عاجل

حظك اليوم وتوقعات الأبراج اليوم الخميس 18 نيسان/أبريل 2024‎‎    مواعيد مباريات اليوم الخميس 18-4-2024 والقنوات الناقلة..    دويتشه بنك يعدل توقعاته لأسعار الذهب العالمية في العام الحالي والقادم    

الرئيس الأسد في مقابلة مع فصلية “طهران لدراسات السياسة الخارجية”: بعد أكثر من 5 سنوات.. الشعب السوري يعي بأن ما يجري مؤامرة من الخارج وضرب للوطن.. ولا شيء آخر • ما يحـصل في سورية يؤثر في الخريطة العالمية .. وستنتشر بانتصارها فكرة الاستقلالية • خامنئـي شخصية استراتيجية صنع لنفسه مكانة تاريخية كبيرة في المنطقة • معركة الغرب الأساسية هي ضرب الوطن والمجتمع السوري بعقيدته وهويته وتوجهاته التاريخية • المطلــوب الاتيان بدولــة عميلــة تقـدّم ســـوريـة لقمـة سائغة للغرب • الســــعودية وتـــركيا دول تابعـــة لأمــريكا تُعطى الأوامـــر لتنفّذها • العلاقة بين آل سـعود وكيان الاحتلال قائمة منذ أكثر من خمسة عقود

2016-10-05

الرئيس الأسد في مقابلة مع فصلية “طهران لدراسات السياسة الخارجية”: بعد أكثر من 5 سنوات.. الشعب السوري يعي بأن ما يجري مؤامرة من الخارج وضرب للوطن.. ولا شيء آخر

·       ما يحـصل في سورية يؤثر في الخريطة العالمية .. وستنتشر بانتصارها فكرة الاستقلالية

·       خامنئـي شخصية استراتيجية صنع لنفسه مكانة تاريخية كبيرة في المنطقة

·        معركة الغرب الأساسية هي ضرب الوطن والمجتمع السوري بعقيدته وهويته وتوجهاته التاريخية

·        المطلــوب الاتيان بدولــة عميلــة تقـدّم ســـوريـة لقمـة سائغة للغرب

·        الســــعودية وتـــركيا دول تابعـــة لأمــريكا تُعطى الأوامـــر لتنفّذها

·        العلاقة بين آل سـعود وكيان الاحتلال قائمة منذ أكثر من خمسة عقود

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أنه، وبعد مرور أكثر من خمس سنوات على الأزمة، هناك حالة وعي عام في سورية، بأن ما يجري هو قضية مؤامرة من الخارج، وعملية ضرب للوطن تصبّ في مصلحة الإرهابيين، لاعلاقة له بالإصلاح، مشيراً إلى أن المطلوب غربياً وأمريكياً من سورية كان أن تذهب دولة وتأتي مكانها دولة عميلة لكي تقدّم سورية لقمة سائغة للغرب لذلك دعموا الإرهابيين فيها لتحقيق هذا الهدف.
وفي مقابلة مع فصلية “طهران لدراسات السياسة الخارجية” الإيرانية في عددها الأول، لفت الرئيس الأسد إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تخوض الحروب بهدف ترسيخ مشروعها بالسيطرة والهيمنة على العالم عبر ضرب كل من يقف في وجه هذه الهيمنة، خاصة مع صعود قوى أخرى عالمياً وبداية نوع من التوازن، ومن الطبيعي أن يكون أحد أدوات هذا المشروع هو ضرب الدول التي تعارضه كما فعلوا مع إيران منذ طرح موضوع الملف النووي في عام 2003، وموضوع سورية وما يحصل فيها اليوم، وتابع سيادته: بالإضافة إلى الأداة الإرهابية كانت هناك أدوات نفسية واقتصادية، والأداة الأهم، وهي الإعلامية التي حاولت أن تأخذ الكل في سورية والمنطقة باتجاه التحليل الخاطئ أو فهم الأمور بشكل مغلوط. وشدد على أن معركتهم الأساسية كانت ضرب الوطن والمجتمع السوري بعقيدته وهويته وتوجهاته التاريخية.
الوعي الشعبي القاعدة الأساسية في أي حرب

