أين روسيا من اتفاق تركيا وإسرائيل !!!؟؟؟


إذا ما عدنا إلى ما أشارت إليه مجلة "فورين بوليسي" منذ ايام في تحليلها السياسي بخصوص أسباب تخلي أردوغان عن رئيس وزرائه  أحمد داوود أوغلو وتبعات ما حصل ويحصل:

أولاً : منذ نشوب الحرب على سورية وتركيا تقوم بدورها الموكل لها من امريكا ألا وهو تهيئة الأرضية الخصبة التي تساعد الأخيرة في السيطرة على سورية بشكل كامل،  كيف لا وهي من شرّعت إرسال المقاتلين الإرهابيين العرب والأجانب مع العتاد والسلاح إلى سورية إضافة إلى تسهيل كافة الأمور التي تساعد على تهجير السوريين من وطنهم  بغية جعلها ورقة تفاوضية على الساحة الدولية....وتأتي أمريكا في نهاية المطاف لتدعم وتساند عدوها اللدود "الكردي" في  إقامة فيدرالية كردية في الشمال السوري المحاذي لحدودها. ...هذا أمر مرفوض بالنسبة لتركيا.  

ثانياً : يُعتبر داود اوغلو حليفاً موثوقاً للولايات المتحدة الأمريكية و أكثر تسامحا مع الأكراد فما كان من أردوغان إلاّ أن يقوم وعلى الفور باستبداله بشخص يلبي طموحاته داخل تركيا وخارجها، وليس كما قيل بشأن تغيير النظام الرئاسي في تركيا أو عضويتها مع الاتحاد الأوروبي (الوضع اخطر من ذلك) عين على الأكراد وعين على أمريكا.

ثالثاً: تعرض تركيا لأخطر هزة اقتصادية وسياحية جراء العقوبات التي فرضتها عليها روسيا .. هذا إذا ما أضفنا  تخوف أردوغان من التقارب الروسي الأمريكي في الشمال السوري ودعمهما للأكراد في دولة كردية على غرار كردستان العراق.

ألا تكفي هذه المقدمة التي ذكرتها لتجعل من اردوغان شخصاً متوجساً قلقاً ممن كانوا في الأمس حلفاء اصبحوا اليوم مناصري أعدائه (الأكراد) ولا سيما تعاونهم بإقامة فيدرالية كردية على حدوده مع سورية ؟؟؟

لماذا تخلت أمريكا عن أردوغان بعد أن نفذ كل ما طُلب منه لإنجاح مشروع إسقاط الدولة السورية ..؟؟

هل فشل إسقاط سورية أم عزل أحمد داود اغلو من منصبه كرئيس مجلس الوزراء  هما السبب .. أم أن هناك اسباباً أخرى نجهلها ؟؟؟

من السذاجة ان نقول بأن حكومة أوباما تعاقب أردوغان فقط من اجل فشل مشروع إسقاط الدولة السورية او عزل أوغلو ... وإنما من أجل الحصول على أي تعويض يبرر إخفاقاتها في سورية والعراق ولبنان ...قبل ان ترحل ...

 الكيان الصهيوني قرأ جيداً ما يجري على الساحة الدولية من جهة ومع اردوغان من جهة ثانية لهذا سارع إلى لقاء اردوغان والذي انبثق عنه توقيع اتفاقية بينهما  لم تتضح بنودها حتى الآن إلاّ بند ما أعلن عنه قائلاً : سأزف اليكم خبرا سارا، سنساعد اصدقاءنا السوريين من خلال منحهم الفرصة اذا كانوا يرغبون للحصول على الجنسية التركية”.  ؟؟؟؟ وما خفي أعظم !!!

بعد لقائه مع نتنياهو فجر قنبلة سياسية ضخمة حينما أعلن امام العالم أجمع اعتذاره من بوتين (روسيا) واستعداده لدفع ما يترتب على تركيا من تعويضات  لذوي الطيار الروسي الذي اسقط من قبل جنوده قبل أشهر ..

