عاجل

مياه الشرب تهدد الأميركيين بـ"أمراض خطيرة"    هل زودت تركيا إسرائيل بالمعلومات لصد الهجوم الإيراني ؟    الميادين: نيران من لبنان باتجاه هدف عسكري في محيط عرب عرامشة    

عودة سوريا.. قرار عربي.. بقلم د. عبدالله العوضي- صحيفة الاتحاد الإماراتية

2023-05-12 -- 08:30 ص

سوريا، خصومها يُريدونها «صغرى»، أما أشقاؤها العرب يحتاجونها «كبرى»، منذ خراب «الربيع العربي»، والمساعي الحثيثة كانت متجهة نحو حصر سوريا في «اللاذقية»، ورغم تشريد نصف الشعب إلى الشتات، لفرض الانقسام، إلا أن الإرادة العربية غلبت إدارة الطامعين في الانقضاض على دورها المحوري في العالم العربي منذ الأهمية القصوى للمثلث الإقليمي المكون من أضلاعها مصر وسوريا والعراق.

بالأمس القريب عادت سوريا إلى مقعدها في دار العرب الجامعة، بعد محاولات فاشلة لجعلها قعيدة وبعيدة عن محيطها العربي.
هذا المطلب دائرته أوسع مما عند العرب، فقبل ذلك بفترة وجيزة كانت سوريا في قلب الاجتماع الوزاري الرباعي مع روسيا وتركيا وإيران في موسكو، من أجل التباحث في الملف السوري الذي يشمل اللاجئين، وأيضاً حزب «العمال الكردستاني»، وإرهاب «داعش» الذي لا زال بين كماشة التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب.
وقد أعلن وزير الدفاع التركي في 6 مايو تحييد 39 إرهابياً خلال العمليات العسكرية في الأيام الثمانية الماضية.
وقبل هذا الاجتماع الرباعي في موسكو، عقد اجتماع خماسي في الأول من مايو2023، بعمّان حيث صرح وزير الخارجية الأردني، خلال مؤتمر صحفي: بأن الاجتماع الخماسي ركّز على تخفيف معاناة الشعب السوري، والمنهجية التي اعتمدت تجاه سوريا في السنوات الماضية لم تنتج سوى الدمار، حيث نسعى إلى معالجة الأزمة السورية وفقاً للجهود المشتركة بين الدول العربية، أما هدفنا فهو استعادة سوريا لعافيتها واستقرارها ودورها الإقليمي.
الاستقرارفي سوريا يأتي تباعا بالازدهار بعد معاناة دامت لأكثر من عقد، فالتجارة والاقتصاد محور العلاقات المقبلة مع الدولة السورية.
وبالنظر إلى بعض المؤشرات الاحصائية، نجد التحسن ملاحظاً من خلال بعض الدول العربية مثال السعودية، فقد ارتفعت التجارة مع سوريا من 92.35 مليون دولار عام 2017 إلى 396.9 مليون دولار عام 2021 أي زيادة قرابة 400%.
ولو رجعنا إلى العام 2011، نرى بأن المملكة العربية السعودية كانت من أهم شركاء سوريا التجاريين، فقد بلغ التبادل التجاري بينهما آنذاك 1.3 مليار دولار.
بعد العودة، تبدأ مسيرة التعمير، وإعادة الإعمار التي تصل تكلفتها إلى ما يقارب 400 مليار دولار، ولا شك بأن للدول العربية دور بارز في المساهمة بذلك، وهو ما يرفع من حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين سوريا ومحيطها العربي.
وقد رحبت الخارجية الروسية بقرار استئناف مشاركة سوريا في أنشطة جامعة الدول العربية، وتتوقع زيادة الدول العربية دعمها لسوريا في حل مشاكل إعادة الإعمار.
وقد ذهبت الجامعة العربية بعيداً عن السياسة الغربية الرافضة لهذه العودة، حيث أردف الأمين العام للجامعة قوله: بأن عودة سوريا قرار عربي يهتم بالمصلحة العربية وبأن لا يترك الحل خارج المساهمة العربية، وأما إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا هو قرار سيادي خاص بكل دولة.


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account