النفط الأسبوعي .. تفاؤل مدفوع بالانتعاش الصيني وترقب لخطوات «الفيدرالي» بشأن الفائدة


أكد تقرير "ريج زون" النفطي الدولي أن السوق النفطية تعيش حالة من التفاؤل المدفوع بالانتعاش الصيني مع تراجع معنويات الابتعاد عن المخاطرة في الأسواق الأوسع وترقب كيفية رد فعل مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن إقرار مزيد من الرفع في أسعار الفائدة الأمريكية.

ووسط جولة ضخمة من الصيانة لعديد من المصافي الأمريكية، ذكر التقرير أن المستثمرين لا يزالون يراهنون على نمو أسعار النفط الخام حيث رفع مديرو الأموال مراكزهم الصعودية على خام برنت إلى أعلى مستوى في 11 شهرا وسط توقعات بأن الطلب سيفوق العرض على المدى القصير.

وأشار إلى تعافي النفط الخام من الانخفاض الهائل في بداية العام مع وجود قدر كبير من التفاؤل من الصين كما يراقب المستثمرون تأثير عقوبات الاتحاد الأوروبي في شحنات روسيا من المنتجات البترولية المنقولة بحرا في أوائل الشهر المقبل التي حذر البعض من أنها قد تكون أكثر تعقيدا من القيود السابقة.

ونقل التقرير عن بنك " جي بي مورغان " تأكيده أن هامش الربح لتحويل النفط إلى منتجات مثل الديزل يرتفع ويدعم مزيدا من الطلب على النفط الخام، مشيرا إلى اضطرار تجار النفط في الأسبوع الماضي إلى التفكير في إمكانية زيادة الطلب الصيني مقابل الأخبار الاقتصادية التي تسببت في بعض المخاوف بشأن الركود المحتمل، كما أضافت مبيعات وزارة الطاقة الأمريكية من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي بعض المشاعر الصعودية.

ولفت التقرير إلى تسجيل خام غرب تكساس الوسيط أعلى مستوى في تسعة أسابيع كما حافظت الأسعار على اتجاهها الصعودي لمدة ثلاثة أسابيع وذلك رغم مدخلات مصافي التكرير الأمريكية الأقل من المعتاد.

وأضاف أن حظر الاتحاد الأوروبي على واردات الخام الروسية سيدخل حيز التنفيذ في 5 فبراير المقبل كما يتردد التجار أيضا في اتخاذ رهانات كبيرة على اتجاه السعر قبل اجتماع وزراء تحالف "أوبك +" في إطار لجنة المراقبة في الأول من فبراير المقبل.

وأبرز التقرير بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي تشير إلى أن المخزونات التجارية زادت الأسبوع الماضي بمقدار 0.5 مليون برميل إلى ما مجموعه 448.5 مليون برميل أو ما يزيد بنسبة 3 في المائة على متوسط الخمسة أعوام لهذا الوقت من العام.

ونوه إلى أنه لأول مرة منذ عدة أشهر لم تكن هناك أي عمليات سحب للنفط الخام من احتياطي البترول الاستراتيجي حيث استقر إنتاج النفط الأمريكي عند 12.2 مليون برميل يوميا مقابل 11.6 مليون برميل يوميا في الوقت نفسه من العام الماضي، عادا أن الاقتصاد الأمريكي تلقى إشارات متضاربة هذا الأسبوع حيث قوبل نمو الناتج المحلي بانخفاض أرقام الإنتاجية وإعلانات التسريح التي شاركت فيها شركات التكنولوجيا الكبيرة.

وأشار التقرير إلى انخفاض مؤشر الدولار أسبوعا بعد أسبوع، ما يضيف دعما لأسعار النفط لافتا إلى تطلع التجار إلى البيانات الفعلية التي تدعم زيادة الطلب على النفط من قبل الصين، إضافة إلى اجتماع مجموعة "أوبك +" في مطلع فبراير المقبل.

من جانب آخر، ذكر تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي أن أسعار النفط الخام استمرت في اكتساب الزخم في الأسبوع الماضي وذلك رغم المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي لكن إعادة فتح الاقتصاد الصيني توفر دعما قويا للنفط.

وأوضح أن من خلال المثابرة على التضخم وارتفاع أسعار الفائدة والصدمات الأخرى أعادت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكية الأقوى من المتوقع إحياء آمال المضاربين على الارتفاع في السوق بأن المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي طويل الأجل قد تكون مبالغا فيها.

