مندريس يقض مضجع أردوغان !! ؟؟؟ بقلم الإعلامية مها جميل الباشا


كتبتها في السابق بتاريخ 9/4/2016 وأكدها اليوم ..إليكم ما كتبت استشرافاً بمصير أردوغان ... هذه المقالة ذكرت قبل أشهر ما يحدث اليوم لاردوغان ..

 

ما يثار في الأوساط السياسية الدولية وفي الزواريب العربية يشي بأن أردوغان قد يواجه مصير عدنان مندريس نتيجة تورطه في محاولات إثارة الطائفية في كل من سورية والعراق والمنطقة. 
فأردوغان الذي اعترف أمام العالم بشكل غير مباشر بتدخله السافر في الحرب على سورية والعراق عندما طرح على البرلمان التركي منحه التفويض والصلاحية للتدخل العسكري في كلا البلدين تحت ذريعة القضاء على داعش. 
لم تسعف حجج أردوغان التي ساقها أمام البرلمان والجيش التركيين في تصديق ما يدعيه من دفاع عن الشعبين السوري والعراقي وما يعانيانه من اضطهاد طائفي وسلطوي، فالأتراك يرون ويعلمون أن أردوغان مستمر في فتح حدود بلاده أمام المرتزقة القادمة من أصقاع الأرض لتنفيذ ما خطط له وحلفائه في أمريكا وفرنسا وبريطانيا والسعودية وقطر. 
الدعم الروسي عسكريا وسياسياً للحكومة السورية كشفت نوايا أردوغان ومن خلفه وأن ما يقومون به ليس كما ادعوا "القضاء على داعش" وإنما من أجل الاستمرار في محاولات إسقاط الدولة السورية ليصبح هذا البلد يدور في الفلك الأمريكي والصهيوني، وبالتالي يصبح الحلف المقاوم والممانع في خبر كان. 
نتيجة مؤازرة الروس والحلفاء للجيش العربي السوري في محاربته الجماعات الإرهابية والتي تكللت بإنجازات كبيرة حتى تاريخه، كشفت تورط أردوغان وخطأ حسابات الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب على سورية ما سيساعد هذا البلد على استعادة دوره الدولي والاقليمي ما يعني وضع أردوغان في موقف لا يحسد عليه ومع هذا لم يقرأ السلطان الجديد الميدان السياسي والعسكري ومستجداته جيداً فهو ما زال يقوم بالدور المنوط به منذ بداية الحرب على سورية. 
بدأ الأمريكي يستشعر خطر أردوغان عندما رفض التراجع عن دوره ذاك حتى بعد الدعم العسكري الروسي وتحقيق الجيش السوري لإنجازات كبيرة على الأرض. أردوغان الذي فشل وعلى مدى سنوات من الحرب في تحقيق أهداف العدوان كما فشل سابقاً عدنان مندريس في مواجهة الاتحاد السوفييتي وقتئذٍ بالرغم من نجاح الأخير في إدخال تركيا في حلف شمال الأطلسي لا نستغرب أن يكون مصيره كمصير سلفه مندريس كما تتوقع أحاديث مغلقة أرخت بظلالها على بعض وسائل الاعلام. 
اليوم نرى الحبل يضيق حول عنق أردوغان ولا سيما أنه يريد أن يحول تركيا من بلد علماني إلى بلد متدين والذي بدأ الإعلام الغربي يتهمه بتأزيم عدة ساحات في المنطقة وكيف أنه أصبح عبئاً ثقيلاً على حلفائه ؟؟ 
مندريس استلم منصب رئاسة الوزراء في تركيا من عام 1950 إلى عام 1960 وساهم في انضمام تركيا إلى حلف الناتو وعمل على تقوية علاقاته مع الولايات المتحدة الأمريكية وساند مخططاتها كإرسال قوات تركية إلى كوريا كما وضع تركيا في مواجهة المد اليساري القومي العربي بزعامة جمال عبد الناصر. 
واليوم لم تختلف سياسة أردوغان خلال السنوات الأخيرة عن سياسة سلفه لناحية تقوية علاقاته مع أمريكا ومساندتها في مواجهة الحلف المقاوم والممانع للاستعمار الصهيو أمريكي بزعامة الرئيس بشار الأسد وحلفائه وفي حال نجح في مهمته المنوطة به سيكافأ بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.. لكن ماذا حصل ويحصل الآن بعد أن تراجعت الولايات المتحدة الأمريكية عن وعودها ؟؟ انقلب السحر على الساحر ... 
أردوغان فشل في تحقيق مآرب الأمريكي كما فشل مندريس فلا غرابة أن يلتقيا بالمصير نفسه وهذا ما يخيفه الآن. 
سورية استعادت لغاية الآن 70% من الأراضي التي كانت تحت سيطرة الجماعات الإرهابية وروسيا استعادت أمجادها من البوابة السورية وإيران احرزت نجاحاً باهراً في توقيع اتفاقها النووي والمقاومة اللبنانية استطاعت أن تحمي وجودها مادياً ومعنوياً كما أكد سماحة السيد حسن نصر الله.. 
الحرب الكونية على سورية التي أريد لها أن تحقق مبتغى الحلف الأمريكي جاءت بنتائج عكسية فهي اكسبت الحلف المقاوم مزايا جديدة تؤهله لأن يكون لاعبا دولياً قوياً ... 
أخيراً نحن محكومون بالأمل كما قال سعد الله ونوس فكما استطاعت العديد من الأمم النهوض بعد حروب ضروس فكيف الحال وسورية بلد الفينيق ... الصمود الاسطوري للمثلث السوري (الجيش والشعب والقيادة) يؤكد أن سورية ستنهض وتزدهر من جديد طالما الاصرار موجود والمسألة مسألة وقت.


Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/head.php?id=52