الغريب في الموضوع هو توقيت إعلان الاعتذار من روسيا لكن الأغرب من هذا هو بعد لقائه نتنياهو ...إلى ماذا يشير اردوغان في تصرفه ؟؟؟

إذا كان يعتقد البعض ان ما سرّ به أردوغان من تجنيس للسوريين تمّ الاتفاق عليه بين بوتين ونتنياهو قبل قدومه إلى تركيا وبعد لقاء الأخير بوتين بأيام فهو واهم .. هناك خطة جهنمية تُدبر من قبل أردوغان ونتنياهو لسورية ... السؤال الذي يسأل :

أين روسيا من هذه الخطة !!؟؟ الأيام القليلة القادمة سوف توضح ما تخفيه تركيا...

صحيح أن روسيا لا يمكن لها أن تتخلى عن سورية من باب مصالحها الجيوسياسية والأمنية لكن من حقنا أن نسأل حول استعجال بوتين بالرد الإيجابي على اعتذار اردوغان ؟؟ ومن حقنا أن نسأل روسيا هل هي موافقة على اقتراح أردوغان بتجنيس السوريين ؟؟

روسيا كانت تقول مراراً أن لديها شروطاً لقبول عودة المياه إلى مجاريها بين تركيا وروسيا ..

هل إغلاق الحدود بين تركيا وسورية في وجه الإرهابيين بعتادهم وسلاحهم من ضمن الحل ؟؟؟؟؟؟

لست بصدد ذكر الشروط التي تخص روسيا وأمنها القومي من تركيا كما جاء في تصريحاتها الإعلامية على مدى عام كامل كما يقول المثل (أهل مكة أدرى بشعابها)... ما يخصني هو انعكاسات هذا التقارب على سورية ؟؟

تركيا سرقت بل نهبت 90% من الآلات الصناعية والتجارية من مدينة حلب وريفها ...هل ستعاد تلك الآلات وإن حصل ذلك هل ستدفع كافة التعويضات ؟؟؟؟؟؟

تركيا ساهمت في دمار سورية وحلب بشكل خاص ...هل ستتعاون على إعادة الإعمار ؟؟؟؟

لست واثقة من تركيا ووعودها في حال كانت الأسئلة السابقة من ضمن شروط روسيا في ان تتعاون معها .. لكن المتأكدة منه هو سعي روسيا إلى إيجاد حل للأزمة السورية... كيف سيكون هذا ؟؟؟؟؟

الأمر ليس سهلاً باعتبار أن الطرف الثاني هو تركيا ومن منا لا يعرف تاريخها الدموي والتدميري على مدى سنين ... المعادلة صعبة جداً ولا سيما في ظل توقيعها منذ أيام اتفاقاً مع الكيان الصهيوني وما أدراك ما هو الاتفاق ؟؟؟

أمريكا وحلفاؤها تعيش أسوأ حالاتها ما بين الإرهاب الذي ارتد عليهم وما بين التغييرات على الساحة الدولية ولا سيما ما حصل مع بريطانيا وخروجها من الاتحاد الأوروبي ...  ليس سراً أن نقول ان الحرب على سورية بالدرجة الأولى كانت وما زالت لمصادرة موقفها المقاوم والممانع لإسرائيل ...  

 ولكونها كما أجمع العالم على أنها البوابة الرئيسية لدخول العالم ولتزعم القطبية العالمية لأن الأزمة السورية أزالت القطب الواحد وخلقت قطباً يضم المارد الصيني والدب الروسي والنووي الإيراني والأحزاب المقاومة كحزب الله وهؤلاء كلهم إلى جانب بواسل جيشنا الذين حاربوا ويحاربون على مدى أكثر من خمس سنوات مرتزقة مئات الدول ويحرزون انتصاراً تلو آخر وتقدماً تلو آخر.

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/head.php?id=50