لماذا جنيف واستانا خارج قاموس المواطن السوري ؟؟ .. بقلم الإعلامية مها جميل الباشا


أصبح الحديث عن اجتماعات استانا و جنيف ضمن أروقة الشارع السوري باهتة بحكم ما ينجزه الجيش العربي السوري على الأرض فلا أحد يهتم أو ينتظر من المنظمات الدولية أي حلول للأزمة في سورية طالما هي شريك أصيل  في التآمر على سورية ......

عند سؤالك أي مواطن سوري عن توقعاته لحل الأزمة السورية في ستانا وجنيف يرد عليك فوراً .. الحل واضح مثل الشمس وهو على المنظمات الدولية والإقليمية  إصدار قرار فوري مصدق من قبل الأعضاء الأصلاء والفرعيين متضمناً أن على الدول التي انتهكت سيادة سورية أن تسحب يدها ويد كل من استخدمته لتدمير البنى التحية ......

الاجتماعات التي تعقد هنا وهناك بحجة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية تخصهم وحدهم وما يخص المواطن السوري هو إتمام المعركة العسكرية وإحراز ما يلزم لتطهير الأرض السورية من  براثن الإرهاب الاستعماري الجديد ...

سؤال وجهه مواطن سوري عند الحديث عن مشاركة الحلفاء في مساعدة سورية في الخلاص من الحرب الشرسة التي شنت عليها على مدى ست سنوات... هل علينا أن نقبل ما يقوم به شركاؤنا ؟؟؟؟

سؤال مرير لكنه مهم وإيضاح ما يلزم كي يعرف المواطن السوري أن قيادتنا تعمل على المسارين العسكري والسياسي بآن واحد .... من الناحية العسكرية نحن على يقين بأن قيادتنا وحلفاءها قادرون على تحرير كافة الأراضي التي انتهكت من قبل العناصر المسلحة التي أدخلتها تركيا والسعودية وقطر بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها..... أما من الناحية السياسية نعلم بأن قيادتنا تثق بشركائها لكنها لا تثق بمن تنسق معهم (تركيا وغيرها) ومع ذلك هي لا توفر أي جهد قد يساهم في إنهاء الحرب على سورية.

على كل، سوف نراقب ما يحدث في أروقة أستانا وجنيف بعيداً عن تأجيل من هنا وهناك وغياب تلك وهؤلاء ...المهم استمرار الجيش في معركته إلى أن تتطهر الأرض من الإرهاب والإرهابيين.

استوقفني أمس خبر قرأته وتساءلت  لماذا نشر الآن وما الغاية من نشره بعد ما علم القاصي والداني بما يحصل على الأرض السورية ؟؟

تعنون الخبر بـ "صاحب فكرة تسليح الإرهابيين :جـــــــاسوس أمريكـــــي :«هندس» الفوضى السوريـــة!"

العنوان يشدك لكن ما تضمنه يستحق الوقوف عنده  إذا ما سألنا لماذا قامت صحيفة "الكناري الفرنسية" الآن بنشر تقريرها الذي يتحدث عن اسم العميل الأمريكي "دوغلاس لوكس أحد كبار جواسيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في سورية " الذي هندس للفوضى السورية بهدف إسقاط الدولة السورية وقالت الصحيفة أن هذا المشروع قد فشل !!

أخطر ما تحدث عنه التقرير هو أن دوغلاس لوكس الذي كلف بوضع خطة لتغيير الحكومة السورية خلال سنوات الحرب تبين أنه لا يعلم عن سورية إلاّ القليل وكل ما يعرفه عنها هو أنها تتصدر الصفحات الأولى في الصحف العالمية منذ أكثر من عام ويقصد بذلك منذ بداية الأحداث بسورية  !!؟؟؟

مع ذلك اعترف دوغلاس في كتابه أن سبب فشل مهمته في سورية يعود إلى الواقع السوري نفسه الذي كان بالنسبة له معقداً للغاية بحكم التنوع العرقي والديني فيها ولم يحاول التعرف عليها إلا من خلال تواجده ضمن المساحات التي سيطر عليها الإرهابيون. والأدهى من ذلك أنه أضاف سببا آخر واهياًُ لفشل مهمته وهو يعود إلى رسم خطته على عجل أولاً وثانياً بطولات الجيش السوري وتمسك السوريين برئيسهم ودفاعهم عن وحدة بلادهم بكل شراسة... أنهى دوغلاس كتابه معترفاً أن ما يعتبرون أنهم ثوار معتدلون ما هم إلاّ مجموعات إرهابية متطرفة.

إذاً، كان الهدف من نشر ذلك التقرير هو اعتراف غربي علني بهزيمتهم في سورية ...فلماذا كل هذه المعمعات في إيجاد الحل للأزمة في سورية الذي يأخذ مشواراً طويلاً بعدد الاجتماعات مع اختلاف المدن والقاعات والوفود؟؟؟؟؟ .

 

 

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/head.php?id=62