عاجل

القبض على سارقي الكابلات الكهربائية بين محطتي دير علي وعدرا    تراجع أسعار الذهب عالمياً الأربعاء مع ارتفاع الدولار والتركيز على بيانات التضخم الأمريكية    انخفاض أسعار النفط الأربعاء لليوم الثاني مع زيادة مخزونات الخام الأمريكية    

لأجل هذا لن ينجح لقاء بوتين واردوغان ؟؟؟

2016-08-09

لأجل هذا لن ينجح لقاء بوتين واردوغان ؟؟؟ بقلم الإعلامية مها جميل الباشا

نشرت صحيفة واشنطن بوست وغيرها من الدوريات الغربية منذ أيام تصريحات للجنرال الأمريكي روبرت سكايلز ينصح فيها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب ولاسيما العسكريين فيها بضرورة إيجاد تسوية ما مع روسيا الآن قبل أن تصبح تلك التسوية مستحيلة في العام القادم لآن (العقلاء) في الغرب يعترفون بالتراجع الأمريكي على المستوى الكوني وميزان القوى على الساحة الدولية تغير وهذا ليس في صالح القوى الاستعمارية الكلاسيكية، كما أن هناك تخوفات كبرى في الغرب من استعصاء الأزمة الرأسمالية العالمية التي تبدو للآن لا مخارج لها...أيضاً نوه إلى أن روسيا استطاعت منذ 25 عاماً أن تحدث قفزة نوعية غير مسبوقة في إعادة تأهيل التكنولوجيا العسكرية في بلادها ... كما أنها لا تستسلم نظرياً لهذا الواقع فهي تحدث ترسانتها العسكرية من أبسطها إلى أعقدها (سلاح تقليدي / نووي).

كما أشارت صحيفتا دير شبيغل وبيلد الألمانيتان   إلى ما قاله رئيس حلف الناتو السابق الجنرال كورتيس ما يكل سكاباروتي محذراً أمريكا والغرب" من أن الاسطول البحري الروسي سلاحه جديد جداً جداً وحديث ومخيف خصوصاً بعد أن استعادت روسيا القرم .. "لا نخفي خشيتنا من أن يتحول البحر الأسود إلى بحيرة روسية"

 الجنرالان كورتيس وروبرت المعروفان بكرهما لروسيا, ذلك الكره الذي لم يمنعهما من إدراك أن روسيا اليوم ليست روسيا الأمس....!!؟؟

لا يمكننا إهمال ما نُشر عن هذين الجنرالين منذ أيام كما لا يمكننا إهمال مقاربتهما ,بالتزامن مع ما يقال عن تغيير سياسة إردوغان تجاه روسيا... حتى نسأل :

هل قرأ إردوغان مستقبل روسيا السياسي والعسكري والاقتصادي جيداً مستبقا حلفاءه الغربيين (أمريكا وأوروبا) ؟؟؟

أمام ما يجول في ذهن إردوغان لا أرى غرابة في أن يركز الاعلام الروسي والعربي والغربي على لقائه مع بوتين ,لكن الغرابة في الأمر  أن يتم الاهتمام بهذا اللقاء أكثر من مخرجات اجتماع القمة الثلاثية بين بوتين وروحاني وإلهام علييف في قمة باكو الذي وصل إلى  سلسلة من التفاهمات التي تمهد إلى إقامة علاقات تعاون اقتصادية وثقافية وسياحية أنشط وأوسع من ذي قبل. ليس هذا فحسب لا سيما إنجاز ممر "شمالْ جنوبْ"  لربط وسط آسيا بغرب أوروبا، عبر أراضي إيران وروسيا مروراً بأذربيجان!!

ما الذي يقلق أمريكا وأوروبا من لقاء أردوغان وبوتين ولم يقلقها بيان ما نتج عنه لقاء القمة الثلاثية في باكو بين بوتين وروحاني وعلييف ؟؟؟

طالما أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر تركيا أحد مفاتيح الاستراتيجية الأمنية العالمية  في المنطقة الممتدة من أوروبا وحتى القوقاز مروراً بالبلقان والشرق الأوسط،  ذات الأهمية التي تراها روسيا... فلا عجب من قلق أمريكا من هذا التقارب لذلك هي سعت وتسعى إلى إفشال هذا اللقاء ؟؟

وطالما أن الجنرالين تطرقا إلى أهمية البحر الأسود بالنسبة لروسيا لا يمكن تجاهل هذا الأمر بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية إذا ما قلنا أن تركيا تشغل هذا البعد الجيوستراتيجي بفصل الجزء الأوروبي عن جزئها الآسيوي (مضيق البوسفور) الذي يربط البحرين المتوسط  والأسود..

 نعم أمريكا قلقة من هذا التقارب .. أضف إلى ذلك خوفها من مساندة روسيا في حل الأزمة السورية وهذا ما أستبعده كلياً بحكم ثقتي الكبيرة بأن أردوغان شخص لا يمكن الوثوق به ,والمؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين ,حتى الأمس القريب قام بفتح المجال البري والجوي والبحري امام الإرهابيين الذين أرسلتهم كل من قطر والسعودية بعتادهم وسلاحهم المتطور إلى حلب  لتعزيز صفوف الجماعات الإرهابية هناك..

من قرأ ما صرح به أردوغان لوكالة روسيا 24 امس بشأن حل الأزمة السورية لا يمكنه إلاّ أن يضعه في خانة اللعب على المكشوف .. وإلاّ أين نضع شرط أرودغان القديم الجديد للتعاون مع روسيا لحل الأزمة السورية !!؟؟؟

أردوغان وضع قدما عند المفاوضين الروس وقدما عند الأمريكان .. لأجل هذا قلت أن أردوغان لا يؤتمن. ومن يتوقع بأن الأزمة السورية سوف تحل سياسياً فهو واهم .... نعم أردوغان استبق حلفاءه لمد اليد لروسيا لكن هل سينجح في ظل ما صرح به من ناحية الأزمة السورية ؟؟

إذا كان أردوغان يعتقد أنه سينجح في تطبيع علاقاته مع روسيا دون الاتفاق بشأن سورية فهو مخطئ ولو كان ما يهم روسيا من تطبيع العلاقة مع تركيا فقط النواحي الاقتصادية والسياسية والسياحية وو.. لما فعلت ما فعلته منذ أشهر بسبب إسقاط طائرة لها ... وما نتج عنه من خسائر فادحة للاقتصاد والسياحة في تركيا  على حد سواء حيث تجاوزت خسارتها الـ مليارات .

على ما يبدو أن علي أكبر ولايتي مستشار آية الله الخامنئي استبق لقاء بوتين واردوغان بوضع النقاط  على الحروف من حيث شروط حل الأزمة السورية القديمة الجديدة خاصة ما يذكر عن رحيل الرئيس بشار الأسد وأن هذا خط أحمر.

ساعات تفصلنا عن اللقاء البوتيني الأردوغاني ومع هذا لا اتوقع النجاح لهذا اللقاء وأن معركة حلب ستبدأ عسكرياً لا سياسياً وأن الأيام القادمة سوف تبرهن ما قلت ..

في النهاية هل الولايات المتحدة الأمريكية ستأخذ بنصائح كل من كورتيس وروبرت ؟؟؟؟


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account