عاجل

قضاة العدل الدولية تصدر بالإجماع أمرا جديدا لإسرائيل    استشهاد وإصابة عدد من المدنيين والعسكريين جراء عدوان إسرائيلي على ريف حلب    القبض على سارقي الكابلات الكهربائية بين محطتي دير علي وعدرا    

وأخيراُ رحل الرجل الذي هوّد الاسلام .. وباع يد النبي للناتو ... هل يلام القرضاوي؟ !! ... بقلم: نارام سرجون ...

2022-10-01

وأخيراُ رحل الرجل الذي هوّد الاسلام .. وباع يد النبي للناتو... هل يلام القرضاوي؟!! ...بقلم: نارام سرجون...

كم تأخر ملك الموت في تنفيذ هذه المهمة الجليلة .. وكان هذا التأخير سبباً في أن يخسر الملايين أرواحهم وحياتهم .. ولا أدري إن كان ملك الموت يقبل عتبي عليه أنه يقبض من نحب في وقت عصيب لنا ... ويترك من لا نحب بسبعة أرواح يبقون ويعيشون ويطيلون البقاء ... ويكون التأخير في قبضهم سبباً في هلاك الملايين...

 

ظن الناس أنني أنتظر هذه الفرصة لأنقض على القرضاوي وأشيعه ببعض الهجاء وذكر المفاسد والجرائم التي اقترفها هذا القاتل الفاتك وأنا كلي غبطة سرور...

ولكن موته لم يجلب علي أي شعور بالبهجة لأنه عندما كان على ملك الموت أن ينقذ ملايين البشر بقبضه فإنه تركه وإنشغل بقبض أرواح الملايين الذي كان القرضاوي ينسج لهم موتهم وعذاباتهم...

وكان فمه القذر ينفث الدم في كل مقابلة... 

وأنفاسه الكريهة مثل رياح السموم والرياح التي تحمل الغازات الكيماوية في الحروب...

 

تفنن الرجل في اختراع طرق الموت... 

وتفنن في طريقة تهويد الاسلام ونتونته (جعله ملكا ليمين الناتو) ... 

 

ولن ننسى كيف أنه أرغم النبي على أن يضع يده في يد الناتو في فتوى صادمة تقشعر لها الأبدان عندما أقسم يميناُ غليظاً أن النبي لو كان بيننا الأن لوضع يده في يد الناتو...

 

الغريب أن أتباعه يبحثون عن رحمة عليه ويبحثون عن مبرر له ويبحثون عن أسباب مخففة لجرائمه... 

ولا يهمهم أنه كان ينام آمنا مطمئناً قرب قاعدة العيديد والسيلية...

ولم يفكر في أن يزعج مقام القاعدين فيها... 

ولم يفكر هؤلاء الأتباع برجل دين وواعظ في قصر حاكم فاسد وعائلة أميرية لا تقيم وزناً للعدالة والحرية والانسانية وللشورى وللزهد الاسلامي... 

وهي التي تملك اليخوت وتنفق مليارات المسلمين على البذخ والفجور... 

 

وكان القرضاوي في كنفها راضياً مرضياً... 

وقد صمت عنه مريدوه ولم يسألوه أيضاً عن رأيه بالقواعد العسكرية الأمريكية في قطر والخليج...

وإن كانت تنطبق عليها فتوى الجهاد التي أطلقت ضد كل المسلمين وعلماء المسلمين وقادة المسلمين في ( الربيع العربي) ... 

 

ولم يسأله أحد عن هذا التجرؤ على الله عندما كان يدعو لقتل إنسان ويتحمل الدم ويحمله في رقبته... 

 

وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن أتباعه ومريديه كانت لديهم رغبة في القتل والدموية وأنه كان يستجيب لهم بقدر ما كانوا يستجيبون له...

 

من وجهة نظري لا يلام الرجل على ما فعل فالأمة سمحت له وأعطته عنانها وقيادها رغم أنه كان مجرد موظف عند أمير... 

