عاجل

القبض على سارقي الكابلات الكهربائية بين محطتي دير علي وعدرا    تراجع أسعار الذهب عالمياً الأربعاء مع ارتفاع الدولار والتركيز على بيانات التضخم الأمريكية    انخفاض أسعار النفط الأربعاء لليوم الثاني مع زيادة مخزونات الخام الأمريكية    

"ممالك العهر الثمانية والبترودولار.. الطريق الى الحرب العالمية الثالثة" .. بقلم هاني شاهين

2021-07-03

"ممالك العهر الثمانية والبترودولار.. الطريق الى الحرب العالمية الثالثة" .. بقلم هاني شاهين

أنت دائما تتسائل لماذا هذه الحروب كلّها التي تحصل خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا؟، ولماذا الحكومات الأمريكية المتعاقبة تشن الحملات العسكرية والإعلامية والسياسية بشكل متتالي على بعض البلاد العربية مثل العراق، ليبيا، اليمن وأخيرا سوريا؟ ولماذا تصّر الحكومة الأمريكية على معاداة إيران وزعزعة استقرارها الإقتصادي والإجتماعي الى حدّ تهديدها بالحرب رغم أن إيران لم تعتدِ على أحد منذ سنة 1789؟ مَن برأيك سيكون التالي؟ والى أين ستتجه بوصلة الظلم الأمريكية؟

عندما تنظر من حولك وترى مسار الأزمات وتفاعلها، وعندما تستقي الأخبار لتبني وجهة نظرك اعتماداً على المعلومات التي يسربها الإعلام المسيّر حسب الأجندات الموضوعة له في شكل أخبار للإستهلاك الشعبي لتطفو مع العقول الساذجة في المياه العكرة، بالطبع ستشعر أن الأمور تبدوا بلا معنى وغير منطقية.

الدافع وراء هذه الحروب والعمليات السرية يتضح عندما نضع الأحداث في السياق الصحيح وعندما نربط النقاط ببعضها، ولنكتشف منطق الأمور يجب علينا أن نتعرف للدافع الحقيقي للقوى المهيمنة إقتصاديا، ولفهم هذه الدوافع يجب أولا الغوص في بعض أحداث التاريخ.

في عام 1945 اتفق البريطانيون على اعتماد الدولار في التسعير والتبادلات التجارية العالمية وذلك مكافئة للولايات المتحدة الأمريكية على مشاركتها في الحرب العالمية الثانية، هذه الإتفاقية منحت الولايات المتحدة الأمريكية مميزات مالية مثالية تمت بشرط أن يتم تعويض الدولار بالذهب، في المقابل وعدت الولايات المتحدة الأمريكية بأن لا تطبع الكثير من المال لكنه كان مجرد وعد زائف لأن الإحتياطي الفدرالي الأمريكي رفض السماح لأي مراجعة قانونية أو الإشراف على مطابع صناعة النقود.

في عام 1970 وبعد النفقات الهائلة للحرب الأمريكية على فيتنام تبين للعديد من الدول أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تلتزم بتعويض قيمة الدولار بالذهب، فكانت ردة فعل هذه الدول أن طالبت باسترجاع الذهب وهذا بالطبع أدى الى الإنخفاض السريع في قيمة الدولار. في 15 آب (أغسطس) من عام 1971 طلب الرئيس الأمريكي نيكسون من أمين الخزينة بتعليق قابلية تعويض قيمة الدولار بالذهب بصفة مؤقتة، ولكن كان واضحا أن هذا لم يكن تعليقا مؤقتا كما ادعى نيكسون، بل كان ولا زال قائما حتى هذه اللحظة فاعتبرت الدول الأخرى أن هذه السياسة سرقة واضحة.

في عام 1973 طلب الرئيس نيكسون من الملك السعودي فيصل بن عبدالعزيز باعتماد الدولار الأمريكي فقط في بيع النفط وأن يستثمر كل الأرباح في الخزينة الأمريكية بعقود وسندات أمريكية، وفي المقابل اقترح نيكسون على الملك فيصل حماية عسكرية لحكمهم ولحقول النفط السعودية، كذلك اقترح نفس العرض على كل الدول المصدرة للنفط خاصة العربية، وهكذا أصبحت كل الدول المصدرة للنفط خاصة الدول العربية وإيران مرهونة للسياسة الإقتصادية والمالية الأمريكية.

هذه الخطة أنقذت البنك الفدرالي الأمريكي من مأزق تعويض الدولار بالذهب وربطت قيمته بالنفط الأجنبي (لذلك كانوا يطلقون على النفط بالذهب الأسود). على الفور اضطرت كل البلاد المستوردة للنفط للحفاظ على امدادات ثابتة من الدولار، ومن أجل الحصول على الدولار كان يجب على الدول إرسال سلع مادية ذات قيمة الى الولايات المتحدة الأمريكية (هكذا ولد البترودولار). تدفقت الأوراق النقدية ودخل كل ما تحتاجه أمريكا من سلع، نتيجة لذلك أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية غنية جدا، كانت هذه أكبر عملية احتيال مالية في التاريخ.

