الإمارات طلبت وساطة سورية للصلحة مع إيران .. بقلم حسام سليمان


الإمارات طلبت وساطة سورية للصلحة مع إيران .. بقلم حسام سليمان

الإمارات طلبت وساطة سورية للصلحة مع إيران : في خطوة مفاجئة وتجاوز لكل الخلافات فيما بين البلدين، وصل وفد خفر السواحل الإماراتي إلى إيران ، التي وجدتها فرصة للتمهيد إلى إعادة الحد الأدنى من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

حيث وبحسب وسائل إعلام إيرانية رسمية فقد تقدمت طهران بمقترح على الإمارات لعقد اجتماعات سنوية في البلدين على مستوى قادة البلدين لحل المشاكل الحدودية بينهما.

يعكس المقترح الإيراني مرونة قل نظيرها، ومثلها الخطوة الإماراتية في إرسال وفدها في خضم التصعيد بالمنطقة، وهو ما يشير بوضوح ليس إلى رغبة البلدين فقط بل إلى رغبة دول المنطقة ككل في إبعاد شبح الحرب الذي بات جاثماً على صدور الخليجيين هذه الأيام.

اللقاء الذي جمع بين قائد قوات حرس الحدود الإيراني العميد قاسم رضائي وقائد قوات خفر السواحل الإماراتي العميد محمد علي مصلح الأحبابي تم التباحث فيه بحسب المعلومات على توسيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتعزيز أمن الحدود.

وشدد رضائي على أهمية الاتصالات الهاتفية والميدانية، مضيفاً أنه ومن خلال النهوض بمستوى التعاون الثنائي بالإمكان إقامة ملتقيين سنويا في طهران وأبو ظبي بالإضافة إلى لقاءات ميدانية في المناطق الحدودية بين قادة البلدين لاحتواء المشاكل الحدودية والعمل على حلها.

ولفت إلى أن موضوع حماية الحدود يحظى بأهمية خاصة ويشكل جسرا بين الجانبين، ورأى أن النهوض بمستوى العلاقات الثنائية يسهم في توفير الأمن المستدام لشعبي البلدين.

الاجتماع الأول من نوعه يأتي بعد زيارة ابن علوي

يعتبر اجتماع أمس الثلاثاء بين خفر السواحل الإيراني والإماراتي الأول من نوعه منذ العام 2013، ويكتسب أهمية بالغة نظرا للتوتر الكبير بين البلدين مؤخراً بسبب خلافات عديدة أبرزها أحداث مضيق هرمز والتصعيد الحاصل في المنطقة.

بادرة الإمارات هذه تأتي بعد أيام قليلة على زيارة قام بها وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إلى طهران، ويبدو أن نتائجها بدأت تظهر للعلن من خلال زيارة الوفد الإماراتي إلى طهران.

وبعيداً عن كل ما قيل حول زيارة ابن علوي والرسائل التي حملها إلى إيران، يبدو أن أكثرها جدية هو رسائل الإمارات العربية المتحدة ومن الواضح أن الأخيرة تسعى لحل سلمي وتبردة الأجواء، بالمقابل فإن خطوة الإمارات هذه لن تكون بمعزل عن السعودية وموافقتها بالنظر لكون الإمارات والسعودية يقفان بذات المحور الخليجي.

من السذاجة القول إن الإمارات أقدمت على خطوتها هذه بمعزل عن موافقة السعودية، وإذا ما عدنا قليلاً بالذاكرة إلى الوراء، تحديداً حين استقبلت سلطات الحج السعودية الحجاج الإيرانيين بالزهور والورود والحلويات، نستطيع أن نخرج بمؤشرات إيجابية تجاه إيران من السعودية.

الانسحاب الإماراتي من حرب اليمن بادرة حسن نية

موقف الإمارات وزيارة وفدها إلى إيران الذي جاء بالتزامن مع خطوات تقليص مشاركتها بالتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، يوحي بتغييرات ملموسة في السياسة الإماراتية وربما الخليجية أيضاً تجاه قضايا المنطقة ومن بينها سورية.

جميعاً يذكر الزيارة المفاجئة التي قام بها ابن علوي إلى دمشق الشهر الفائت، ومن الواضح أن سورية كانت محور الوساطة بين إيران والإمارات بطلب من الأخيرة، وليس ابن علوي ذاته رغم أهمية زيارته إلى طهران وما حمله خلالها من رسائل.

الدول الخليجية باتت تنظر اليوم بطريقة مختلفة نوعا ما للعلاقة بين سورية وإيران وبدلا عن التركيز فقط على إخراج إيران من سورية وهو أمر تتكفل به الولايات المتحدة الأميركية حاليا، باتت الدول الخليجية استثمار تلك العلاقة لتحقيق نوع من الهدوء والتوازن في المنطقة الخليجية التي تكاد أن تتحول لساحة حرب ولابد من التهدئة.

العرض الخليجي ولن نقول الإماراتي من الواضح أنه لا يشمل فقط التصعيد في المنطقة الخليجية إنما في منطقة الشرق الأوسط ككل بما فيها اليمن وسورية والتصعيد في مضيق هرمز، إذ بات من الواضح أن حلحلة كل هذه الملفات ستأتي دفعة واحدة قريباً جداً، ولن يطول وقت احتوائها لأكثر من نهاية العام الجاري على أبعد تقدير.

عربي اليوم

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/detailes.php?id=583