وهو رجل دنيا بشكل لا لبس فيه... 

وهذا هو الطريق الذي ارتضاه لنفسه في الدنيا... 

وكان عبدا مأموراً... 

وصعلوكاً من صعاليك الأمراء... 

لا يقول إلا ما يقولون... 

ولا يعصي لهم أمراً... 

 

ولكن اللوم كل اللوم هو على هذه الأمة التي ارتضت لنفسها أن يقودها قوادو الدين وموظفو المخابرات... 

وارتضت ان يتجرأ أحد منها على البدهيات والمسلمات الأنيقة والعقلانية الأخلاقية

 لأي دين...

 

لم يتجرأ أحد ويلومه على أنه يقطع بأن حكم الله هو ما يحكم به...

وأن إعدام شخص أو زعيم ليس فيه خطأ أو اجتهاد يقبل الشك أو الخطأ أو الصواب... 

أما هو فإنه كان يقطع بكل يقين أن الله يريد حكم القتل ويضع دم القتيل في رقبته وكأنه ( إن هو إلا وحي يوحي علمه شديد القوى) ... 

أي أنه لم يكن يطبق مقولة العلماء الشهيرة ( هذا رأيي والله أعلم) ... 

بل أنه كمن كان يتلقى الوحي من جبريل مباشرة في غار حراء مثل النبي وبدل إقرأ كان جبريل يقول له ( اقتل باسم ربك الذي خلق) ... 

 

وبعد كل هذا الكفر بقي مريدوه والمؤمنون به معجبين به... 

ولم يعاتبوه على ما سفك من دم وما حلل من دمار... 

ولم يطلبوا منه إجراء مراجعة للنفس أو مراجعة الفتاوى والاجتهاد الذي يقبل الخطأ والصواب... 

ولم يبعث له أحد طالباً منه إبداء الندم وطلب الغفران إن أخطأ في الاجتهاد... 

 

وهذا يدل على أن القرضاوي كان يلبي رغبة عنف ودمويه لدى هؤلاء وإنهم مستعدون للخطيئة والقتل...

 

القرضاوي الموظف عند أمير قطر الذي بدوره موظف لدى السفارة الأمريكية لا لوم عليه ولا تثريب... 

وبلغ استهزاؤه بالناس وبأتباعه أنه لم بعد يحسب لهم حساباً... 

ولم يفكر بهم أنهم قد يفكرون وقد يعترضون... 

فكان على يقين أنه مسموع مهما بلغ به السفه والطيش والمكر والفجور في الفتوى التي تتحدى الله وتتحدى الرسول وتتحدى أبسط قواعد الإيمان والمنطق... 

 

وعلى رأي المثل العربي ( يا فرعون من فرعنك؟) ... 

فالناس هي التي تصنع الفرعون عندما تسكت عن تماديه في الإعتداء عليها وعلى حقها وعلى عقلها... 

 

والقرضاوي الفرعون الديني لم يجد من يرده أو ما يضع له حداً أو من يحرجه ويجعله متأنياً أكثر في إطلاق الفتوى... 

 

وفي هذا الجو من العبودية المطلقة والخضوع الذي يشبه خضوع الجثة لمن يغسلها كان له الحق في أن يفعل ما يشاء بالناس... 

 

دفعهم للموت والحرب ودفع أبناءهم للانتحار فيما كان يدلل أولاده ويرسلهم إلى أمريكا والغرب لنيل الشهادات والوظائف... 

 

وهذه الحالة هي التي وضعته فوق القانون الإسلامي وهي التي صنعت القرضاوي وأعطته الحرية كي يبيع الدين ويبيع البشر ويبيع الأوطان ويبيع يد النبي للناتو... 

 

ويبدو أن المسلمين الذين كانوا يحاسبون عمر بن الخطاب على المنبر إذا أخطأ أو يقوّمون أبا بكر إذا ما اعوج هم كذبة كبيرة من أكاذيبنا... 