بالطبع أنت تعرف أو ربما سمعت بلعبة البوكر، فهي لعبة أصبحت مشهورة جدا يلعبها الشباب في المواقع الإجتماعية. سباق التسلح في الحرب الباردة كانت أشبه بلعبة البوكر، فالإنفاق العسكري كان عبارة عن رقائق والولايات المتحدة الأمريكية لديها كميات لا محدودة من هذه الرقائق (الدولار). بإحكام السيطرة على البترودولار أصبحت أمريكا قادرة على رفع الرهان أكثر وأكثر لإستنزاف ثروات كل بلدان العالم حتى أن النفقات العسكرية الأمريكية تجاوزت كل الدول الأخرى في العالم مجتمعة ولذلك لم يكن للإتحاد السوفياتي أي فرصة للمنافسة في سباق التسلح.

في عام 1991 انهارت الكتلة الشيوعية المتمثلة بالإتحاد السوفياتي آخر قوة عسكرية موازية للقوة العسكرية الأمريكية، بذلك أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القوة العظمى الوحيدة في العالم من دون منازع. بعد انهيار الإتحاد السوفياتي كان لأصحاب النفوذ والمصالح خطط أخرى جاهزة. ففي نفس العام قامت الولايات المتحدة الأمريكية بشن غارات جوية على العراق، وبعد سحق الجيش العراقي وتدمير البنية الأساسية، تم فرض عقوبات اقتصادية لمنعه من إعادة بناء البنية التحتية من جديد. استمرت هذه العقوبات التي بدأها بوش الأب لأكثر من عقد وقدّر عدد الضحايا بأكثر من 500,000 طفل دون ذكر الضحايا الآخرين من الرجال والنساء الذين قدر عددهم بمئات الآلاف، كانت الإدارة الأمريكية على علم تام بهذه الأرقام. ففي حوار مع وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت على إحدى المحطات الأمريكية سألوها: سمعنا أن نصف مليون طفل ماتوا وهذا العدد يفوق بكثير عدد الأطفال الذين قتلوا في هيروشيما، فهل يستحق الأمر هذا الثمن؟ فأجابت أولبرايت: إنه خيار صعب ولكننا نعتقد أن الأمر يستحق هذا الثمن. بالنسبة لهم هذا الأمر يستحق، فهؤلاء الناس والأطفال هم مجرد حشرات.

في عام 2000 بدأ العراق ببيع النفط حصريا باليورو، وهذا يُعتبر هجوما مباشر على الدولار وعلى الهيمنة الإقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية وهو أمر لم تستطع أمريكا التغاضي عنه. وردا على ذلك، قامت الحكومة الأمريكية بإطلاق حملة دعائية مكثفة بالإستناد الى وسائل الإعلام الموالية للحكومة الأمريكية أشاعوا فيها أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل والرئيس العراقي مصمم على استخدامها. في عام 2003 غزت الولايات المتحدة الأمريكية العراق، وبمجرد السيطرة على البلاد عاد الدولار ليكون العملة المعتمدة لبيع النفط العراقي، فهذه حقيقة لا غبار عليها، هل ما زلت تذكر البترودولار؟.

في عام 2007 اعترف الجنرال الأمريكي ويسلي كلارك القائد العسكري لحلف شمال الأطلسي من سنة 1997 الى سنة 2000 بأنه تلقى مذكرة تصف كيف ستضرب 7 دول في خمس سنوات بدءا من العراق ومن ثم سوريا ولبنان وليبيا والصومال والسودان وأخيرا إيران.

تابع القرائة ولا تتململ، فهناك أمور أخرى يجب أن تعرفها حرصا على حياتك وحياة أحبابك، حرصاعلى مستقبلك ومستقبل وطنك، فأنت صاحب القرار، القرار الذي سيأخذك الى الجحيم إن لم تكن فعلا مدركا ما يدور حولك وتتعرف على الطريق الصائب.

