أي ورقة ستنقذ واشنطن من روسيا .. الإعلامية مها جميل الباشا


أي ورقة ستنقذ واشنطن من روسيا .. الإعلامية مها جميل الباشا

لم تخفِ الولايات المتحدة الأمريكية ارباكها وتخبطها عندما سمعت بالوجود العسكري الروسي في إيران ومن القاعدة العسكرية في همدان جنوب غرب العاصمة طهران بالذات، هذا ما عبر عنه الكاتب سكوت بيترسون في تقريره بصحيفة "كريستيان ساينس مونيتور الأمريكيةعندما قال إن التحرك الروسي من قاعدة إيرانية يؤدي إلى حرف ميزان الحرب لصالح الأسد وحلفائه أي لغير صالح قوى التحالف الغربي مضافاً إليها الكيان الصهيوني ..

يسأل سكوت هل هذا التعاون غير المسبوق بين روسيا وإيران يخفي وراءه هدفا آخر أكبر  ...؟؟

كيف لدولة مثل إيران تسمح لدولة أجنبية (روسيا) حسب تعبيره بالعمل على أراضيها عسكرياً ؟؟

أي رسالة يريد الطرفان (إيران وروسيا) إيصالها إلى أمريكا ؟؟؟

هل هو تهديد يخفي وراءه استهداف الجماعات المدعومة من قبل أمريكا ؟؟

أم أن وراء هذا التعاون قرار استراتيجي كبير بين الروسي والإيراني هدفه القضاء على القطب الأوحد وفرض عالم متعدد الأقطاب ؟؟؟

للإجابة على الأسئلة آنفة الذكر يجب أن نسأل ما إذا كان كل من روسيا وإيران يريدان أن يوسعا تأثيرهما الإقليمي من خلال هذه القوة التي أذهلت العالم بأكمله والتي طالت جماعات ترتبط بالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في ريف حلب و دير الزور وآخرها كان استهدافها لوحدات حماية الكرد في الحسكة (الاسايش) بعد أن حاولت الأخيرة بإيعاز من الأب الروحي لها (أمريكا) بتحريك هذه الجبهة لتتزامن مع تقدم قوات سورية الديمقراطية المدعومة منها  في منبج بهدف توسيع نفوذها المشبوه في تلك المناطق لاستخدامها كورقة ضغط على الحكومة السورية و حلفائها في اجتماع جنيف القادم إن تم الاتفاق على انعقاده؟؟ 

انهى الكاتب سكوت بيترسون تقريره في تلميح مبطن لأمريكا وحلفائها حول ما صرح به كلٍ من المحلل العسكري بافل فيلغينهور  لصحيفة "نوفيا غازيت الروسية" ورئيس مجلس الأمن القومي علي شمخاني ان التعاون العسكري الإيراني الروسي جعل الحياة صعبة بالنسبة "للإرهابيين" خاصة الساعين إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وأن هذا التعاون الجديد "سيتواصل حتى يتم سحقهم بالكامل".

بعد تقرير سكوت بيترسون آنف الذكر جاءت افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال محذرة الولايات المتحدة الأمريكية ما إذا تنبهت لآفاق ونتائج  الاتفاق الروسي التركي الذي تم بين بوتين واردوغان منذ ايام قليلة أي قبل استخدام قاعدة همدان في إيران !!؟؟ 

تعتبر الصحيفة أن مساعي بوتين بالاتفاق مع اردوغان لا تنفصل عن مصطلح المساومة التي لعبها بوتين اثناء اجتماعه مع سلطان القرن الحادي والعشرين (اردوغان) عندما قالت " لا يستطيع أحد أن يمارس لعبة المساومة أفضل من بوتين، في حين يستطيع أردوغان أن يساعد لعبة النفوذ الروسية في الشرق الأوسط. وفي هذه المرحلة، يريد بوتين دق إسفين أكبر بين أردوغان والولايات المتحدة للحد من قدرة أميركا على صياغة الأحداث الإقليمية. وعلى المدى الطويل، يريد أيضاً إضعاف ارتباط تركيا بحلف شمال الأطلسي، الذي كان بصدد ترسيخ قدرته على الدفاع عن أوروبا الشرقية بعد عمليات النهب الروسية في أوكرانيا" تجدر الإشارة إلى أن الإعلام الغربي الذي يخدم مخططات قادته التوسعية ينعت الرئيس بوتين بأوصاف ليست من المصطلحات السياسية في شيء كأن يقول الرئيس الأمريكي اوباما أني لا أثق بالرئيس بوتين في حين أن هذا الهجوم الأمريكي يعكس احساساً مريراً بعدم القدرة على إعادة روسيا إلى (قمم روسيا إبان عهد الرئيس يلتسين) !!