لأنها لو كانت حقيقة لكانت نهجاً يحاسب المستبدين بالدين وليس فقط المستبدين بالسلطة...

 

الشعوب العربية مسؤولة بشكل كبير ومباشر عن هذه الظاهرة وستبقى تنتج لنا ظاهرة القرضاوي دوماً لأنها لم تفرز موقفاً جريئاً وشجاعاً يحاسب هؤلاء الوعاظ على استهتارهم بالفتاوى ويعاقبهم ويرجمهم أو يعزلهم...

 

والشعوب العربية التي كانت تتمرد على الاستبداد والطاغوت كما تدعي كانت ترعى الاستبداد الديني والطاغوتية الدينية المتثلة برجال الدين وعلى رأسهم القرضاوي... 

 

فهؤلاء الحكام المستبدون بالدين تصرفوا مثل الحكام المستبدين بالسلطة وبشكل فردي مطلق... 

ولم تتم محاسبتهم رغم أن أي مراجعة لحكمهم المستبد كانت ستوصل إلى مساءلة عن هذا التناقض في التشريع والحياة...

 

فكيف يرسل القرضاوي أبناء الناس للموت والانتحار ولكنه يرسل أبناءه ليكونوا سفراء ويدرسون في الجامعات الغربية؟؟...

 

وكيف يتسبب بهلاك ملايين الناس ويهلك أرضهم وديارهم ومدنهم وهم مسلمون فيما أن الناتو هو الذي ينفذ الفتوى الاسلامية بتدمبر السلطات والدول ويطبق الفتوى التي أقرها القرضاوي؟... 

 

كيف يكون مفتي علماء المسلمين وجميع أعضاء الناتو على قلب رجل واحد ؟...

 

ألا يدعو هذا للشك بالرجل والعمل على محاكمته وتنفيذ الحد الشرعي به؟؟...

 

الشعوب العربية لم يعد لها الحق بأن تطالب بالحرية بعد ظاهرة القرضاوي وأمثاله... 

لأن من يطلب الحرية يملك الشجاعة في وضع حد لحرية الاستبداد المطلقة ويكون جاهزاً لمحاكمة كل سلطة تسيء استخدام سلطتها وخاصة السلطة الدينية... 

 

ولكن لم تتحرك الأمة حتى في أبشع لحظات المواجهة مع الخيانة... 

 

فعندما يكون لدينا ملك جاسوس في المخابرات الأمريكية مثل الملك حسين ثم لا تجرؤ مملكته على نبش قبره ونثره على هذا العار الذي ألحقه بها فانها لاتستحق الحرية... 

 

وعندما يبيع الملك المغربي القدس وهو الأمين عليها والمؤتمن من الأمة عليها ثم لا تقتله هذه الأمة فإنها لا تستحق أن تطالب بالحرية... 

 

وعندما يتسلط رجل مثل القرضاوي على دينها ويمارس الاستبداد الديني وتبقى وفية له ولتعاليمه رغم ما رأته من دمار وكوارث ومهالك... 

فانها لا تستحق هذا الدين ولا تستحق إلا اللات والعزى... 

 

وستبقى عملية إنتاج هذه الظاهرة بسبب هذه الثقافة التي لا تحاسب الخونة بقسوة...

 

نعم لقد بلغ استهزاء الرجل بالأمة حداً لا يصدق أنه صار يقول أغرب الأشياء ويقتل البدهيات الإيمانية والدينية والأخلاق التي هي عماد أي دين... 

 

صارت الأخلاق في الدين أن نقتل العلماء ونقتل المسلمين ونقتل المذاهب التي تخالفنا... 

 

وصار الدين هو أن نتحالف مع الدول التي تستخف بالنبي وتصوره يحمل القنابل في عمامته ويخزن النساء في خيمته... 

 

ولم يقل القرضاوي لهم أفّ .. بل كان مشغولاً بصياغة الفتاوى حسب الطلب... 

 

وأسهل ما لديه كان هو صناعة الفتوى التي تحولت الى ماكدونالد دكان إتحاد علماء المسلمين... 

