عاجل

مصدر: أمريكا لا تزال تنظر في فرض عقوبات على وحدة تابعة للجيش الإسرائيلي    وكالة دمير أورين للأنباء: الحكم بالسجن المؤبد على سورية بتهمة الضلوع في تفجير بإسطنبول    وسائل إعلام عبرية: حدث صعب للغاية على حدود لبنان وشمال فلسطين المحتلة    

بين جيلين: جيل شنق كوهين .. وجيل يشنقه كوهين – بقلم نارام سرجون

2020-06-20

بين جيلين: جيل شنق كوهين .. وجيل يشنقه كوهين – بقلم نارام سرجون لاتعتبر الرحلة طويلة على الاطلاق بين جيلين عربيين كبيرين .. جيل شنق الجاسوس كوهين .. وجيل الاحفاد الذي شنقه كوهين .. بل ان المسافة زمنيا قصيرة بشكل صادم وتستدعي البحث والتقصي عن هذه التجربة البشرية التي نسي فيها جيل الأبناء والاحفاد كل الصراع وفرغت ذاكرتهم من اي شيء سوى الكراهية لآبائهم .. هذه ظاهرة انفردنا بها بين الأمم .. فالمصريون الكارهون لزمن عبد الناصر – وهو الذي لم يعيشوه – كثيرون ويصيرون أغلبية .. وكلهم يرددون كل الاشياء السيئة عن ناصر ونسوا الطموحات الكبرى التي أسس لها ناصر لتكون مصر مركزا من مراكز الثقل الدولي .. فيما غاب السادات عن هذا اللوم الجماهيري المصري .. وغابت رزاياه وعيوبه وغاب عن الردح والقدح والذم بين الناس .. انه جيل كوهين .. في مصر التي لاحقت كوهين يوما ورصدته في سورية التي شنقته في وضح النهار يتم اليوم تدريس مناهج تعليم كوهين نفسه .. هاهو ايدي كوهين الاسرائيلي المتعصب يسخر من جيل عبد الناصر وثورته ويصفها متهكما وشامتا بانها كانت بمثابة فيروس كورونا .. فيما علم اسرائيل يرفرف في سماء القاهرة والطلبة المصريون لايعرفون في كتبهم فلسطين بل اسرائيل ومدنها العبرية .. ويبدو ان جهود أحفاد كوهين نجحوا في الانتقام لمهمة كوهين الذي شنقه جيل عبد الناصر .. المهمة التي كانت من أجل هزيمة المشروع الرافض للصهيونية وازاحته من الطريق .. فصار كوهين الجديد يكتب بالعربية مايردده الاعلام العربي والمصري اليوم .. وفيما يكتب كوهين على جدار الكنيست ان حدوده تبدأ من النيل يتبرع المطبعون المصريون ويقدمون له بالمقابل اعترافا بعاصمته وحدوده في مقررات التدريس .. بدل ان يتم الرد عليه بالمثل وانكار حدوده وعاصمته .. والنتيجة كارثية .. فالتجربة المصرية ونتائجها جديرة بالمتابعة والتحليل .. لأن ماتلاها من تجربة في العراق يشير الى انها ستثمر عراقيا بعد سنوات بجيل مشابه لجيل كوهين الذي انتصر في مصر .. فصار مطلوبا من العراقي الجديد اليوم في لاوعيه ان يبدأ بكراهية زمن صدام حسين الذي سيربط بزمن الهزائم والمغامرات ومن ثم سيربط بقضية الالتزام بفلسطين لينفر الجيل القادم من فلسطين والصراع مع اسرائيل .. تماما كما بدأ أبناء كوهين بتدمير الوعي المصري الناصري الأصيل بالصاق الهزيمة وطابع الرئاسة الطائشة المغامرة بالزعيم ناصر وبعد ذلك نسب كل هذا الطيش للتورط بالصراع من أجل فلسطين فصار الجيل المصري اليوم يرى ان الهزائم والمغامرات الناصرية مرتبطة بفلسطين فينأى بنفسه عنها .. ولذلك نجد ان ترامب يبيع القدس ولاتجد الا مظاهرة فيها بعض العشرات في القاهرة التي يسكنها خمسة وعشرون مليونا فيما القاهرة زمان – التي كانت تقود كل الغضب في الشرق – غائبة في غيبوبة .. وستنضج في ليبيا نفس التجربة بحيث تمسح ذاكرة الليبيين عن دور القذافي الطموح الذي نهض باسم ليبيا في العالم رغم انها قطعة صحراوية وواحات قليلة السكان .. ولكن ابن هذه الصحراء كانت ضحكاته تهز قاعات الامم المتحدة وهي توجه النقد والتقريع لميثاق الامم المتحدة على لسان القذافي .. القذافي الذي شنقه كوهين وجعل بعض شعبه يشتمه ويعرض جثته في