عاجل

المقاومة بالعراق: هاجمنا بالمسيرات هدفا حيويا في إيلات    يسرائيل هيوم: خلافات حادة في جلسة المجلس الوزاري المصغر    قائد اللواء 205 لجنوده في جنوب لبنان: معركة صعبة تنتظرنا    

هل سيُحقّق ترامب أمَل السيناتور غراهام باغتيال المُجاهد السنوار؟ وماذا يعني هذا التّهديد وما هي فُرص نجاحه؟ وكيف سيكون ردّ زعيم حماس ورجاله؟ هذه وجهة نظر مُختلفة.. بقلم: عبد الباري عطوان

2024-09-05

هل سيُحقّق ترامب أمَل السيناتور غراهام باغتيال المُجاهد السنوار؟ وماذا يعني هذا التّهديد وما هي فُرص نجاحه؟ وكيف سيكون ردّ زعيم حماس ورجاله؟ هذه وجهة نظر مُختلفة.. بقلم: عبد الباري عطوان

أمريكا العُظمى، وكُلّ مُؤسّساتها التشريعيّة والقضائيّة مشغولةٌ بالمُجاهد الأبرز يحيى السنوار قائد حركة المُقاومة الإسلاميّة “حماس”، فبعد إصدار المحكمة العُليا لائحة اتّهام بتقديمه إلى المُثول أمامها بتُهمة تمويل وتنفيذ عمليّات إرهابيّة ضدّ مُواطنيها، ومعه خمسة أشخاص من ضمنهم الشّهيد إسماعيل هنية، ها هو النّاطق الأكبر باسم الحزب الجمهوري ودولة الاحتلال الإسرائيلي السيناتور ليندسي غراهام يتعهّد باغتيال السنوار، في حالِ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وقال للمُجاهد السنوار في مُقابلةٍ أجرَتها معه شبكة “فوكس نيوز” العُنصريّة “نحنُ كجمهوريين لن نُقاضيك بل سنغتالك.. أيّامك معدودة يا صديقي”، وأضاف “مثلما اغتلنا قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس عام 2020 سنصل إليك ونغتالك”.

ليندسي غراهام لم يكتفِ بتهديد المُجاهد السنوار وإنّما وجّه اتّهاماته لليمن أيضًا الذي فشل الرئيس الحالي جو بايدن في التصدّي لحركة “أنصار الله” المُقاتلة ووقف استِهدافها للسّفن والأساطيل الأمريكيّة والإسرائيليّة في البُحور الأحمر والمتوسّط والعربي، وفوقها المُحيط الهندي.

هذه التّهديدات ومن قِبَل واحد من أطول أعضاء مجلس الشيوخ عمرًا في منصبه، تأتي من شدّة الألم، مثلما تعكس حالة القلق من فشل بلاده، وحليفها الإسرائيلي في حرب غزة، وجنوب لبنان واليمن، والأهم الوصول إلى المُجاهد السنوار وكِبار مُساعديه وتدمير أنفاقهم طِوال الأشهر العشرة الماضية، رُغم ضخامة مُشاركة أجهزة مُخابراتهم جنبًا إلى جنب مع نظيراتها الإسرائيليّة، والغربيّة الأُخرى، وتوظيف الأقمار الصناعيّة وأحدث أجهزة الرّصد وتطوّرها في العالم.

المُجاهد السنوار انتصر عليهم مرّتين: الأولى في ميادين القتال بهندسته ومُساعديه لهُجوم طوفان الأقصى الإعجازي وتنفيذه بدقّةٍ مُتناهيةٍ وتحقيق كُل أهدافه، والثّانية، باستِمراره في إدارة هذه الحرب، وإفشاله كُلّ الخطط لاغتياله، من خلال خطط أمنيّة دقيقة، تتفوّق بمراحلٍ على كُل أجهزة المُخابرات الغربيّة.

تهديدات السيناتور العُنصري غراهام تأتي تكريمًا للمُجاهد السنوار، وتأكيدًا على حجم الهزيمة التي ألحقها ورجال المُقاومة بقيادته بدولة الاحتلال الإسرائيلي، وحاضنتها الأمريكيّة المُشاركة كُلِّيًّا في الحرب على كُلّ الجبَهات، واعترافًا صريحًا بالفشل سواءً على صعيد المُفاوضات “المِصيَدة” في القاهرة والدوحة، أو القضاء على حركة “حماس” وإدارتها لقطاع غزة، وصُمودها وفصائل المُقاومة الأُخرى طِوال الأشهر العشرة الماضية، وتحقيقها انتِصارات عُظمى في ميادين القِتال، والأهم من ذلك إشعال فتيل الانتفاضة المُسلّحة في شِمال الضفّة وجنوبها، والعودة بقوّةٍ إلى العمليّات الاستشهاديّة في العُمُق “الإسرائيلي”، وخاصَّةً مُدُن كُبرى مِثل تل أبيب وحيفا وبئر السبع، والقدس الشرقيّة.

مُشكلة الشّعب الفِلسطيني الكُبرى لا تتمثّل في وجود الرّجال المُقاومين، وإنّما في غياب قيادة وطنيّة صلبة تفهم العدو الإسرائيلي جيّدًا، ولا تهابه ولا تخشى قُدراته العسكريّة الهائلة المدعومة أمريكيًّا، وجاء المُجاهد السنوار ليحلّها ويملأ هذا الفراغ القيادي، ويُكرّس مبدأ الاعتِماد على النّفس، وتجاهُل كُل القيادات العربيّة المُنبطحة، والمضبوعة أمريكيًّا وإسرائيليًّا وفاقدة الثّقة بنفسها وشُعوبها وانعِدام الكرامة الوطنيّة.

ما لا يعرفه، ولا يستطيع فهمه، السيناتور غراهام، وقبله نتنياهو، الذي بالغ في التّصفيق له أثناء خطابه في الكونغرس، أنّ المُجاهد السنوار وكُل رجال المُقاومة سواءً في فِلسطين المُحتلّة وجنوب لبنان واليمن والعِراق وسورية، أن هؤلاء طينة أُخرى في البشر، يتطلّعون إلى الشّهادة، بل ويستعجلونها، سيْرًا على خُطى المُسلمين الأوائل الذين هزموا أعظم امبراطوريّتين في التّاريخ، وهُما الفارسيّة والرومانيّة، ونشَروا الدّعوة في جميع أنحاء العالم.

 

خِتامًا نقول للسيناتور غراهام إنّ عليك وحليفك نتنياهو العُثور عن الفردة اليمين لحِذاء السنوار أوّلًا، ثم بعد ذلك تتسابقون في إطلاقِ التّهديدات باغتياله، فهذا الرّجل سيظلّ شوكةً في حلقكيهما، ورجاله وحُلفاؤه في كُلّ الجبَهات الفِلسطينيّة والعربيّة، سيُعيدون كتابة التّاريخ، وتغيير جميع المُعادلات في مِنطقة الشّرق الأوسط وربّما في العالم بأسْرِه.

حُظوظ ترامب في الفوز بالانتخابات محدودةٌ جدًّا، لأنّ الدّولة الأمريكيّة العميقة لن تغفر له اقتِحام الكونغرس، ولأنّه سيقود أمريكا إلى الدّمار والحرب الأهليّة، والهزائم في أوكرانيا والشّرق الأوسط.. والأيّام بيننا.


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account