عاجل

مواعيد مباريات اليوم الخميس 25-4-2024 والقنوات الناقلة    محافظ اللاذقية يلغي القرار المتعلق بتخفيض مخصصات النقل العام    الإعلام الإسرائيلي يهاجم عالم آثار مصري مشهور لهذه الأسباب ؟    

قصة البراق وليلى العفيفة

2021-06-20

البراق بن روحان:

من قبائل ربيعة الدهماء ، من نسل عدنان و ابنة عمه ليلى العفيفة ، كان من أشجع شجعان قبائل ربيعة إلى درجة أن العرب تكتب في التاريخ أن إليه ينتهي مجد ربيعة ، وهو ابن عم وائل بن ربيعة ( كليب ) و الزير سالم ، وهو أقدم منهما في الفروسية وكان قدوتهم في الشجاعة لأنه أكبر منهما عمرا فلم يخرجا يوما عن أمره.

في ذلك الوقت كان هناك في الجزيرة العربية مفهوم السيادة المفروضة من القبائل اليمنية كهمدان ومبحج وكافة القبائل السبأية على القبائل العدنانية ، فكانت الأخيرة تدفع الجزية للقبائل اليمنية ، بمعنى أن العرب العاربة كانوا يفرضون سيطرتهم على العرب المستعربة أي العدنانيين.

في يوم من الأيام اجتمعت القبائل العدنانية كمضر و إياد و نزار تحت راية ربيعة ابن الحارث والد الزير سالم و كليب ، وقررت وضع حد لتجبر القبائل اليمنية عليها ، فدارت بينهم معركة السلان ، وفي هذه المعركة اشتهر البراق ابن روحان بأنه الفارس الأول بين قبائل العرب ، وأصبحت سيادة القبائل العربية لربيعة وفارسها الأول البراق.

كان للبراق ابنة عم اسمها ليلى ، وكانا يحبان بعضهما ، وفي يوم من الأيام جاء البراق إلى عمه وخطبها منه فقال له : وأين نجد مثلك زوجا لها فأنت أحق الناس بها وهي لك.

عم البراق كان تاجرا و اسمه اللكيز ، وكان صديقا لملوك اليمن ويذهب إليهم بقوافله التجارية كل عام ، ذات يوم قال ملك اليمن له : يا لكيز سمعنا ان لديك ابنة اسمها ليلى ، تامة الحسن و كاملة الجمال.

فقال له لكيز : صدقت فلي ابنة اسمها ليلى وهي كما وصفت ، فقال له ملك اليمن : أنا أريدها زوجة لإبني ، فنجعل من صداقتنا نسبا بيني و بينك.

لم يستطع لكيز رفض نسب الملك وخجل من أن يقول له بأنه أعطى كلمة لإبن أخيه البراق ، وأمام إلحاح الملك وافق.

رجع لكيز إلى نجد وقابل ابن أخيه البراق وقال له ما جرى بينه و بين الملك ، حاول البراق أن يثني عمه عن قراره لكنه رفض.

خرج البراق غاضبا وهو في الطريق قابل ابنة عمه ليلى ، فقال لها : هل أنت راضية عن قرار والدك ؟

قالت له : لست براضية لكنه قرار أبي وليس باليد حيلة

فقال البراق اسمعي يا ليلى ... في الليل خذي حوائجك وانتظريني عند البئر لآتي وآخذك و أهرب بك من القبيلة ، ولن يلحق بنا أحد من العرب فجميعهم يخشونني.

رفضت ليلى وقالت له : ما قاله أبي الذي هو عمك سيمشي علي و عليك يا براق ، وإذا كنت تحبني حقا فتمنى لي السعادة مع من كنت وأينما كنت ، فلن أهرب معك وأفضح أبي بين العرب.

غضب البراق و كره قبيلته و اعتزل العرب جميعا.

خرج إلى الجبال وهام على وجهه وعتب على قبيلته التي لم تثني عمه عن قراره ، وحز في نفسه أن القبيلة تحتاجه فقط في الحرب.

وهو في عزلته بدأت معارك بين قبيلته ربيعة وبين قبائل طي و قضاعه ، وكان يقود قبيلة ربيعة في المعارك وائل ( كليب ) و اخوه الزير سالم ، فكانت الغلبة في المعارك لقبائل طي و قضاعه و استنزفوا قبيلة ربيعة لأنهم أكثر منهم عددا ، والبراق لم يتحرك لنجدة اخوانه رغم أنه كان يسمع أن قبيلته و أبناء عمه يقتلون يوما بعد الآخر ، فتعبت قبيلة ربيعة وزاد فيها عدد القتلى ولم تستطع التحمل أكثر ، فقرروا الإرسال في طلب البراق لنجدتتهم.

ذهب كليب و الزير سالم إلى البراق وقالوا له : لم نعد نتحمل أكثر فأنجدنا يا براق قبل أن نهلك ، فطردهم و رفض العودة معهم.

كتبت قبائل طي وقضاعة إلى البراق رسالة يشكرونه فيها لعدم تدخله في الحرب ووعدوه بأن يرسلوا له الهدايا ثمنا لموقفه المحايد.

لكن البراق فهم الرسالة بطريقة أخرى ، أي أنهم يشكرونه لأنه تخلى عن أهله و سيدفعون له مالا ثمنا لذلك.