رغم أن الفتوى تحتاج نقاشاً وبرلماناً اسلامياً ومجتهدين يتبادلون الرأي... 

ولكن كان الناتو يرسل الطلبية الى اتحاد علماء المسلمين فتخرج الفتوى بتوقيع القرضاوي بعد ساعات بتدمير هذه الدولة أو قتل هذا الرئيس أو إبادة هذه الطائفة أو اغتيال هذا العالم... 

 

والغريب أن قرار القتل لديه كان أسهل من قتل الثعالب.. 

 

ما يؤسف له هو أنه وبعد كل العنف والدمار الذي كان القرضاوي يفتي بجوازه لا يزال هناك من يترحم عليه ويعتبره وسطياً!!!  ... 

فيا ويلي من هذه الوسطية التي كلفتنا بضعة ملايين من القتلى ومئات المدن وآلاف القرى وخمس جمهوريات عربية... 

 

وتخيلوا أنه كان وسطياً وخرج ببضعة ملايين ضحية... 

فكيف لو كان متطرفاً؟؟

 

إن القرضاوي ليس نسيج وحده... 

وانتشاره وقبوله بتناقضاته وتهتكه في الفتاوى دون مراجعة يدل على أن في أنفسنا هناك قرضاوياً صغيراً يختبئ... 

 

وإن كان للقرضاوي فضل فإنه كشف لنا أن الهزائم ليست دوماً من صنع العدو... 

بل الهزائم تأتي من دواخلنا... 

لأن المريدين للخطيئة لا يريدون أن يروها خطيئة... 

ولا يعرفون المراجعة إلا للتبرير والتبرئة... 

وهو كشف لنا أن الأمة ليست بخير عندما يفتي لها بالخيانة فتتبعه ولا تسأله ثلث الثلاثة كم هو... 

 

إنه قدم لنا التشخيص لمشكلة في طريقة صياغة وتكوين العقل العربي الذي يخدره المنبر... 

وليست له مهارة التمرد الفكري عند خيانة البدهية... 

بل إن البدهية تسقط عندما تحضر سلطة الدين... 

ولم يتعلم فن الفلسفة والمحاكمة العقلية... 

 

إنه الدليل على أن العقلاء يجب أن يبحثوا في طريقة لاخضاع رجل الدين لسلطة الفرد في الشارع وليس العكس... 

 

وليكون رجل الدين موظفاً عند رجل الشارع وليس في قصر الأمير...

 

إنني كرجل أعرف أن عقل الله لا يشبه عقل البشر ولا أقدر أن أقرأ عقل الله... 

ولا أعرف كيف سينظر القرضاوي في عيني الله... 

ولكنني أعرف أن النبي إذا ما رآه فإنه سيغضب وسيحمر وجهه كما لو فقئ حب الرمان في وجهه...

 

إنني لا أعرف فعلاً أين سيكون القرضاوي اليوم... 

في جهنم والدرك الأسفل منها أم بين الحوريات ويتنقل بين قصوره وحجرات حورياته عارياً... 

 

لكنني سأتقدم بطلب عاجل إلى السماء أن تأخذ شهادات ملايين القتلى واليتامى والأرامل والجياع والمشردين والذين ماتوا في البحار... 

وان تضع هذه الشهادات في ميزانه... 

وأن يحاسب عليها... 

وأن نلبي رغبة كل هؤلاء وأمنيتهم بالعدالة الالهية في أن يزج به الله في النار خالداً مخلداً فيها أبداَ ... وأن يلقي على وجهه المهل... 

وأن تعتني به الزبانية... 

وأن توضع في جيده حبال من مسد... 

وأن يرسل عليه طير الأبابيل لتجعله كعصف مأكول... 

وأن يحشره فيها مع الجواسيس والخونة والعملاء ... والقتلة ... والشياطبن... 

في قعر الجحيم.. 

فمن باع يد النبي للناتو ... أين يجب أن يكون؟ ... أجيبوني بالله عليكم...


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account