عاجل

مياه الشرب تهدد الأميركيين بـ"أمراض خطيرة"    هل زودت تركيا إسرائيل بالمعلومات لصد الهجوم الإيراني ؟    الميادين: نيران من لبنان باتجاه هدف عسكري في محيط عرب عرامشة    

أكمل العبارة التالية: البنتاغون بقول: لن نخرج من سورية.. بقلم نارام سرجون

2021-10-12

أكمل العبارة التالية: البنتاغون بقول: لن نخرج من سورية.. بقلم نارام سرجون

كل شيء ناقص لامعنى له .. ولذلك فان القانون كان يعنى دوما بإكمال العبارات الفضفاضة كيلا تبقى ناقصة وفيها عيب يتسلل منه اللصوص والمجرمون .. وقد صرح البنتاغون منذ أيام أن أمريكا لن تخرج من سورية .. ولكن عندما قرأت التصريح وجدت أنه من أضعف العبارات التي تصدر عن أمريكا .. الا أن من أكمل العبارة هو مسؤول أمريكي أضاف العبارة الناقصة وهي : … طالما لاتزال الخسائر صغيرة .. ومع هذا ظلت العبارة ناقصة قليلا .. وهي تشبه الجملة الطلبية في اللغة العربية التي تحتاج جوابا للطلب .. وماينقصها هو العبارة السورية التي تعتبر جوابا للطلب .. وهي العبارة التي قالها وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد الذي استجاب للطلب الامريكي وصارت الجملة شبه كاملة لأنه قال: على الامريكيين الانسحاب دون خسائر..
ولكن عبارة المقدار نفسها ناقصة .. ونصفها المكمل هو في العبارة الامريكية (البنتاغون لن ينسحب طالما ان الخسائر قليلة) .. واذا جمعنا العبارتين لخرجت لدينا الجملة المفيدة السحرية والجملة الكاملة .. وهي (ان الامريكيين لن يبقوا في سورية اذا ارتفعت الخسائر) .. ولذلك كانت الديبلوماسية السورية سخية جدا في انها قدمت خريطة طريق لتقليل الخسائر الامريكية .. وليس هناك سوى طريق واحد لتخفيف الخسائر .. وهو الانسحاب .. فقط الانسحاب..

جماعة قسد والعناصر الكردية الانفصالية تخوض أخطر مقامرة ومغامرة .. والمقامرات من هذا النوع لاتعني ان الخسارة شيء عادي بل هي خسارة نهائية وحاسمة وتبعاتها تعني نهاية الوجود الكردي نهائيا في كل المنطقة لأن العراقيين والاتراك والايرانيين والسوريين صاروا على قناعة ان الكيانات الكردية تحولت الى عنصر خيانة وتأمر على مجتمعاتها.. وكل ماتمكنت الحركة الكردية من اكتسابه خلال مفاوضاتها مع العرب سيتلاشى.. وتشبه هذه الرهانات رهانات صدام حسين عندما دخل الكويت ورفض الاستماع لأي نصيحة بالانسحاب .. وهو يراهن ان الامريكيين سيخشون عقدة فيتنام .. وعندما خسر الرهان لم يتوقف الانهيار عند معركة عاصفة الصحراء بل ظل العراق يتآكل الى ان سقط نهائيا..
العناد والرهان الكردي على الوعد الامريكي هو نوع من أنواع الغباء الانتحاري .. لأن اي خروج امريكي تحت ضرب النار سيكون مفاجئا .. وسيضع الاكراد وجها لوجه مع آلة انتقام مكونة من العشائر العربية .. وطبعا لن ينتصر لهم الجيش التركي في الشمال .. ولن تعطيهم الدولة السورية اي شيء كانت تعرضه عليهم .. بل ستكون سياستها الحذر المطلق من نياتهم وليس للاكراد لوبي في أميركا كي يوقف الهزيمة .. واللوبي اليهودي سيعرف انها معركة خاسرة ولن يكون في مقدوره منعها .. ولو كان يملك منع هزيمة الاسلاميين في سورية لفعل لأنه جند أمريكا والكونغرس والبرلمانات الاوروبية ومجلس الامن والعالم كله من اجل تصوير الارهابيين على انهم ضحايا وانهم خوذ بيضاء .. ومقاتلو حرية ويجب منع هزيمتهم .. والنهاية كانت انهم سحقوا سحقا لن تقوم لهم قائمة بعدها ولم يتدخل احد لنصرتهم رغم انهم اكثر فائدة وخدمة من الاكراد في حسابات الربح والفائدة والاستخدام بعيد المدى.. ولو ان الاسلاميين والاخوان تحديدا فاوضوا الدولة السورية واستجابوا للمفاوضات لحصل الاسلاميون على مكاسب وفيرة كانت الدولة السورية مستعدة لتقديمها لتجنيب البلاد الدمار والحرب .. وهاهم اليوم مشردون في دول العالم حتى تركيا تبحث عن خلاص لها منهم وابعادهم .. بدليل انها لمجرد ان تتفاوض مع مصر فانها أخرست كل المعارضة الاخوانية الموجهة ضد مصر .. كل الاخوان خرسوا وصمتوا صمت الاموات ولم يهودوا يتكلمون عن العسكر والانقلابين في مصر السيسي..
الامريكيون لم يدخلوا بلدا الا وخرجوا منها بالقوة.. ونتذكر ان شعارهم في العراق كان البقاء لمئة سنة .. وسورية ليست أي بلد بل هي البلاد التي أخرجتهم من بيروت ومن العراق .. ولذلك لم يعد سرا ان الأمريكيين والسوريين يتواصلون في الرسائل العلنية والكلمات المتقاطعة والعبارات المتكاملة كي يتم الانسحاب الامريكي دون اهانات .. لأن الخروج من افغانستان بشكل فوضوي ومهين لايعني ان الامريكيين سيحافظون على هيبتهم في سورية لأن اي انسحاب تحت النار سيكون اشد اهانة وضررا من انسحاب افغانستان .. وهم حريصون جدا جدا ان ينسحبوا من دون الظهور بان ذلك كان استجابة لضغط النار بل استجابة لمصلحة أميركا..
والعبارة التي يجب على الكرد اكتشافها هي ان الأمريكيين سينسحبون في وقت قريب .. لأنهم لايريدون اي خسائر .. والوقت امامهم يضيق .. وقلة الخسائر سببها ان ملفات درعا وادلب كانت طاغية أكثر .. ولكن درعا انتهت .. وادلب نضجت فيها طريقة الحل عسكريا وديبلوماسيا .. ولم يبق الا الشرق السوري .. ومعادلته الوحيدة هي لامكان للأمريكان على الاطلاق .. ولاجوائز لمن كان معهم .. بل عقاب نهائي.. والعقوبات التي تتلو هذا النوع من الهزائم تمتد آثارها لمئة سنة على الاقل ..

العبارة واضحة جدا .. البنتاغون سيخرج قواته ورجله فوق رقبته.. والانفصاليون الكرد سيسحقون شر سحق ولن تقوم لهم قائمة في شرق سورية بعد اليوم..


 


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account