وأضاف أنه لا تزال أسواق النفط الخام تعكس إلى حد كبير أحداث الاقتصاد الكلي، مشيرا إلى حقيقة أن أنشطة التكرير في الولايات المتحدة لا تزال أقل من 15 مليون برميل يوميا بينما تتجه المصافي إلى جولة ضخمة من الصيانة ستضعف مستويات الطلب على نحو ملموس.

ونقل التقرير عن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي تأكيدهم أنهم يسعون إلى تحديد سقف أسعار المنتجات الروسية عالية القيمة عند 100 دولار للبرميل والمنتجات منخفضة القيمة عند 45 دولارا للبرميل مع وجود الكرة الآن في ملعب حكومات الاتحاد الأوروبي التي يتعين عليها الاتفاق على التدابير الملائمة قبل حول 5 فبراير المقبل.

وذكر أن أزمة الطاقة في أوروبا والناجمة عن الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا أدت لافتقار القارة إلى إمدادات الهيدروكربون واعتمادها بشكل متزايد على واردات الغاز الطبيعي المسال. ونقل عن شركة "ريستاد إنرجي" تأكيدها أن النرويج وهي أكبر منتج أوروبي ستشهد ارتفاعا كبيرا في الإنفاق على التنمية على المدى القصير حيث من المتوقع إطلاق استثمارات ضخمة في مجال الطاقة بقيمة 42.7 مليار دولار.

ونوه التقرير إلى أن ألمانيا شهدت زيادة في أحجام واردات النفط الخام بنسبة 11.1 في المائة خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي لكن فاتورة هذا الحجم تضاعفت تقريبا مقارنة بالعام السابق عند 55.98 مليار دولار.

وأشار التقرير إلى أنه على مدى العام الماضي واصلت ألمانيا الاعتماد بشدة على روسيا من أجل النفط الخام حيث استوردت 27.2 في المائة من إجمالي وارداتها من الخام من روسيا وعموما استوردت ألمانيا 73.6 مليون طن من النفط الخام منذ يناير حتى أكتوبر العام الماضي وذلك من جميع المصادر بزيادة من 66.2 مليون طن في الأشهر نفسها من العام السابق ومع ذلك كان السعر الذي دفعته لهذا النفط الخام في العام الماضي يزيد بنسبة 117.7 في المائة.

ولفت إلى أن نسبة اعتماد ألمانيا - وهي أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي - على الإمدادات النفطية من دول "أوبك" بلغت في العام الماضي 16.8 في المائة بينما جاءت الإمدادات من كازاخستان والولايات المتحدة بنسب أقل، مشيرا إلى توقف ألمانيا عن استيراد كل النفط الخام من روسيا عبر خط أنابيب النفط اعتبارا من يناير الجاري وذلك وفاء بتعهدها بالتوقف عن شراء الخام الروسي.

من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، انخفضت أسعار النفط عند تسوية الجمعة حيث سجل الخام الأمريكي خسائر أسبوعية بنحو 2 في المائة، وعند التسوية، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 0.9 في المائة، عند 86.66 دولار للبرميل. كما انخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنسبة 1.6 في المائة، مسجلة 79.68 دولار للبرميل.

وقال جون كيلدوف الشريك في الأمريكية أجين كابيتال إنه إذا استمرت الإمدادات الروسية قوية في الشهر المقبل فمن المرجح أن تواصل أسعار النفط انخفاضها، مضيفا أن عمليات جني الأرباح قبل نهاية الأسبوع ربما تسهم أيضا في هبوط الأسعار.

ومن جانب آخر، ظل العدد الإجمالي لمنصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة على حاله هذا الأسبوع حيث بقي إجمالي عدد الحفارات عند 771 هذا الأسبوع، و161 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2022 و304 منصات أقل من عدد الحفارات في بداية 2019 قبل انتشار الوباء.

وقال التقرير الأسبوعي لشركة "بيكر هيوز" الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر أن حفارات النفط في الولايات المتحدة تراجعت بمقدار 4 هذا الأسبوع إلى 609 بينما ارتفعت منصات الغاز بمقدار 4 لتصل إلى 160 وبقيت الحفارات المتنوعة على حالها عند 2.

وأشار التقرير إلى ارتفاع عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار 3 بينما ظلت الحفارات في إيجل فورد على حالها، منوها إلى بقاء إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة على حاله عند مستوى 12.2 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 20 يناير - وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية - حيث ارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة 600 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.

الاقتصادية

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/detailes.php?id=29130