وحدّد الرئيس الأسد بأن القاعدة الأساسية في أي حرب هي الوعي الشعبي، وهذا الوعي هو الذي غذّى العناصر الأساسية الأخرى لصمود سورية في مواجهة الحرب الشاملة عليها وأوضح: الوعي الشعبي كان العامل الأساسي في تحريك الاقتصاد الذي يعدّ جزءاً من المعركة، كما ساهم في تحريك المثقفين باتجاه الرأي والفكرة الصحيحة التي تواجه الأفكار اليومية التي تبثّها 700 محطة فضائية أو وسيلة إعلامية، والتي كانت تعمل ضد سورية من كل العالم العربي وغير العربي، وهذا الوعي كان الداعم الأساسي للجيش العربي السوري، وطبعاً هناك جانب آخر هو الاعتماد على الأصدقاء، وفي مقدمتهم إيران.
وشدد الرئيس الأسد على أن أحد أسباب الوعي الشعبي هو التجربة التاريخية في هذه المنطقة، والتي فيها الكثير من المؤامرات والاحتلالات والمقاومة، وهذا الوعي هو الذي جعل الناس تميّز بين أخطاء في الأداء على مستوى المؤسسات، وبين تقصير له علاقة بالظروف القاهرة أي “الأزمة”، وأكد أنه لا توجد إحصائيات دقيقة عن الرضا الشعبي، ولكن هناك مؤشر مهم جداً فلو لم يكن هناك رضا على الدولة بشكل عام، وخاصة في توجهها  الوطني والسياسي، لما صمدت الدولة خمس سنوات، وتابع: هناك جانب أهم ومؤشر عملي أكثر هو كيف حمى الشعب السوري الدستور والدولة في مواقع عدة من خلال الانتخابات، فحجم المشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية غير مسبوقة على مدى تاريخ سورية منذ الاستقلال، وتساءل: لماذا خرج هذا المواطن لينتخب؟.. لأنه يعرف بأنه بهذه الطريقة يواجه الإرهاب ويدافع عن الدولة التي تعبّر عنه.
وأضاف الرئيس الأسد: إن الحكومات التي كانت موجودة في تونس ومصر هي حكومات علاقاتها جيّدة مع الغرب، وهناك رضا بل ودعم لها من الغرب، أمّا العلاقة قبل الأزمة مع الدولة السورية فكانت مختلفة، حتى في أحسن الأحوال، وكشف أن الغرب كان يسعى لعلاقة مع سورية من أجل الوصول إلى أهداف معينة، فكان مطلوب منها الابتعاد عن محور المقاومة، والتوقّف عن دعم الشعب الفلسطيني، والسير في مبادرات السلام التي تهدف إلى التفريط بالحقوق، وتساءل: لو كانت لديهم مشكلة مع القضايا الداخلية لماذا لم يحرّضوا ضد السعودية مثلاً؟!.. ليجيب: المطلوب كان أن تذهب حكومة في مصر وفي تونس لكي تأتي محلها حكومة يرضى عنها الشعب ويبقى الرضا الخارجي عنها قائماً، أما في سورية فكان المطلوب مختلفاً، كان المطلوب أن تذهب دولة وتأتي مكانها دولة عميلة لكي تقدّم سورية لقمة سائغة للغرب.
وأكد الرئيس الأسد أن القوة والمصداقية الأمريكية في حالة انحسار، وهناك صعود لكتل أخرى، وبداية توازن، وإذا أرادت أمريكا أن تضرب هذا التوازن فلا بد أن تضرب الدول المستقلة، كإيران وسورية وكوريا الديمقراطية وأي دولة تقول لا، وشدد على أن ما يحصل في سورية هو محاولة للمحافظة على ما تبقى من الهيمنة الأمريكية والغربية على العالم. ولكن الولايات المتحدة، ومنذ الحرب العالمية الثانية، تفشل في كل مكان، وتنجح في شيء واحد هو خلق المشاكل وتدمير الدول. وشدد: نحن   لا نتعامل مع إدارة تبني سياساتها على العقل، بل على المصالح الانتخابية، وهي إدارة تخضع للوبيات، وإذا كانت مصلحة هذه اللوبيات هي في الذهاب إلى حرب ومقتل الملايين من أبناء الشرق الأوسط فالأمريكيون لا يوجد لديهم مشكلة، المهم أن تتحقّق مصالح هذه المجموعات الضيّقة، والحقيقة أن كل الإدارات الأمريكية تشبه بعضها، ولن تتغيّر هذه السياسات في المدى القريب، حتى يكون هناك توازن حقيقي في العالم.
واشنطن تنتقل من فشل إلى آخر دون أن تتعلّم الدروس

