أوباما قال ....أوباما يقول ....لمن قال ولمن يقول !!؟؟ الإعلامية مها جميل الباشا


لماذا أشعلت الساحة التونسية الآن ؟؟ إذا ما راقبنا ما يجري على الساحة التونسية من إعلان حرب شاملة بهجوم داعش على بن قردان بهدف إقامة إمارة إسلامية .. نستنتج أنها بداية لإشعال تونس بأكملها. لكن لماذا الآن ؟؟ جرت العادة على مرّ السنين عندما تريد الولايات المتحدة الأمريكية ولاسيما بعد فشلها في منطقة ما أن تلجأ إلى ضحية جديدة بغية لفت الأنظار إلى فشلها.. تونس هي من اختارتها أمريكا لتكون ضحية خروجها من الحالة السورية بعد أن استطاعت روسيا إفشال مخططها وحلفائها. ما يحدث في تونس يتقارب مع ما قاله أوباما في مقابلته مع صحيفة "ذا انتلانتيك" من حيث توجيه اتهامات لحلفائه من هنا وهناك وكأنه يريد أن يقول: إن أمريكا ليست مذنبة في سورية والعراق واليمن وليبيا. في الوقت الذي اقترب فيه موعد الانتخابات الأمريكية وكالعادة الرئيس الحاكم يأتي ويتبرأ من جرائم أوعز بها خلال حكمه. قال اوباما في مقابلة لصحيفة "ذا اتلانتيك" إن المنافسة بين إيران والسعودية أدت لحروب بالوكالة والفوضى بدءاً من سورية إلى العراق واليمن....!!! هل تريد أمريكا إشعال فتيل الحرب بين إيران والسعودية كما حصل في السابق بإشعالها الحرب بين إيران والعراق وبنفس الأسلوب؟؟ إذا كان أوباما يسعى إلى اقناع العالم بأن الحروب التي وقعت في سورية والعراق واليمن هي نتيجة المنافسة بين إيران والسعودية ....فأين أمريكا من هذه الحروب !!؟؟ تحدث أوباما للصحيفة أيضاً أن الوقوف إلى جانب شركائه الخليجيين سيجبر بلاده على استخدام القوة العسكرية لتعديل النتائج ... عن أي قوة يتحدث أوباما ..وأين نضع القوة التي شنها على سورية على مدى خمسة أعوام وما زالت !!؟؟ أوباما يطلب من (السنة والشيعة) حسب تعبيره عبر الصحيفة ذاتها التوصل إلى طريقة فعّالة للتعايش بينهما والى حسن الجوار وتأسيس نوع من السلام البارد ...هل هذه وصيته قبل أن يخرج من البيت الأبيض !!؟؟ لا يمكن المرور دون التعليق على ما ذكره أوباما بشأن إيجاد طريقة فعّالة للتعايش بين (السنة والشيعة)....نسأل أوباما: من سوّق لهذا الصراع !!؟؟؟ أوباما يصف حلفاءه في منطقة الخليج وأوروبا بـ "القوى الجامحة" التي تسعى لجر الولايات المتحدة إلى صراعات طائفية لا مصلحة أمريكية فيها ....مع التأكيد على حقيقة ما قاله ..لكن هذا لا يبرئه من نزيف الدم نتيجة هذه الصراعات ؟؟ وأوضح أوباما في حديثه للصحيفة أنه "لم يبدِ تعاطفاً كبيراً مع السعوديين" على خلفية إبرام الاتفاق النووي مع إيران، مذكراً الرياض بأنه يتعين عليها إدراك "كيفية تقاسم المنطقة مع عدوها اللدود، إيران، وهي مرة أخرى يؤجج فيها أوباما لصراع طائفي بين السعودية وإيران. أوباما يعترف مرة أخرى أمام العالم عبر الصحيفة بأن دعمه للتدخل العسكري الذي شنّه حلف شمال الأطلسي في ليبيا كان "خطأ" .... ما نفع هذا الاعتراف الآن وليبيا دُمرت وشرد أهلها ؟؟ من يحاسب أمريكا أو بالأحرى من يتجرأ لتوجيه أصبع الاتهام لها بجرائم حرب ؟؟؟ إن فعلها أحد ما سيكون مغفلاً !!؟؟؟ لآن أمريكا تتهم وتحاسب ولا يحق لأحد أن يتهمها أو يحاسبها. أوباما يحمّل فرنسا وبريطانيا عبء العملية العسكرية التي شنت على ليبيا. أوباما يريد أن يرحل عن البيت الأبيض نظيف اليدين من دم الليبيين !!؟؟ لا يا "سيد البيت الأبيض" .. ما جرى في سورية والعراق واليمن وليبيا تتحمل أمريكا نتائجه، ولو كانت منظماتكم الدولية عادلة لأحالتكم إلى محكمة العدل الدولية لارتكابكم جرائم حرب !! أوباما يصف بوتين بأنه شخص مهذب وصريح للغاية وأن لقاءاته معه طغى عليها طابع اجتماعات الأعمال، وهو يفهم أن مكانة روسيا بشكل عام في العالم قد اضمحلت، ودعمه للرئيس بشار الأسد لا يجعل منه لاعباً أساسياً فجأة وأن القوة الحقيقية تكمن في الحصول على ما تريد دون الاضطرار لاستخدام العنف.... ما قاله أوباما عن بوتين ليس له إلا تفسير واحد هو أن بوتين استطاع أن يوجه له ضربة قاضية في سورية وبالتالي ساهمت هذه الضربة في اعتبار بوتين الرجل السياسي الأول في نظر العالم ولاسيما أنه نجح في إعادة روسيا إلى مكانتها العظمى !!؟؟؟ أما ما قاله عن دعم بوتين للرئيس بشار الأسد فيصب في اعترافه الضمني بأن شرعيتة أصبحت حقيقة واقعية !!؟؟ هل دفاع أوباما بقوة عن رفضه تنفيذ التهديد بالخط الأحمر بشأن الأسلحة الكيميائية في سورية على الرغم من معارضة جو بايدن داخل الجلسات وأن الدول الكبرى لا تمزح في تهديداتها المغلقة كما جاء في حديثه للصحيفة ..رسالة للسوريين وللعالم بأنه جنب سورية الحرب .. بالله عليكم ما يجري على الساحة السورية أليس حرباً كونية أشعلها (سيد) البيت الأبيض !!؟؟؟ في النهاية يقول أوباما للصحيفة أن مصالح بلاده تقتضي "إخراج الولايات المتحدة من الصراعات الدموية في الشرق الأوسط حتى يتسنى لها التركيز بصورة أكبر على أجزاء أخرى مثل آسيا وأميركا اللاتينية" . هل كل ما ذكره أوباما في لقائه مع صحيفة "ذا اتلانتيك" قبل إجراء الانتخابات الأمريكية يعد بالتعبير العربي وكما يحدث في بلداننا العربية عندما ينهي مسؤول ما ولايته يقوم بالتبرؤ من كل أخطائه وأنه قام بما يمليه عليه ضميره ...هذا هو التاريخ على مر العقود !!

Copyrights © assad-alard.com

المصدر:   http://www.assad-alard.com/head.php?id=38