هل سينجح بوتين كما أدعت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في مساعيه ؟؟

لا تستبعد الصحيفة بأن ينجح بوتين بمساعيه إذا ما قام اردوغان باستخدام ملف الانقلاب الفاشل الذي حصل في تركيا منذ 15/7/2016 كذريعة للتعاون بشكل وثيق مع روسيا أولها وقف طلعات القصف الأميركية ضد "داعش" من قاعدة حلف شمال الأطلسي في قاعدة إنجرليك.

كيف لا يحصل هذا والصحيفة ذكرت كم ان الحلف قلق من جراء اجتماع بوتين وأردوغان أولاً والذي اتضح ذلك في مضمون بيانه قائلاً: "إن تركيا تأخذ دوراً كاملاً في اتخاذ قرارات الحلف القائمة على أساس توافق الآراء، بينما نواجه الآن أكبر التحديات الأمنية على مدى جيل"، مضيفاً أن الأتراك يقدمون "مساهمات كبيرة" للجهود العسكرية المشتركة لحلف الناتو.

وثانياً "عندما اتهمت اوباما بأنه ترك الشرق الأوسط لقمة سائغة لمن يريد حصة فيه في أعقاب تراجعه من المنطقة على مدى ثماني سنوات(الانسحاب من العراق والتنازل في سورية ) الذي ترك  عن عمد بوتين إلى ملئه لصالح الاستراتيجية الروسية. وفي المقابل، استجاب أوباما بتحويل وجهة السياسة الأميركية في سورية أكثر في اتجاه يلبي رغبات روسيا. وسيكون هذا هو تأثير الولايات المتحدة المتقلص الذي سيرثه الرئيس الأميركي المقبل".

أخيراً

ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية منذ يومين على خلفية استخدام روسيا لقاعدة همدان الإيرانية لضرب الجماعات الإرهابية في حلب ودير الزور والحسكة عبر قاذفات من طراز 22 سوخي و34  أن بوتين هو اللاعب المركزي في المنطقة والتسكع مع روسيا لعبة خطيرة ... لذا نسأل من يحاول ان يفرض على سورية فيدرالية كردية وهل سينجح في ظل الأحداث الأخيرة ؟؟؟

ما نشرته صحيفة هآرتس عن قوة بوتين ليس إلاّ مقدمة في باطنها الخوف من اندلاع حرب مع حزب الله كما جاء في مقالة مايكل روبين (ذا أميركان إنتربرايز) بتاريخ  12/8/2016 قائلاً:

 

حزب الله اليوم قوة هائلة، وليس فقط بسبب ضخ إيران الهائل للأسلحة والمعدات، وإنماً أيضاً بسبب تقلب الدبلوماسيين قبل عقد من الزمن. ولو أن الرئيس جورج دبليو بوش تمسك بحزم بمبادئه، ولو أن رايس منحت الأولوية للحق فوق طمأنة أقرانها، لما كان هناك اليوم أي سيف مسلط على رأس المنطقة حسب تعبيره.
للأسف، وبسبب قرارات اتخِذت قبل عقد من الزمن، فإن السؤال الآن لا يتعلق بما إذا كان هناك صراع جديد سينشب بين إسرائيل وحزب الله، وإنما يتعلق بكم يمكن أن يكون حجم الضرر أكبر إن حصل.

في النهاية لا يمكننا إلاّ أن نرى كيف ان روسيا وحلفاءها استطاعت بتفوق خلط الأوراق على الساحة الدولية سورية وحزب الله من جهة والاكراد من جهة ثانية .... ولم يبق أمامنا إلاّ أن نراقب ونشاهد ونسمع إلى أين سنصل.

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/head.php?id=55