وأوضح الرئيس الأسد أنه في أمريكا لديهم مشكلة في النظام السياسي، وتساءل: هل هذا النظام يسمح لأفضل الناس، وخاصة العاقلين، بالوصول إلى قيادة الدولة، أم يسمح لأشخاص انتهازيين؟. لو عدنا للرؤساء الأمريكيين، على الأقل خلال الثلاثين عاماً الماضية، هل هناك أحد منهم نستطيع أن نصفه بأنه رجل دولة حقيقي؟. لا، ولو تساءلنا عن كل ما قامت به الولايات المتحدة منذ أربعة عقود على الأقل، هل حقق أي مما قامت به تلك الإدارات مصلحة أمريكا؟، أعتقد بأن الجواب البديهي لا، هو ضد مصلحة الولايات المتحدة، وأضاف: الولايات المتحدة تنتقل من فشل إلى آخر من دون أن تتعلّم الدروس.
وأضاف الرئيس الأسد: إن ما سيحصل في سورية سيؤثّر في الخريطة السياسية العالمية، وإذا انتصرت سورية فستخرج أكثر قوة وستنتشر أكثر فكرة الاستقلالية بين الدول وهذا ما يخشاه الغرب، وشدد على أن سورية دولة لديها حضارة عريقة، ويمكن أن تشبّه في العالم العربي بأنها خط التقاء الصفائح التكتونية تحت الأرض بالنسبة للزلازل لأنها أكثر دولة بين الدول العربية يحصل فيها التقاء وتنوّع للطوائف والأديان والمذاهب المختلفة، فأي خلل في هذه الصفيحة سيخلق زلزالاً تصل نتائجه أو أصداؤه أو ارتجاجاته إلى الدول الأخرى، وأضاف: إن سورية تميّزت خلال أكثر من أربعة أو خمسة عقود بمواقفها المستقّلة، في وقت سارت فيه كثير من الدول العربية مع الغرب واستسلمت له، وبالتالي أصبح أي تعديل على الوضع السوري، سواء كان سياسياً أو اجتماعياً، سيؤثّر على المنطقة كلها. والدول التي تسعى لإبقاء الاستقلالية في العالم، عرفت بأن هذا التغيير في سورية سوف يؤثّر عليها، وتابع: نحن نعيش في منطقة تتأثّر ببعضها البعض، فإيران دولة مهمة، وما يحصل فيها سوف يؤثّر علينا وبالعكس، وهذا هو السبب الذي جعل العالم ينقسم، وهو أن ما سيحصل في سورية سيكون له أثر على الخريطة السياسية العالمية.
انتصار سورية مشكلة كبيرة بالنسبة للغرب

