مؤتمر استانة وما بعده ؟؟ بقلم الإعلامية مها جميل الباشا


مؤتمر استانة وما بعده  ؟؟ بقلم الإعلامية مها جميل الباشا

ساعات تفصلنا عن انتهاء عام 2016 الذي شهد العديد من الأحداث التي قلبت ميزان القوى الدولية رأساً على عقب كان آخرها معركة تحرير حلب وما سيتبعها من تفاهمات بين كلٍ من روسيا وايران وتركيا تحت المظلة السورية ولا شيء خارجها ....

وما نتج عنه من تفاهمات (قمة الاتحاد الآوراسي الذي عقد في سان بطرسبورغ منذ أيام ) لترسم خريطة  اقتصادية وسياسية هامة تتلاقى مع التفاهمات التي تدرس على طاولة ما نتج عنه الاجتماع الثلاثي الروسي الايراني التركي في موسكو لحل الأزمة السورية ...

حدثان هامان لا يمكن لعام 2016 اغلاق أبوابه عليهما إذا ما قلنا أن عام  2017 سيكون عام الاتفاقيات التي ستبرم بين السوريين أنفسهم لخلاص سورية من براثن السم الذي أفرزته كلُ من أمريكا وتركيا وقطر والسعودية وكل من في فلكهما .....

هناك من سيقول ان اردوغان يساعد روسيا وايران في تسريع الحل السياسي  في سورية هذا صحيح، لكن ليس بإرادته وإنما هو مجبر بالسير قدماً معهما إذا ما ذكرنا الانفتاحات التي قدمها للروسي والإيراني بعد فشل ذلك الانقلاب....

هل نسي العالم الدور المنوط بـ  أردوغان من قبل حلفائه على مدى الأعوام الستة الماضية والتي انتهت بتدمير البنى التحتية لسورية واستشهاد الالآف من العسكريين والمدنيين ؟؟؟؟

الحديث هنا ليس عن اردوغان ولكن لا يمكن للتاريخ إلا أن يسجل ما فعله في سورية حتى وإن انقلب دوره اليوم من المخرب إلى الوسيط ...

عبارة قالها الأمين العام لحزب الله اللبناني (السيد حسن نصر الله) في خطابه الأخير على السوريين التعالي على جراحهم لإ يجاد حل سياسي في سورية ينتهي بالحفاظ على سورية واحدة موحدة .... الشعب السوري عانى ما عاناه من ظروف اقتصادية واجتماعية سيئة على حد سواء ولا يمكن له إلاّ أن يقبل بأي تسوية تراها الحكومة السورية فيها مصلحة سورية الواحدة الموحدة..

لا يمكن لأي مفاوضات أن تنجح إلا عندما تتشارك كل من روسيا وايران وتركيا والحكومة السورية الشرعية فيما بينها .

من المتوقع أن تشاغب الولايات المتحدة الأميركية على تلك المفاوضات ما دفعها لانهام سورية امام مجلس الأمن مرة بجرائم حرب ومرة بتوجيهها ضربات كيماوية على المدنيين في مناطق تسيطر عليها من تسميهم  معارضة... وإذا ما أضفنا عدد المشاريع التي قدمتها كل من فرنسا وبريطانيا والسعودية وقطر إلى مجلس الأمن دون كلل أو ملل بهدف إفشال التفاهمات لحل الأزمة السورية.

نحن مقبلون على تسوية سياسية من رحم انتصار حلب والمصالحات التي تمت بين السوريين في ريف دمشق وتوسيع نطاق الأمان حول العاصمة ما سلحت الحكومة الشرعية في دمشق بأوراق قوة إضافية  .. لن تسمح لهذه التسوية بالفشل كما فشلت في جنيف 1 و2 و3 .... قد يكون للأستانة طعم آخر ....

في قمة الاتحاد الأوراسي أطلقت مباحثات واتفاقيات خلقت مزيجاً من التحالفات السياسية المتعاونة أمنياً والمتكاملة اقتصادياً... إذاً العالم أمام تحالفات جديدة قد تنطلق خيوطها من آسيا عند المحيط الهادئ إلى غرب اوروبا وبحر البلطيق ومن القطب إلى المحيط الهندي لتسقط رقعة الشطرنج الكبرى والسيطرة الأميركية وهذا ما سيتزامن مع الاتفاقيات والتفاهمات التي سيتوصل إليها منسقو اجتماع استانة في الشهر المقبل والذي بدأ مع الاعلان عن وقف اطلاق النار الذي سيسري مع ليل 30 كانون الأول كما اعلن الجيش العربي السوري

 

 

 

 

 

 

 

 

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/head.php?id=61