الولايات المتحدة تعوق الرئيس الأسد عن الهجوم على دير الزور


نشرت "نيزافيسيمايا غازيتا" مقالا لمعلقها السياسي فلاديمير موخين، عن الأوضاع السورية، أشار فيه إلى مراهنة واشنطن على الكرد في المعارك من أجل المناطق الغنية بالنفط.

كتب موخين:

يبدو أن الخلافات بين دمشق والتحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، بدأت تشتد مع تقدم القوات الحكومية السورية على ثلاثة اتجاهات استراتيجية نحو دير الزور، المدينة التي تحيط بها حقول النفط، والتي أصبحت هدفا رئيسا لقوات الأسد وطائرات القوة الجو-فضائية الروسية لمحاربة "داعش" في مناطق جنوب–شرق سوريا.

فقد أعلنت وكالة العين نيوز أن التحالف الغربي قام بإنزال عسكري في الجزء الغربي من محافظة دير الزور، أعلن التحالف عنه رسميا أنه لإجلاء المدنيين وجمع المعلومات عن الوضع. ولكن يبدو أن هدف التحالف هو أوسع من ذلك بكثير. فقد سبق أن أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي يشكل الكرد عمودها الفقري، أن الهجوم سيُشن على دير الزور في وقت واحد مع عملية تحرير الرقة. أي أن الكرد المدعومين من جانب الولايات المتحدة ينوون الاستيلاء على المناطق الغنية بالنفط والغاز.

وبحسب ما أُعلن عنه، سوف تتقدم وحدات "قسد" من محافظة الحسكة، حيث سيكون هدفها الأول مدينة الميادين الواقعة على الضفة اليمنى لنهر الفرات. غير أن هذه الخطة تتعارض: أولا، مع الاتفاق الروسي–الأمريكي غير المعلن، الذي ينص على قيام قوات التحالف و"قسد" بعمليات عسكرية في المناطق الواقعة شرق الفرات. وثانيا، إن تنفيذ هذه الخطط سيعوق تقدم القوات الحكومية، ما سيؤدي إلى مواجهات مع وحدات "قسد"، كما حصل عندما أرادت واشنطن بمساعدة الكرد إنشاء مواقع في منطقة مطار الطبقة لمهاجمة الضفة اليمنى للفرات، حين أسقطت طائرة أمريكية طائرة "سوخوي-22" سورية بحجة أنها كانت تهاجم مواقع "قسد".

وبعد هذه الحادثة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن "أي أجسام طائرة للتحالف الدولي تكتشَف في المناطق، التي تنفِّذ فيها عمليات عسكرية في الأجواء السورية، أي غرب نهر الفرات سوف تتعامل معها وسائل الدفاع الجوي الروسية كأهداف جوية". وحينها تمت تسوية المشكلة. ومنذ ذلك الحين، تتقدم القوات الحكومية السورية المدعومة بطائرات القوة الجو-فضائية الروسية وقوات العمليات الخاصة بنجاح في الاتجاه الجنوبي–الشرقي، بما في ذلك على امتداد الضفة الغربية للفرات. فيما يحارب التحالف الدولي وقوات "قدس" "داعش" شرق الفرات. و"السؤال الذي يطرح نفسه، ويصعب الإجابة عنه: هل سيسبق الأمريكيون والكرد القوات الحكومية السورية في الهجوم على دير الزور والاستيلاء عليها؟"، - بحسب الخبير العسكري يوري نيتكاتشيف.

ويستبعد الخبير أن يقرر الأمريكيون المواجهة المباشرة مع جيش الأسد والقوات الروسية في سوريا، ولكنهم "بعد تعبئة قواتهم واستمرارهم في معركة الرقة، ومهاجمة مواقع "داعش" بصورة فجائية من الحسكة، سوف يسيطرون على جزء من محافظة دير الزور، بما فيها حقول النفط". وإن ما يعقد الوضع بالنسبة إلى سوريا وروسيا، هو أن عدد الإرهابيين، الذين تقاتلهم القوات الحكومية والتحالف الذي تقوده واشنطن في هذه المنطقة، لا يتجاوز 9 آلاف مسلح. في حين أن القوات السورية وحدها تقاتل في وسط وغرب سوريا زهاء 25 ألف مسلح، والذين بحسب رئيس إدارة الاستخبارات في هيئة الأركان العامة الفريق أول إيغور كوروبوف يشكلون مجموعة "هيئة تحرير الشام" الإرهابية. وإن "هؤلاء يقومون بعمليات عسكرية ضد القوات الحكومية في محافظات حلب ودمشق وإدلب وحماة". أي أن قوات الأسد تقاتل "داعش" ومجموعات أخرى، وهذا يعرقل "الهجوم الواسع" على مواقع "داعش" في دير الزور.

ومع ذلك، فقد أعلن قائد مجموعة القوات المسلحة الروسية في سوريا الفريق أول سيرغي سوروفيكين أنه بغض النظر عن هذه المشكلات، فإن "القوات السورية المدعومة بطائرات القوة جو-فضائية الروسية والمستشارين الروس تبذل كل ما في وسعها من أجل إحلال السلام والاستقرار في سورية".

روسيا اليوم

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/detailes.php?id=9196