وقال الرئيس الأسد: في أي حرب إذا انتصرت فستخرج أقوى، ليس على المستوى السياسي، وإنما على المستوى الاجتماعي والوطني، وهذا شيء يخشاه الغرب كثيراً، فإذا انتصرت سورية فستكون أقوى، وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة للغرب. وأكد أن محور المقاومة هو محور مستقل وإذا انتصرت سورية فستنتشر أكثر فكرة الاستقلالية بين الدول، وسيقوى المحور المستقل على مستوى العالم، وبالتالي إمكانية أكبر لتطبيق قرارات مجلس الأمن المختلفة وتطبيق ميثاق الأمم المتحدة والالتزام بالقوانين والشرعية الدولية وحقوق الانسان والمبادئ الإنسانية، وعندها يتراجع مبدأ “القوي يأكل الضعيف”. وأوضح أنه عندما يضعف السيّد سيضعف العملاء في منطقتنا ودورهم السلبي.
وأكد أن معركة الإرهاب الآن في العالم مركزها سورية، ومعظم الإرهابيين يأتون إلى سورية، وضرب هذا الإرهاب سيحمي كل الشعوب من تأثيراته، ولهذه المعركة تأثيرات كبيرة إذا تمكّنا من الانتصار، وإذا هزمت سورية فستكون النتائج معاكسة، ستكون هناك هيمنة غربية كاملة، لن يكون هناك أي دولة قادرة على أن تقول أنا صاحبة حق، عندها سيكون الكل عبيداً.
وأكد الرئيس الأسد لدينا في سورية إيمان بأننا أمام خيارين: إما أن نفقد الوطن أو أن ننتصر، فلذلك بعد أكثر من خمس سنوات هناك تصميم، وهناك نتائج، وهناك إيمان بأن هناك أفقاً للانتصار بعوامل داخلية وبعوامل خارجية.
إطلاق عملية حوار سياسي اجتماعي

وحول عملية الإصلاح في سورية، أكد الرئيس الأسد أن العملية تراجعت بسبب الحرب الحالية ووجود الإرهاب، فلا يمكن أن تكون هناك عملية إصلاح اقتصادي واجتماعي وسياسي إن لم يكن هناك استقرار، وأضاف: الأولوية بالنسبة لنا في أي خطة هي ضرب الإرهاب والقضاء عليه وبنفس الوقت إطلاق عملية حوار سياسي اجتماعي، وعندها يمكن الحديث عن النظام السياسي المطلوب لسورية المستقبلية، وما هي السياسات الاقتصادية والاجتماعية للدولة، وشدد على أن هذه الحرب تركت تأثيرات سلبية سيئة جداً لدى الكثير من السوريين، خاصة الشباب والصغار، فالبعض منهم رسّخت في عقله الأيديولوجيا الوهابية المتطرّفة، وأيديولوجيا الإرهاب والقتل ورفض الآخر، وهناك آخرون تكوّنت لديهم مشاكل نفسية كثيرة أثّرت على نظرتهم للوطن وعلى إيمانهم به، لا بد من التعامل مع هذه الحالات إذا أردنا أن نحقق عملية تطوير.
القضايا السياسية كانت مجرد عنوان

وحول الحوار السياسي ومن هي الجهات التي يمكن أن تكون مشاركة في مستقبل سورية، أكد الرئيس الأسد أن هذه الجهات يجب أن يكون لديها إيمان بالوطن، وألا تكون تابعة لجهات أخرى، وألا تكون مرتزقة أو عميلة، وألا تكون داعمة للإرهاب أو تحمل السلاح وتقتل وتدمّر، وأضاف: عندما تتوفّر هذه الظروف، التي لم تتوفّر حتى هذه اللحظة، يمكن الحديث عن حوار سياسي، لكن الحقيقة أن الحوار السياسي يحل مشكلة سياسية، والمشكلة ليست سياسية حتى هذه اللحظة، فمن الواضح أن القضايا السياسية كانت مجرد عنوان.
وحول إمكانية الحوار مع المجموعات المسلحة التي تتخلّى عن السلاح، قال الرئيس الأسد: كل من قرّر أن يلقي السلاح قدّمنا له عفواً كاملاً، فنحن كنا مرنين لدرجة أننا تجاوزنا حتى القانون. القانون لا يعفي الإرهابيين من أعمالهم، ومع ذلك، ولمصلحة الشعب ولحقن الدماء، قمنا بتقديم العفو، وأكد أننا لا نتحاور مع منظمات إرهابية وإنما نتحاور مع أفراد.
وشدد الرئيس الأسد على أن الولايات المتحدة تستخدم أداتين: أداة إرهابية لكي تصل لأهدافها وتخضع الدولة السورية، وأداة سياسية تفتح لنا الباب لنقدّم التنازلات من خلالها، أي أن الهدف واحد، فإذا فشلت بالإرهاب تنجح بالسياسة، وإذا لم نقدّم تنازلات سياسياً فسيقومون بتصعيد العمل الإرهابي، وهذا ما يحصل: كلما فشلت مفاوضات جنيف في أن تأخذ تنازلات وطنية من الدولة السورية لصالح الإرهابيين والدول التي تقف خلفهم يزداد الإرهاب في سورية، يقولون: أنت عليك أن تختار، كمن يخيّرك هل تريد أن نعدمك بالرصاص أم شنقاً؟!، النتيجة واحدة، مؤكداً أن الولايات المتحدة ليست لديها ازدواجية، وإنما ثلاثية ورباعية وخماسية، وهي مستعدة لألف معيار إذا كان لديها ألف حالة، حسب ما يخدم مصلحتها ومصلحة المسؤولين فيها.
الصراع في المنطقة سياسي أُعطي عنوان صراع الحضارات

