قبل أيام فقط على موعد الجولة الجديدة من محادثات «أستانا»، والتي تستضيفها العاصمة الكازاخية في 1 و2 آب المقبل، يتعاظم التصعيد في «جيب إدلب»، من دون فتح جبهات برية واسعة حتى الآن. عشرات القذائف والغارات الجوية سُجّلت خلال اليومين الماضيين، واشتباكات متفرقة على أطراف ريفي إدلب واللاذقية، بلا أي تغيير في خريطة السيطرة على الأرض، ومن دون خروج تصريحات لافتة من الجانبين الروسي والتركي، الضامنين لاتفاق التهدئة المفترض. التعزيزات التي شهدتها جبهات ريفي حماة واللاذقية من جانب الجيش السوري، الأسبوع الماضي، واجتماعات المسؤولين العسكريين عن هذا القطاع، شكّلت ملامح لاحتمال إطلاق عملية عسكرية جديدة، لكن التصعيد اقتصر على الاستهدافات الجوية والمدفعية. اللافت في اليومين الماضيين كان كثافة نشاط سلاحَي الجو السوري والروسي في أجواء «جيب إدلب»، إذ استُهدفت مناطق عديدة هناك بسلسلة واسعة من الغارات، وكان لبلدات خان شيخون ومعرة النعمان وأريحا النصيب الأكبر من القصف الجوي، الذي تسبب في وقوع ضحايا من ساكني تلك البلدات.
قراءات الجانب المعارض لتكثيف القصف الجوي تباينت، بين اعتباره «ضغطاً على الفصائل» لدفعهم نحو تنفيذ بنود «اتفاق سوتشي»، وبين تصنيفه «ضغطاً على الجانب التركي لإمرار بند فتح الطرق الدولية داخل جيب إدلب»، بحجّة أن البلدات المستهدفة تُجاور طريق حماة ــــ حلب، مثلاً. وفي المقابل، تتحدث الأوساط الحكومية عن أن التحرك يؤكد أن هدف تحرير كامل المناطق السورية لا يزال حاضراً بمعزل عن سياق تنفيذ الاتفاقات. كذلك، ترى مصادر سياسية تتابع ملف محادثات «أستانا» أن ما يجري على الأرض يستبق جولة التفاوض المرتقبة، ويتوازى مع الضغوط السياسية على الجانب المعارض لعدم الحضور، مضيفة أن اشتراط وقف إطلاق النار لحضور «وفد المعارضة المسلحة» في أستانا هو تفصيل قد يتحقق بشكل روتيني قبيل انعقاد الجولة وعبر القنوات الروسية ــــ التركية، من دون أن يعني ذلك غياب القصف المدفعي والجوي بشكل كامل، وعن مناطق محددة. وتشير أوساط معارضة إلى أن قرار «هيئة التفاوض» مقاطعة «العملية السياسية» ربطاً بما يجري في إدلب هو جزء من مظاهر هذا الضغط، ومحاولة للتأثير على نتائج الاجتماع المرتقبة.
«داعش» يتبنّى «انتحاري» مليحة العطش صحيفة الأخبار اللبنانية |
||||||||
|