ركب البراق فرسه الشبوب وعاد إلى قبيلته ليقود الحرب بنفسه ، وهو يردد أبيات الشعر التي يقول فيها:

إذا لم أقد خيلي إلى كلِ ضيغمٍ

و أأكل من لحمِ العداةِ و أشبعُ

فلا قدت من أقصى البلادِ طلائعا ولا عشتُ محمودا و العيش موسعُ

فاصطف الجيشان و صاح فرسان ربيعة وهم يرددون:

براق سيدنا و قائد خيلنا

وهو المطاع في المذيق الجحفلِ

بدأت المعركة وبحث البراق عن زعيم قبيلة طي واسمه

النصير الذي كتب له الرسالة ، و قال له أتقدم لي الهدايا لكي أتخلى عن أبناء عمي ؟

سأقطع رأسك وأقدمه هدية لهم.

وبالفعل قدم البراق رأس النصير زعيم أعدائهم هدية لكليب.

كُسرت طي بعد مقتل قائدهم النصير وفرت قضاعة و غنمت ربيعة منهم غنائم كثيرة.

ورجع البراق مع قبيلته و عينوه زعيما لهم ، و ليلى التي أحبها كانت قد أرسلت لملك اليمن ،

لكن تم اختطافها في طريقها إلى هناك من طرف فرسان من قبيلة إياد من عدنان ، وأهدوها جارية لأحد أبناء الأكاسرة ملوك فارس.

فأحبها ابن كسرى لشدة جمالها وأغراها بالزواج وحين رفضت عذبها عذابا شديدا و هي مستمرة في رفضه.

في ذلك الوقت لم تكن قبيلة ربيعة تدري أن ليلى مخطوفة بل الجميع يعتقد أنها في اليمن ، وملك اليمن كان يعتقد أنها لا زالت في قبيلة أهلها ، فكل طرف كان يعتقد أنها عند الآخر.

فحدث ذات يوم أنها صادفت راعي على أطراف القصر الذي كانت أسيرة فيه في أرض الفرس ، فسألته هل أنت عربي ؟ فأجابها نعم أنا عربي ... فقالت له هل تعرف البراق ابن روحان ؟ قال لها ومن لا يعرف أشهر فارس من فرسان العرب! .

فقالت له سأقول لك قصيدة و انقلها إليه ، فأنشدت ليلى على مسامع الراعي قصيدة تستنجد بها بنخوة البراق و كليب و الزير سالم و جساس وكافة فرسان العرب ، فنقل عنها الراعي القصيدة التي تقول ليلى فيها:

ألا ليت للبراق عيناً فترى

ما أُلاقي من بلاء وعنى

يا وائلًا يا سالمًا يا إخوتي

يا جساسًا أسعدوني بالبكى

عذبت أُختكم يا ويلكم

بعذابٍ في الصبحِ و المسا

عذبوني غللوني أهانوني

ضربوا العفة مني بالعصا

هيهات الأعجميُ أن يقربني

ومعي بعض حشاشةُ الحيا

أصبحت ليلى تغل أكفها

مثل تغليل الملوك العظما

و تقيد و تكبل جورًا

و تطالب بقبيحات الخنا

يا إيادٌ خسرت صفقتكم

ورمى المنظر من برد العما

إلى نهاية القصيدة التي استحثت فيها نخوة قبيلتها و شرف أبناء أعمامها الفرسان و بالذات حبيبها البراق.

فعندما وصل الراعي إلى قبيلة ربيعة وألقى عليهم القصيدة لم ينتظر الفرسان انتهاء القصيدة حتى ركبوا خيولهم وركضوا مسرعين إلى بلاد فارس.

ولحقت بهم قبائل مضر من تميم و هوازن و غطفان و عبس.

وقال وائل بن ربيعة ( كليب ) في نخوة قبائل مضر قصيدته الشهيرة التي مطلعها:

وإن تتركوا وائلًا للحرب يا مضرٌ

فسوف يلقاكم الذي كان لاقيها

فأبلغوا بني الفرسَ عني حين تبلغوهم

وحيّوا كهلان إن الجندَ عافيها

فقاد البراق فرسان القبائل العربية حتى دخل الى أرض فارس وبدأت المعارك الطاحنة مع أبناء الأكاسره بين كر و فر ، وذات مرة وأثناء إحدى المعارك زاد الفرس الطين بلة حين قتلوا أخاه غرسان ، وكان البراق يحبه حبا عظيما ، فأصبح ثأره عند الفرس ثأرين.

جمع البراق فرسانه وكر على جنود الأعداء كرة واحدة وهو ينشد قائلا:

صبراً الى ما ينظرون مقدمي

إني أنا البراق فوق الأدهمِ

لأرجعن اليوم ذات المبسمِ

بنت لُكيز الوائلي الأرقمِ

طحن البراق جيش الفرس و كسر جنودهم و اقتحم أسوارهم و حرر ليلى منهم بالقوة ، وعاد منتصرا محررا ... وعندما وثل إلى القبيلة زوجوه ليلى العفيفة التي رفضت أن تهرب معه حفاظا على شرف أبيها ، فذهب إلى بلاد فارس وجلبها عروسة له على جماجم الفرس.

ومن هذه الحادثة سمت العرب ليلى بليلى العفيفة.

المصادر

شعراء العصر الجاهلي > غير مصنف > ديوان ليلى العفيفة نسخة محفوظة 13 سبتمبر 2013 على موقع واي باك مشين.

^ من قصص الجاهلية ليلى العفيفة والبرّاق نسخة محفوظة 28 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account