ورداً على سؤال حول الأوضاع في المنطقة ووجود صراعات على الأرض تغذيها أمريكا، قال الرئيس الأسد: في العصر الحالي لا شيء اسمه صراع حضارات، نحن نعيش حضارة واحدة اسمها الحضارة الإنسانية، هناك صراع تيارات، والصراع الذي نعيشه هو صراع سياسي أُعطي عنوان صراع الحضارات. وأضاف: لا شك أنه لدينا، في المنطقة العربية وعلى مستوى العالم الإسلامي، مشكلة كبيرة اسمها صراع الهوية، وما يفعله الغرب يأتي ليقوي أحد عناصر الهوية ويقول بأن الانتماء الإسلامي يتعارض مع الانتماء الفارسي، أو أن الانتماء الإسلامي يتعارض مع الانتماء العربي، فُتخلق صراعات بين من ينتمي أكثر إلى هذا التيار أو لذاك. وشدد على أن كل صراع في هذه المنطقة يخدم الهدف الغربي بشكل مباشر، وتابع: عندما نعرف أهمية قبول الآخر، فأنا وأنت أبناء حضارة واحدة، أمة واحدة، دولة واحدة، وطن واحد، وعندما نقتنع بهذا الشيء لا توجد مشكلة، ولكن عندما أعتقد بأنك خطأ مطلق، وأنا صح مطلق ويجب أن ألغيك فعندها سندخل في الصراع، وعدا عن ذلك فالحوار والاختلاف هو شيء غني وجيّد وجميل، وشدد على أن الاختلاف جيد ولكن عندما يصل إلى درجة الإلغاء فهو مدمّر.
السعودية وتركيا دول تابعة تُعطى الأوامر وتُنفّذها

