات انه التقى جون «د» بباريس في اطار معاينة منتوجات تابعة لشركة مختصة في صنع الزوارق السريعة وكان يطلع على اسرار اللقاءات رغم عدم وجود اي علاقة له بتسليح المؤسسة الديوانية.
كان جون «د» يتواجد مع نظيره الفرنسي كيفين «ك» الذي ادعى انه ممثل شركة سلاح ليتبين انه حضر لقاءات امنية سرية بحضور عمداء ومدير عام الديوانة منتحلا صفة مسؤول بشركة اسلحة ورغم اكتشاف جريمته الا انه حضر ايضا اجتماعات سرية اخرى داخل مقر الادارة العامة للديوانة بالقرب من مطار تونس قرطاج الدولي.
الشركة الايطالية على الخط
تبين ايضا ان رجل الاعمال الفرنسي جون «د» كان ينظم لقاءات بين مدير شركة ايطالية مختصة في صناعة الاسلحة واللباس العسكري و عدد من عمداء بالديوانة وكان يطلع على اسرار المفاوضات وقال العميد الطاهر «ل» ان الفرنسي جون «د» كان يتباهى امام الجميع بعلاقاته بكبار المسؤولين في تونس وصلت الى حد ربطه العلاقات «المشبوهة» بعدد من كبار مستشاري رئيس الجمهورية .كما اكد العميد طاهر «ل» انه قرر مقاضاة المدير العام السابق للديوانة عادل «ح» « بسبب اقحامه في جرائم لم يكن على علم بها وبعلاقاته التي وصفها حسب التحقيقات بـ"المشبوهة" مؤكدا انه كان يطبق تعليمات مديره .كما علمت صحيفة «الشروق» ان جون "د " تولى بنفسه دفع مصاريف ترميم منزل المدير العام السابق للديوانة بولاية اريانة وقام لاحقا بإرسال ايميل الكتروني تفصيلي حول مصاريف الترميم لنظيره الفرنسي المقيم بفرنسا الذي وافق بدوره على التكفل بدفع هذه الاموال بالإضافة الى مصاريف التنقل والاقامة في منزل فخم بباريس.

صحيفة الشروق التونسية – منى البوعزيزي


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account