الرجل العبراني في استانبول ... عمود الهيكل ؟؟ بقلم نارام سرجون يعلم من ينصب الفخاخ ان أهم شيء في الفخ هو تمويهه ووضعه في المكان الذي يعتبر مكمن الأمان للطريدة .. ولكن اذا نجح الفخ لم يتخل عنه الصياد وسيبقيه الى ان يصطاد فيه كل السرب او القطيع الذي يرد الى مكان الفخ والشراك .. وهذا هو أردوغان الفخ العبراني في الشرق الأوسط.. وتركيا الاردوغانية هي ذروة الحلم الاسرائيلي لأن الاردوغانية أيقظت العداوة التركية العربية الى حد بعيد بل وصار ينظر اليها على انها توازي في خطرها الخطر الاسرائيلي .. فليست طموحات اسرائيل التوسعية في الشرق بأقل من طموحات ادوغان .. ولكن غياب اردوغان بأي طريقة سيكون مشكلة لاسرائيل لأن اي بديل عن اردوغان سيحاول ان يقدم نفسه على ان له نهجا تصحيحيا لما فعل اردوغان الذي صار كل العالم العربي يخشى التعامل معه والانفتاح عليه .. فهو في تصنيفات سورية والعراق والسعودية ومصر وليبيا والجزائر ولبنان والخليج العربي (المحتل) – باستثناء قطر- .. هو عدو .. واذا استثنينا حماس فانه في فلسطين عدو أيضا..
وبقاء اردوغان والاردوغانية هو عامل حاسم في ان محور المقاومة لايتفرغ تماما لاسرائيل لان اردوغان لايزال بشكل فعال يغذي التطرف والفوضى والاحتلال في الشمال السوري والغرب العراقي .. ولو انتهت الحرب في ادلب اليوم فان مئة ألف جندي سوري سيتوجهون للعودة الى التمركز جنوبا قرب الحدود مع فلسطين المحتلة .. كما ان جيوش الاسلاميين التي يخزنها اردوغان في حقائب تركيا ستتشتت ولن تشكل تهديدا لاعداء اسرائيل .. وكذلك اذا غاب اردوغان عن شمال افريقيا فان الحرب الليبية ستتغير وتتجه نحو الاستقرار ..كما ان الاستقطاب المأزوم في تونس والنزاع الذي لاشك سيتفجر بين العلمانيين والاسلاميين سيهدأ..
وهذا الجو العدائي في الشمال من المنطقة العربية يفضل ان يبقى من وجهة النظر الاسرائيلية لأنه تدريجيا سيحول الخطر الاسرائيلي الى خطر ثان او رديف للخطر التركي ولن يبقى الخطر الوحيد الوجودي .. كما ان تراكم العداء بين شعوب المنطقة والأتراك سيشتت العداء الذي كان يتركز نحو اسرائيل .. فاسرائيل عمدت الى تشتيت العداء لها .. فهي تجعل الاردني عدوا للفلسطيني ويركز على عداوته له .. واللبناني عدوا للفلسطيني .. والسوري عدوا للقطري .. والسعودي عدوا للايراني .. والمصري عدوا للسوداني والفلسطيني .. وهكذا .. فبعد نسف قرن من العداء لاسرائيبل صار العربي عدة قطع نفسية وللعربي عدة أعداء وآخرهم اسرائيل التي ستسقط من القائمة بسبب تنامي مستوى العداء لغير الاسرائيلي .. ولاشك ان العداء التركي العربي اذا تفاقم سيكون أفضل هدية لاسرائيل لان الرأي العام العربي قد ينتقل الى العداء لتركيا بشكل متزايد.. وحقيقة ان روسيا او ايران هما اللتان حذرتا اردوغان منه وساهمتا في انقاذه لايدو مقنعا ولا صلة له بالواقع والمنطق .. لأن السياق الذي نراه والتحليل المنطقي يقضي ان روسيا تضررت من اردوغان وكذلك ايران .. لأن اردوغان – وليس غيره – يدخل في الساحات الاقليمية التي تعتبر مناطق حمراء ومحرمة بالنسبة لروسيا وايران ويخرب فيها .. ولكن الديبلوماسية والسياسة الروسية والايرانية تقتضيان الرقص مع الذئاب .. فروسيا تبعده مرة بالضرب على الرأس ومرة بأن تلقمه عظمة او حجرا .. وكذلك ايران..
فلايزال الانقلاب لغزا عميقا وسرا دفينا ولكن لم اجد دليلا واحدا على ان لروسيا وايران دورا كبيرا فيه .. خاصة ان الرجل لايزال يتأرجح يتمرد ويراوغ في كل اتفاق معهما .. وعلى الجانب الاخر يرتمي اكثر في احضان الاسرائيليين ويتابع في نفس الاتجاه الذي يخدمهم .. ولاأستبعد ان اسرائيل كان لها دور في احباط الانقلاب عليه ولكنها أحجمت عن ذكر ذلك لأن ذلك سيحرجه وسيحرج الاسلاميين الذين يقاتلون معه في كل البلاد العربية وسيظهرون انهم يقاتلون مع من أنقذته اسرائيل .. وستنهار بذلك تلك المقولات السخيفة التي تقول ان ايران تنسق مع اسرائيل وان الاسد باق لأن اسرائبل تريده .. بل ان هذا هو مايروجه اعلام اردوغان والاسلاميين.. |
||||||||
|