وحول عملية التطبيع بين النظام السعودي والكيان الصهيوني وتأثيرات ممارسات الرياض على العالم الإسلامي والعربي، قال الرئيس الأسد: لا يؤثّر كثيراً لأنه ليس تغيّراً حقيقياً وإنما هو تغيّر ظاهري، هو نقل الحالة من السر إلى العلن، فهذه العلاقة موجودة منذ أكثر من خمسة عقود، منذ ما قبل 1967، وأول نتائج التعاون السعودي الإسرائيلي هي حرب “67” بهدف ضرب عبد الناصر، وأضاف: المبادرة العربية في عام 2002 التي طرحها الملك عبد الله كانت في هذا الإطار، ومبادرة الملك فهد في عام 1981 التي كانت تهدف لإخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان كانت في هذا الإطار، وتابع: إن آل سعود لا يخدمون الحرمين، وتساءل: كيف يقيمون علاقات مع “إسرائيل” التي كانت ولا تزال تسعى في كل مناسبة لتخريب بنية المسجد الأقصى من أجل أن ينهار؟!.
وردّاً على سؤال حول تورّط السعودية في حرب اليمن لاستنزاف قدراتها، وتورّط تركيا في جرابلس لاستنزاف قدرتها، قال الرئيس الأسد: كلمة توريط ليست دقيقة لسبب بسيط: أنا أورّط شخصاً لديه نوع من العقل والاستقلالية، أقنعه بشيء ما، وأعطيه معطيات خاطئة، عندها يتورّط، لكن في هذه الحالة.. عندما نتحدّث عن السعودية وعن تركيا.. فهذه الدول هي دول تابعة لأمريكا، هي تُعطى الأوامر وتُنفّذها.. وأضاف: إن الأمريكيين يحاولون دائماً تعقيد الأوضاع، فكلما تعقدت الأوضاع يصبح بإمكانهم أن يلعبوا على التناقضات، هذا هو المنطق الأمريكي، فرّق تسد، كلما فرّقوا الناس تمكّنوا من اللعب على التناقضات، كما يفعلون في منطقتنا. وتركيا هي لاعب أمريكي، وبيدق من بيادق السياسة الأمريكية، يلعب لمصلحتها وتحت أوامرها في الوقت والشكل الذي تريد.. وهو وسيلة إضافية ضمن وسائلها التي ستستعملها بما يخدم أجندتها حين اقتراب الحل النهائي للأزمة في سورية.
حقن الدماء السورية هدفنا الأول

وحول إمكانية “التفاوض” مع أردوغان وأوباما والمسؤولين السعوديين، شدد الرئيس الأسد على أن هدفنا الأول هو حقن الدماء السورية، وبالتالي وتحت هذا العنوان فإن أي شيء يحقن هذه الدماء سنقوم به بغض النظر عن العواطف، وأضاف: إن التعامل مع الإرهابي هو شيء غير جيّد، ولكن إذا كان التعامل مع الإرهابي يحقن دماء ويحقق المبدأ الأكبر لا بد أن تسير به، وتابع: إن التعامل معهم لا يعني أن نثق بهم، هم أشخاص بلا أخلاق، وحتى لو جلسنا معهم ألف مرّة فهم سيبقون في نظرنا مجرمين منافقين بلا أخلاق، هذا شيء ثابت.. وأضاف: عندما نلتقي مع مسؤول في دولة لا يعني بأننا نلتقي من أجل هذا المسؤول وإنما نلتقي معه لأنه القناة الطبيعية للقاء مع الشعب، فنحن يجب أن نضع في هدفنا دائماً أن العلاقة السورية التركية يجب أن تكون علاقة شعبية بالدرجة الأولى، المسؤولون يأتون ويذهبون، أما العلاقات الشعبية فعلينا أن نحافظ عليها وألا نقع في خطأ أن ننقل العداوة بين الدول إلى عداوة بين الشعوب.
ورداً على سؤال حول دعم القضية الفلسطينية والمقاومة وتأثير الحرب ضد سورية عليها، قال الرئيس الأسد: على المستوى السياسي لا تؤثّر، نحن ما زلنا  في نفس الموقّع كما كنا قبل خمس سنوات، ولكن لا نستطيع أن ننفي بأن تأثيرات الحرب والأخطاء التي وقع فيها عدد ممن يسمون أنفسهم فلسطينيين، ووقوفهم مع الإرهابيين بدلاً من رد الجميل لسورية،  لا شك بأن هذه الأشياء تؤثّر في الحالة الشعبية، خاصة أن المواطن السوري دفع ثمناً كبيراً على مدى أجيال من أمنه ومن لقمة عيشه لأنه وقف مع أصحاب هذه القضية، فيكون رد فعلهم أنهم يقفون مع الإرهابيين ويدعمونهم ويحمل بعضهم السلاح في وجه المواطن السوري الذي ضحى من أجل القضية الفلسطينية، بل ويقفون ليس فقط مع الإرهابيين بل مع المخطط الاسرائيلي ضد الشعب السوري، وأضاف: كل هذا له تأثير، وهذه التأثيرات العاطفية هي تأثيرات مؤقّتة.
من يقف معه الشعب لا يخف