الطريق .. ويدفنها في مكان خفي كي لا يتحول الى رمز ملهم وذاكرة متقدة امام عيون اي جيل يمر بجانبه .. وسيتم ربط زمن القذافي بتورطه بقضايا مرتبطة بفلسطين تحمل كل فشل زمانه فينشأ جيل كوهيني المزاج في لاوعيه النفور من فلسطين .. نفس الأمر في مسح ذاكرة السوريين في المنافي التركية والعربية عن مرحلة البعث .. ففي جمهور المعارضة السورية صار همهم ان يشتموا زمن حافظ الاسد وهو الذي علمهم مجانا وفتح الجامعات مجانا وأرسلهم في بعثات .. ولكنهم لايريدون ان يتذكروا من كل عهده الا سجن تدمر وروايته المزيفة واحداث حماة ومافيها من جدل ومبالغات ودعاية لاتزال غير مثبتة .. لأن كوهين اليوم هو الذي يعلم الاجيال العربية كيف تفكر وكيف تشنق زعماءها ونهض منهم جيل كوهين الذي لايعرف ان يحاكم المرحلة بانصاف ويقول مالها وماعليها بل صار مبرمجا كي يشتمها كلما كبس على زر البعث في عقله .. ويحاول المعارضون السوريون او جيل كوهين ان يثبت لدى الاجيال التي تقيم في الخارج في تركيا وغيرها الكراهية لزمن حافظ الاسد رغم ان كثيرين من الشباب لم يعيشوه .. وذلك للتمهيد لفصلهم عن قضية فلسطين لانها ستربط باسم حافظ الاسد .. وهؤلاء أصيبوا بنفس المرض .. وهو مرض الكوهينية العربية .. في زمن القادة الكبار نهض جيل شنق كوهين في وسط دمشق ولم يسلم جثته حتى اليوم عقابا له على مغامرته وردعا لغيره .. ولكن رفاق كوهين انتقموا من ذلك الجيل بأن علموا أحفاده ان يكرهوا جيل آبائهم وينفروا من شعاراته وصار كوهين هو من يعلمهم .. وصار برنار هنري ليفي المرشح لرئاسة اسرائيل وعزمي بشارة الجاسوس الاسرائيلي وعضو الكنيست وغيرهم .. هم من يعلم أبناء هذا الجيل ان يكرهوا زعماءهم الوطنيين وكل شعارات بلدانهم .. شيء عجيب ان المسافة بين الجيلين قصيرة جدا والتحولات العنيفة والدراماتيكية لاتفسير لها ولامثيل لها في تاريخ الصراعات .. فلاتبدو في كل صراعات التاريخ مثل هذه النقلة النوعية العجيبة الغريبة والطفرة غير المسبوقة بأن يتحول جيل الاحفاد في نفس الصراعات مع نفس الاستعمار وقوى الاحتلال الى جيل يقاتل جيل الآباء ويأخذ علمه ووطنيته من أحفاد عدوه .. والغريب ان الامم الاخرى تقدر لقادتها حبهم لبلادهم رغم أخطائهم الكبيرة فهاهو بونابرت المهزوم الكبير في ووترلو هو أعظم رمز فرنسي .. ولكن في حالتنا لابد من معالجة هذه الظاهرة الغريبة وهذا الفيروس والمرض بطريقة علمية ومنهجية وتشخيص أمراض الجيل المريض .. كيلا يفتح أحدنا كتابا مدرسيا مقررا لأبنائه او أحفاده ويقرأ ان القدس عاصمة اسرائيل وان دمشق مقر الكنيست الاسرائيلي .. من أجل منع ذلك خضنا هذه الحرب المدمرة ونتعرض لقانون قيصر المتوحش .. ولن نتراجع ..فكم هو مؤلم وموجع أن يقرر يوما كوهين مقررات الدراسة على أبنائنا وأحفادنا ونقرأ في كتب الجغرافيا في سورية ان القدس عاصمة اسرائيل؟ .. ليتني أموت قبل ذلك .. فكم طعم الموت لذيذ قبل هذا .. بل انني لاأستحق الحياة وغير جدير بها ان حدث هذا .. ولكن مايطمئنني كثيرا هو ان انتصارنا في هذه الحرب السورية الوطنية العظمى جعل مقررات كوهين غير واقعية في اسرائيل نفسها .. لأن هزيمة المشروع الصهيوني في سورية جعلت الاسرائيلي نفسه يسخر من هذه المقررات في اسرائيل .. لأننا رفضنا الاستسلام ولن نقول ونعلم أبناءنا سوى ان اسرائيل ليست لها عاصمة .. لأنها ليست دولة .. والقدس عاصمة لدولة واحدة .. هي فلسطين .. وفلسطين قطعة من سورية .. هذا مايجب ان نعلمه لأبنائنا قبل ان يصدقوا أكاذيب أبناء كوهين وخدم كوهين وكلابه ..


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account