هل انتهى دور الدبلوماسيين؟ بقلم يفغيني شيستاكوف


هل انتهى دور الدبلوماسيين؟

 

يشير يفغيني شيستاكوف في مقال نشرته صحيفة "روسيسكايا غازيتا" إلى أن النخبة السياسية في الولايات المتحدة تبحث عن مكان تشعل فيه حربا مظفرة.

كتب شيستاكوف:

تدفع النخبة السياسية الأمريكية الرئيس دونالد ترامب إلى خوض عدة حروب، تعتقد أنها ستعيد لواشنطن نفوذها السابق في العالم.

أولا في أفغانستان، حيث وسع الرئيس الصلاحيات الممنوحة للبنتاغون لتحديد حاجته من عديد الجنود في المنطقة. وقد اعترف ترامب خلال لقائه قادة الجيش بأن الأمريكيين يخسرون الحرب في أفغانستان. وبحسب وسائل الإعلام، ينوي إعفاء قائد القوات الأمريكية هناك الجنرال نيكولسون بسبب شكوكه إزاء إحراز نجاح في الحرب ضد طالبان.

وقد فشل ترامب خلال المشادة الكلامية في تخويف زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. فبعد إعلان البيت الأبيض عن احتمال القيام بعملية عسكرية ضد بيونغ يانغ، أجرى كيم جونغ أون تعبئة إضافية وهدد بإطلاق الصواريخ باتجاه القاعدة العسكرية الأمريكية في جزيرة غوام.

 وأعلنت وكالة الأنباء المركزية لكوريا الشمالية أن كيم جونغ أون استمع إلى خطط الجنرالات بشأن الضربة الصاروخية للجزيرة. ولكن بيونغ يانغ قررت تأجيل هذه الضربة وانتظار تطور الأوضاع. ولم يمنع ذلك الزعيم الكوري من وخز ترامب علانية، ونصحه بـ "التفكير بعقلانية والتحدث بصورة صحيحة لكيلا يواجه العار من جانب كوريا الشمالية". البنتاغون من جانبه، وفي أثناء محاولته طمأنة سكان الجزيرة بأنه خلال ثوان معدودة يتمكن من تحديد مسار الصواريخ، التي ستطلقها بيونغ يانغ ويسقطها، بثت محطتان إذاعيتان في الجزيرة عن طريق الخطأ تحذيرا للمواطنين من خطر مجهول، بحسب صحيفة الغارديان.

بدورها، أعلنت إيران على خلفية المشادة الكلامية بين واشنطن وبيونغ يانغ، عن حقوقها، حيث حذرت البيت الأبيض على لسان رئيسها حسن روحاني من أنها ستنسحب من الاتفاق النووي إذا ما فرضت واشنطن عقوبات جديدة عليها.

أما ترامب، الذي تنخفض شعبيته داخل الولايات المتحدة، فهو بحسب المعلق السياسي لصحيفة لو فيغارو الفرنسية "القائد العام الذي يشك فيه القسم الأكبر من النخبة الأمريكية، المستعدة لكل شيء من أجل إضعافه". لذلك لا بد من اختراق كبير في السياسة الخارجية، وحتى مغامرة حربية قادرة على توحيد الأمة تحت راية واحدة. وتورد الصحيفة قول أحد العاملين السابقين في مكتب آسيا بوزارة الخارجية الأمريكية لدى تقييم الرئيس الأمريكي: "لا تنسوا أن ترامب يتحدر من حي كوينز في نيويورك. وذلك لا يسمح له بالتراجع. وأعتقد أنه قادر على عمل ما لم يتمكن أي رئيس سابق من عمله".

إلى ذلك، يشير الخبراء إلى أن ترامب "يعود في مجال السياسة الخارجية إلى اللعبة الكلاسيكية في الهيمنة". وإذا كان يرى أن هدفه في آسيا هو النظام الكوري الشمالي، فإنه في أمريكا اللاتينية يستهدف فنزويلا، لأن واشنطن تحاول منذ سنوات زعزعة الاستقرار في هذا البلد، الذي وصفه نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، خلال زيارته إلى كولومبيا، بأنه ليس دولة، وأشار إلى أن أوضاعه السياسية غير المستقرة تشكل تهديدا للولايات المتحدة. وقد سبق أن أعلن ترامب عن وجود "خيارات عديدة لحل الأزمة في فنزويلا بما فيها العملية العسكرية".

وقد رد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بتنظيم تدريبات عسكري لمدة يومين، وحاول الاتصال هاتفيا بسيد البيت الأبيض. بيد أن ترامب رفض التحدث إليه إلى حين "إحلال الديمقراطية في فنزويلا"، بحسب المكتب الصحافي للبيت الأبيض.

هذا، وعلى الرغم من أن الخبراء رأوا أن تهديدات ترامب "متسرعة وارتجالية"، فإنه لا يمكن استبعاد قيام النخبة السياسية الأمريكية باستعراض عضلاتها لكي تثبت لـ "ذوي النيات السيئة" خارج الولايات المتحدة جدية نياتها.

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/detailes.php?id=350