وحول جولاته على جبهات القتال ولقائه العسكريين، قال الرئيس الأسد:  واجبي كرئيس جمهورية وكقائد عام للجيش والقوات المسلحة أن أكون قدر المستطاع بالخط الأمامي مع العسكريين، وما أقوم به أقل بكثير مما يقومون به هم تجاه وطنهم، وأضاف: أما بالنسبة للأخطار، فنحن نؤمن بالقضاء والقدر، وأنا في هذا الموضوع أتعلّم من العسكريين، وشدد على أن للحرب على سورية عدة عناصر وأهداف، وأول هدف هو أن يزرعوا في قلوبنا الخوف، وأنا أريد أن أرسل رسالة لهؤلاء دائماً: “إنكم لا في اليوم الأول ولا اليوم، بعد أكثر من خمس سنوات، تمكّنتم من زرع الخوف ولا للحظة واحدة ولن نخاف”، وتساءل: كيف يمكن لصاحب قضية عادلة أن يخاف من إرهابي ومرتزق؟، هذا غير منطقي، هو الذي يجب أن يخاف لأنه هو العميل وهو من يقاتل من أجل الأموال، أنا أقاتل من أجل الوطن، فأنا ثقتي أكبر، أنا يقف معي الشعب، هو من يقف معه؟، هو يقتل الشعب، لذلك الشعب لا يقف معه.. فكيف أخاف، عندما يكون الشعب معك فلا تخف، وفي الوقت نفسه عندما يكون الله معك لا تخف..
وحول العلاقات السورية الإيرانية، أكد الرئيس الأسد أن العلاقة مع الدول لا تُبنى على العواطف، فيجب أن تبنى على حقائق، وإذا كانت إيران دولة مؤثّرة فأنت بحاجة للعلاقة معها، وقال: على المستوى الشخصي هناك محبة كبيرة بيني وبين سماحة الإمام الخامنئي ليس لها علاقة بالسياسة، لها علاقة بالطباع الشخصية، بالتواضع الموجود لديه، بالاحترام، هذه صفات تجعلك تحب هذا الشخص وتبني معه علاقة شخصية، وأضاف: في الإطار السياسي هو شخص لديه وفاء، لقد عبّر عن وفاء إيران تجاه موقف سورية عندما كانت من الدول القليلة التي تقف مع إيران في الثمانينات، والشعب الإيراني كان وفياً، وفي هذه الأزمة بالذات زادت هذه اللحمة وهذه النظرة، وتابع: الجانب الثالث هو أنه شخصية استراتيجية كبيرة، وأثبتت الأزمة بأنه كان يرى الأمور منذ البداية كما كنت أراها بنفس الدقة، مؤكداً أنه عندما تنظر للأمور من منظور شخصي ومن منظور استراتيجي تستطيع أن تقول: إن هذا الشخص صنع لنفسه مكانةً كبيرة على المستوى التاريخي في هذه المنطقة.
ووجّه الرئيس الأسد تحية المحبة والتقدير للشعب الإيراني، لأن كل قرار سياسي يُتخذ، سواء كان موقفاً سياسياً أو إجراء اقتصادياً أو دعماً عسكرياً بشكل أو بآخر، هو محصلة توافق الشعب الإيراني على دعم سورية، وهو بالمحصلة مساهمة مباشرة من كل مواطن إيراني، فقيراً كان أو متوسطاً أو غنياً بأمواله، في دعم سورية ضد الإرهاب، وأضاف: إن أشقاءنا الإيرانيين وقفوا مع سورية في الخندق الأول في معارك عديدة منذ أيام الثورة الإسلامية، كما وقفت سورية مع إيران في الخندق الأول عندما حاولوا التآمر عليها من خلال الحرب الظالمة عندما حركوا صدام ضد إيران.


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account