عاجل

مخزونات النفط الأمريكية تسجل انخفاضًا هائلاً خلافًا للتوقعات    بوتين: أجهزة استخبارات بعض الدول ترتكب أعمالا إرهابية    الجهاز الأمني يعتقل نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى    

محللون: بريطانيا تجني ثمرة تساهلها مع المتطرفين الإسلاميين من ليبيا وغيرها

2020-06-25 -- 10:30 ص

في حين تواجه جماعة الإخوان حظرا شبه كلي على أنشطتها في عدد من الدول العربية، بعدما جرى تصنيفها كـ"جماعة إرهابية"، لا تزال الجهود في بريطانيا تجري منذ سنوات، على قدم وساق، في سبيل حظر التنظيم والتأكيد على خطره الذي يهدد أمن المملكة المتحدة، رغم تساهل بريطانيا مع المتشددين الذين انتهجوا خطابا متطرفا يدعم الإرهاب ويسانده.

 

وفي إحدى جلسات البرلمان، طرح النائب أندرو روزينديل أسئلة على وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل، عن التقييم الذي أجرته بشأن زيادة نشاط تنظيم الإخوان في بريطانيا، نتيجة للانكماش الاقتصادي في ظل تفشي كورونا.

 

ووجه سؤالا مماثلا إلى وزير الخارجية دومينيك راب، مطالبا بإجراء "تقييم لأثر الانكماش الاقتصادي العالمي على مستوى أنشطة التجنيد التي يقوم بها التنظيم في الخارج".

 

وأعرب روزينديل عن مخاوفه من أن التنظيم الإرهابي قد يكون استفاد من جائحة كورونا، لتوسيع نفوذه في أكثر من مكان في العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة.

 

هذا ويتعين على وزارتي الداخلية والخارجية البريطانيتين الإجابة عن أسئلة النائب في غضون 7 أيام.

 

ويوجد في بريطانيا إرهابيون من العيار الثقيل، من أبرزهم عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق محمد عماري، الإرهابي الدولي المعروف..

 

ويشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي حذر فيها النائب المحافظ من الإخوان وغيرهم من الجماعات المتطرفة، إذ طالما كان صريحا في موقفه ضد إيواء بريطانيا للمتطرفين، داعيا إلى "حظر" المنظمات المتطرفة التي تستخدم البلاد قاعدة لجمع الأموال والتحريض على العنف، من خلال المنظمات والمؤسسات المجتمعية.

 

وتعد هذه أحدث محاولة في إطار الجهود التي تبذلها جهات سياسية ومجتمعية في بريطانيا منذ سنوات، لحظر الإخوان في البلد الذي عانى من الهجمات الإرهابية، خاصة في السنوات الأخيرة، ووقف عمليات التجنيد والتمويل التي يقوم بها التنظيم، في الخفاء، وراء واجهة المؤسسات التي ينشئها في بريطانيا وغيرها من دول العالم.

 

وبدا واضحا من كلمة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي والتي ألقتها خارج مقر رئاسة الوزراء البريطانية، بعد رئاستها لاجتماع للجنة "كوبرا" الأمنية، أنها تحدثت في لهجة صارمة للغاية، وتناولت للمرة الأولى في خطابها السياسي، ما أسمته بالإيديولوجية الشريرة للإسلام المتطرف.

تكرر الحديث عن المتطرفين، في كلمة رئيسة الوزراء البريطانية آن ذاك، إضافة إلى إظهارها تبرما من زيادة التسامح مع هذا النوع من الإرهاب، يثير توقعات لدى العديد من المراقبين من أن السلطات البريطانية، ربما تكون على أبواب نقلة كبيرة في طريقة تعاملها مع التطرف الذي تعاني منه داخل البلاد.

 

وجاءت كلمة ماي بعد هجوم إرهابي ، شهدته منطقة " لندن بريدج" وسط العاصمة البريطانية، وتضمن طعنا بالسكاكين لأناس في الشوارع، ودهسا لآخرين بسيارة نقل صغيرة، وأسفر عن مصرع سبعة أشخاص، ومقتل ثلاثة مهاجمين على يد قوات الشرطة.

 

وحذرت ماي من  أن "التسامح مع الإرهاب في المملكة المتحدة ذهب بعيدا"، متوعدة بتصعيد الحرب على ما وصفته بإرهاب المتطرفين الإسلاميين ومضيفة " لقد طفح الكيل".

 

ويطرح أسلوب ماي وتطرقها في أكثر من مرة، خلال كلمتها إلى أيديولوجية الإسلام المتطرف، وكذلك إظهار التبرم من "التسامح الزائد عن الحد" تجاه هذا النوع من التطرف، يطرح تساؤلات بشأن ما قد تقدم عليه السلطات البريطانية في تعاملها مع المشكلة في قادم الأيام.

 

ويقول محللون إن بريطانيا تجني ثمن تسامحها من التطرف الإسلامي وترحيبها برموزه والسماح لهم بممارسة الدعوة إلى العنف والتحريض عليه

 

مع ذلك، وبحسب المحللين فإنه وفي حالة ما إذا كان ما تحدثت عنه ماي في كلمتها، يمثل نهجا حقيقيا للحكومة البريطانية، وليس مجرد وسيلة لكسب مزيد من الأصوات في الانتخابات المرتقبة بعد أيام، فإنه سيكون بمثابة نقلة هائلة في طريقة التعامل مع التطرف، ربما لا يعرف أحد إلى أين سيصل مداها، خاصة في ظل تسمية ماي لأيديولوجية بعينها، هي الأيديولوجية الشريرة للإسلام المتطرف كما قالت.

 

و تضم الساحة الإسلامية في بريطانيا خليطاً من الجنسيات العربية والآسيوية والأفريقية ومن جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق ومن الصين وغيرها. وتبيّن بيانات وردت في تقرير للمعهد البريطاني (Chatham House)، وجود 1900 مسجد في بريطانيا يقع 9 في المئة منها تحت سيطرة السلفيين، وأكثر من 280 مركزاً ومئات الجمعيات الإسلامية التي تقدم خدمات عقود الزواج والأحوال الشخصية ودفن الموتى وتقديم المشورة الدينية والشرعية.

 

وتعد لندن من عقود طويلة، معقلاً لجماعات الإسلام المتطرّف بتيّاراته المختلفة، ولهذا تُدعى «لندنستان»، فقوانين الهجرة قبل تعديلها وتضمينها بنوداً وقواعد متشددة للهجرة، ومنح اللجوء السياسي بسهولة وسياسة الرعاية الاجتماعية السخيّة، جميعها مكّنت الكثير من الإسلاميين، بمن في ذلك الإرهابيون الذين حوكموا بعقوبات مختلفة في دولهم الأصلية والجمعيات التي تموّل الإرهاب، من إيجاد أرض خصبة لنشاطهم في لندن.

 

وبحسب مراكز أبحاث فقد نجحت جماعات الإسلام السياسي المتطرف في محاولاتها للسيطرة على مئات، إنْ لم يكن آلاف المدارس العامّة والخاصّة في المملكة، عبر شنّها ما سمته عملية «حصان طروادة» التي ليست إلا استراتيجية لأسلمة المدارس من خلال التهديدات، والتخويف و»إجبار» المعلّمين المعارضين لهم على ترك المدارس، وكذلك من خلال السيطرة على مجالس المديرين والإدارات.

 

وبحسب ما ذكرته صحيفة «التايمز» البريطانية عن مصادر استخبارية، فإن «نحو 23 ألف إسلامي متطرف يعيشون في بريطانيا»

اليمن العربي


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account