عاجل

مواعيد مباريات اليوم الخميس 25-4-2024 والقنوات الناقلة    محافظ اللاذقية يلغي القرار المتعلق بتخفيض مخصصات النقل العام    الإعلام الإسرائيلي يهاجم عالم آثار مصري مشهور لهذه الأسباب ؟    

سوريا غير مستعجلة على التطبيع: العلاقات السياسية أولاً.. بقلم وفيق قانصو

2018-08-28

معركة إدلب آخر المعارك الكبرى في الحرب السورية المفتوحة منذ سبعة أعوام. بعدها، سيكون يوم آخر. بعد إدلب، ستطوي سوريا آخر فصول واحدة من أكثر الحروب الأهلية دموية. وسيعيد الجيش السوري فرض سيادة الدولة على الحدود مع تركيا، بعدما بسطها على الحدود مع لبنان والأردن وفلسطين المحتلة. حقيقة لن تؤثر فيها «طبول الحرب» التي يقرعها الأميركيون حالياً، وسلّم ــــ ويسلّم بها ــــ كل من أوغل في دماء السوريين في السنوات السبع الماضية، وفي مقدمهم الأميركيون والسعوديون. بات واضحاً أن الاتفاق الأميركي ــــ الروسي يسلّم الملف السوري، بالكامل، إلى موسكو المعنية بتوفير ضمانات الحل السياسي وإعادة الاستقرار إلى سوريا. أما شعارات من نوع «مصير الأسد» و«إسقاط النظام» فقد باتت، منذ زمن، خلف الجميع ممن يتقاطرون اليوم على العاصمة السورية طمعاً في المشاركة في كعكة إعادة الإعمار.

أكثر من 20 اتصالاً مباشراً أو غير مباشر، جرت في الشهرين الماضيين، بين رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك وقادة أجهزة استخبارية غربية، تمحورت حول مواضيع أمنية أو سياسية وبعضها يجس النبض حول المشاركة في إعادة الإعمار. ولعل أبرزها زيارة وفد أميركي رفيع لدمشق، في حزيران الماضي، بوساطة روسية ـــ إماراتية، حاملاً عرضاً أميركياً واضحاً بالانسحاب من سوريا مقابل تلبية شروط أميركية. زيارة تلاها اتصال سعودي مباشر بالجانب السوري تمحور حول نقطة واحدة: تحرر بشار الأسد من إيران وحزب الله، وفتح صفحة جديدة من العلاقات والتعهد بتمويل إعادة الإعمار. الفرنسيون أيضاً يبدون أكثر اندفاعاً. فيوم أمس، بدأت مهمة الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي إلى سوريا فرنسوا سينيمو المعروف بأنه من دعاة التطبيع مع دمشق. علماً أن باريس لم تقطع العلاقات الدبلوماسية بشكلٍ رسمي مع دمشق. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الألمان. فيما أعيد تفعيل قنوات الاتصالات الإماراتية والكويتية والأردنية والمصرية، وحتى القطرية.
الجميع يبدو مستعجلاً، بصورة أو بأخرى. فيما السوريون ــــ على عكس المتوقع ــــ يبدون أكثر تمهلاً. في دمشق قناعة بأن الدولة انتصرت، وبالتالي المنتصر هو من يفرض الشروط. الجواب السوري على كل ذلك واحد: تحالفاتنا ثابتة مع إيران وحزب الله ونحن جزء من محور منتصر. وما يُقدم لدمشق اليوم اعتراف غير مباشر بالحاصل الميداني. فيما المطلوب اعتراف بالحاصل السياسي يكرّس التحولات على الأرض. لسنا «كاريتاس» ولن نتعاون، ولو أمنياً، قبل هذا الاعتراف وقبل إعادة العلاقات السياسية، وعودة دمشق لاعباً رئيسياً في الإقليم. لا استعجال في دمشق. فالوقت لا يزال متاحاً حتى موعد الانتخابات النصفية الأميركية في تشرين الثاني المقبل. إذ إن هناك قناعة سورية بأن الأميركيين ملزمون، بعد هذه الانتخابات، بمقاربة جديدة تلحظ حقيقة التحولات في المنطقة. كما أن الوقت لا يزال متاحاً قبل موعد انعقاد القمة العربية في آذار المقبل لعودة سوريا إلى احتلال مقعدها. وسط هذه التحولات، وحدهم اللبنانيون لا يزالون يتناقشون حول «جنس الملائكة»!

