آراء و مقالات

تصدير الكمامات والمعقمات في ذروة الحاجة إليها !! ؟ بقلم الكاتب عصام التكروري

2020-06-29

تصدير الكمامات والمعقمات في ذروة الحاجة إليها !! ؟ بقلم الكاتب عصام التكروري

قبل ان يتم الإعلان عن أية إصابة بكورونا، أصدر وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية بتاريخ 25 شباط 2020، قراراً منع بموجبه تصدير الكمامات و المعقمات، و مع تسجيل أول إصابة أعلن وزير المالية ـ في 19 من آذار 2020 ـ عن تخصيص 100 مليار ليرة سورية لتمويل إجراءات الحكومة في مواجهة الفيروس،تلاه صدور قرار عن اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء يقضي بإعفاء مستوردي المواد الأولية اللازمة للصناعات الغذائية والمنظفات والمعمقات من مؤونة الاستيراد.

اليوم ، مع الإعلان عن 269 إصابة ، ومع الارتفاع الملحوظ في عدد الإصابات (عشرة إصابات يوميا كمعدل وسطي) أقر الفريق الحكومي المعني بالتصدي لكورونا السماح بتصدير الكمامات وجل التعقيم لمدة شهر، وليصرح وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك طلال برازي من “غرفة تجارة دمشق”، إن القرار جاء بناء على وجود كميات كبيرة من هذه المنتجات في المستودعات، وكثرة الشركات المصنعة لها.

القرار الصادر بالسماح بتصدير الكمامات و المعقمات ـ وخلافا لقرار منع تصديرها ـ يتعارض مع المواد 13، 19، 20 ، 22، 24 ، 128 من الدستور حيث ان تطبيق هذه المواد يفرض على الحكومة ان تقوم بتوزيع الكمامات و المعقمات بشكل مجاني أو شبه مجاني للأسباب التالية:

1: إن الكساد الذي يطال الكمامات والمعقمات ناجم عن عدم قدرة المواطن على شرائها بعد ان وصل سعر لتر الكحول إلى 10000 ل.س، وسعر الكمامة ـ الواجب تغييرها كل أربع ساعات ـ إلى 200 ل.س، علما بأن المواد الأولية المستوردة لصناعتها مدعومة من دم وعرق ولقمة السوريين بحسب قرار اللجنة الاقتصادية المذكور أعلاه.

2 : الوقاية تبدأ بتوفير الغذاء، والغلاء العاهر أطاح بقدرة للسوريين على تأمين الحد الأدنى منه، بينما أصبح كل ما يتعلق بالشأن الصحي من الكماليات، فضلا عن أن الارتفاع المتصاعد في وتيرة الإصابات يُشير ( حتى ثبوت العكس) إلى أننا أمام بداية وصول كورونا إلى الذروة بكل ما يعنيه ذلك من رفع لأسعار الكمامات و المعقمات من قبل كَنّزة الذهب و الدولار، لكن بدلا من ان تتخذ الحكومة إجراءا استباقيا بتخصيص جزء من المائة مليار ليرة لشراء الكمامات و المعقمات من مصنّعيها منعاً للاحتكار،وحماية لمواطنيها نجدها تقوم بتصديرها وقت الحاجة الماسة إليها.

3: الغالبية العظمى من السوريين استغنت عن وجبة الفطور بسبب الارتفاع الماجن والمستمر للألبان والأجبان نتيجة استمرار الحكومة بتصديرها، إزاحة وجبة الفطور يبدو محتملا بالنسبة لهم، لكن علينا ان نفكر مليا إلى أي درجة سيحتملون رؤية أبنائهم يموتون بكورونا بسبب استمرار الحكومة بتصدير مواد الوقاية وتحديدا في ظل شح الأدوية و الضغط الهائل على المشافي العامة.