صحيفة الأخبار اللبنانية

في إحدى ليالي الأسبوع الأخير من حزيران الفائت، فرضت القوى الأمنية السورية إجراءات مشدّدة داخل مطار دمشق الدولي وفي محيطه. قبيل منتصف الليل بقليل، حطّت على أحد مدرّجات المطار طائرة إماراتية خاصّة. نحو أربعين دقيقة مرّت، قبل أن يخرج موكب ضخم من السيارات السوداء الرباعية الدفع حاملاً ركّاب الطائرة إلى منطقة المزّة، وسط دمشق، حيث المكتب الجديد للواء علي مملوك، رئيس مكتب الأمن الوطني السوري. هناك، دلف إلى المكتب ضابط أميركي رفيع المستوى على رأس وفد ضمّ ضبّاطاً من وكالات استخبارية وأمنية أميركية عدة. كان مملوك في استقبال الوفد الأميركي الزائر وإلى جانبه رئيس الإدارة العامة للمخابرات العامة اللواء ديب زيتون ونائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء موفق أسعد. استمر اللقاء بين الجانبين أربع ساعات، فماذا دار فيه؟ بحسب معلومات حصلت عليها «الأخبار»، استعرض الجانبان مختلف جوانب الأزمة السورية ومراحل تطورها وتداعياتها في الإقليم، قبل أن يصل الحديث إلى «الزبدة». عرض أميركي واضح ومحدّد: الولايات المتحدة مستعدّة لسحب جنودها بالكامل من الأراضي السورية بما فيها قاعدة التنف ومنطقة شرق الفرات وفق ترتيبات أمنية يشرف عليها الجيشان الروسي والسوري. في مقابل تلبية دمشق ثلاثة مطالب أميركية، هي: أولاً، انسحاب إيران بشكل كامل من منطقة الجنوب السوري. علمت «الأخبار» أن هناك مساعي روسية حثيثة لعقد لقاء قمة بين الرئيسين السوري بشار الأسد والمصري عبد الفتاح السيسي، لما للقاهرة من ثقل معنوي قد يمهّد لعودة سوريا إلى الجامعة العربية. وفي المعلومات أن الاتصالات الروسية في هذا الشأن قطعت شوطاً لا بأس به، وأن ما يحول دون عقد اللقاء حتى الآن هو قلق القاهرة من رد فعل الرياض. وفي المعلومات أيضاً أن المساعي الروسية تحظى بتشجيع من قيادة الجيش المصري التي تعتبر أن معركة البلدين ضد الإرهاب واحدة، خصوصاً أن معلومات أجهزة الأمن المصرية تشير إلى أن هناك أكثر من 70 ألف مصري عادوا إلى مصر من سوريا على مدى سنوات الأزمة التي عصفت بالأخيرة، ويشكّل هؤلاء خلايا نائمة تهدّد الأمن المصري. كما أن القيادة المصرية حريصة على عدم إعطاء أي دور لجماعة «الإخوان المسلمين» في أي حل مقبل. وقد دعت القاهرة في أكثر من مناسبة إلى حل سلمي للأزمة السورية، وأكد رئيسها بوضوح أن سورية تمثل عمقاً استراتيجياً لمصر، ودعا إلى احترام وحدة أراضيها، مؤكداً ارتباط الأمن القومي المصري بوحدة الدولة السورية. وكان الرئيس المصري السابق محمد مرسي، قطع في حزيران 2013 العلاقات مع دمشق، وأغلق السفارة السورية في القاهرة، وسحب القائم بأعمال السفارة المصرية في دمشق. لكن الزيارات الأمنية السرية المتبادلة بين الطرفين لم تتوقف. وفي حزيران 2016 أعيد فتح السفارة المصرية في دمشق وعُيّن العميد طلال الفضلي مستشاراً لها. والأخير كان سابقاً مديراً لمحطة المخابرات العامة المصرية في بيروت وتربطه علاقات وثيقة بمسؤولين سوريين وبمعظم السياسيين اللبنانيين من حلفاء دمشق. وفي تشرين الأول 2016، أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن زيارة قام بها مملوك للقاهرة تلبية لدعوة مصرية، التقى خلالها نائب رئيس جهاز الأمن القومي اللواء خالد فوزي ومسؤولين أمنيين مصريين. صحيفة الأخبار اللبنانية


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account