دعنا نذهب الى القارة الأفريقية وبالتحديد ليبيا لنرى إن كان هناك مبررا يفرض على الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل العسكري لحماية قيمة الدولار.في ليبيا كان القذافي بصدد تنظيم وحدة من البلدان الأفريقية لإنشاء عملة موحدة وهي الدينار الذهبي والذي كان هدفه هو استخدامها لتحل محل الدولار في تلك المنطقة، فساعدت الولايات المتحدة الأمريكية والناتو على زعزعة واسقاط الحكومة الليبية في عام 2011. وبعد السيطرة على المنطقة، أعدم ثوار الناتو القذافي بدم بارد وفورا أسسوا البنك المركزي الليبي. هل ما زلت تذكر البترودولار؟

إيران قامت بحملة نشطة لوقف مقايضة النفط مقابل الدولار منذ فترة، نتيجة لذلك حصلت على اتفاقيات للبدء في بيع النفط مقابل الذهب، وردا على ذلك قامت الحكومة الأمريكية بدعم من وسائل الإعلام الرئيسية بمحاولة للحصول على الدعم الدولي لتوجيه ضربات عسكرية بحجة منع إيران من صنع سلاح نووي، وفي الوقت نفسه تم تسليط عقوبات اقتصادية على إيران، ويعترف المسؤولون الأمريكيون علنا أن الهدف هو التسبب في انهيار الإقتصاد الإيراني. ولكن هذا الحصار كان بردا وسلاما على إيران، فخلال سنوات قليلة ورغم الحصار الإقتصادي القاسي أصبحت إيران في مصاف الدول المتقدمة إقتصاديا وتكنولوجيا حتى أصبحت قوة سياسية عالمية يُحسب لها ألف حساب.

ماذا عن سوريا ولبنان؟ منذ عشر سنوات أو أكثر، أكتشفت حقول ضخمة من البترول والغاز قبالة الشواطئ الممتدة من فلسطين المحتلة الى سوريا. وبما أن سوريا والنصف اللبناني الحليفان الأقرب لإيران وروسيا فهذا يشكل خطرا على تدفق البترول والغاز بالدولار خاصة أن دول البريكس في صدد إنشاء عملة موحدة لبلدانهم تمكنهم من شراء البترول بدلا من الدولار، لذلك سعت الحكومة الأمريكية وبمساعدة سرية من الناتو تقوم بعض الأطراف كالحكومة التركية الأخوانية والأردنية وقوى 14 آذار في لبنان وبالطبع حكام الخليج على رأسهم المملكة العربية السعودية وقطر بزعزعة الإستقرار في هذه البلاد وإطاحة النظام لتنصيب نظام آخر موال لأمريكاولآل سعود رغم أن روسيا والصين قد حذرتا الولايات المتحدة الأمريكية من التدخل العسكري. تذكر أن هذا الأمر كان مقررا مسبقا قبل عدة سنوات تماما كما حدث مع العراق وليبيا. الولايات المتحدة الأمريكية تعمل جاهدا لخلق الظرف الذي يمنحها الغطاء الدبلوماسي لفعل ما قد خطط له مسبقا.

بالطبع تتسائل ماذا كان دور ممالك العهر الثمانية؟ ولماذا كانوا يتآمرون مع الدول الغربية لزعزعة الإستقرار في البلدان العربية الـ 14؟ دعنا نكمل القرائة حتى نصل الى بعض الحقائق والأجوبة المنطقية.

على امتداد الخريطة العربية من المحيط الى المحيط يوجد ثمانية ممالك عربية وأربعة عشر جمهورية. منذ عقود وهذه الممالك تتآمر على شعوب هذه الجمهوريات العربية للحفاظ على حكمها وإرضاءً للإنكليزي والفرنسي سابقا والولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية حاليا. هيئوا الأرضية اللازمة لإحتلال الأرض الفلسطينية من قبل الصهاينة وتآمروا على مصر وسوريا أثناء الحروب العربية الإسرائيلية الى أن تمكن الإسرائيليون من إنشاء دولتهم وكيانهم الغاصب.

بعد إنشاء الكيان الصهيوني وتقويته عسكريا واقتصاديا، عمدت هذه الممالك الثمانية وبالتعاون مع الدول الغربية الإستعمارية بإضعاف الجمهوريات العربية الأربعة عشر بالطرق التالية:

- تعيين ودعم الدكتاتوريات في بعض الجمهوريات

- تفقير وتجهيل شعوب هذه الجمهوريات

- رهن إقتصاد هذه البلاد بجعلها تعتمد على الدول الغربية الإستعمارية وبعض المساعدات المذلة من دول الخليج

- رهن لقمة عيش هذه الشعوب للبنك الدولي من خلال تضخيم الديون الخارجية لهذه الدول

- إلهاء هذه الشعوب بالسعي وراء لقمة عيشهم فقط وإبعادهم عن أي شيء يساعدهم على التطور العلمي بجميع أشكاله والتطور الإقتصادي والإزدهار.

- إنشاء مؤسسات وقنواة إعلامية وإخبارية أو شراء أسهم في القنواة العاملة في هذه البلاد لتوجيه العقل العربي عبر ضخ كمية هائلة من الأكاذيب والأضاليل تمهيدا للسيطرة على الفكر الإنساني والوطني العقائدي لهذه الشعوب.

- نشر عشرات الآلاف من الكتب تحت مسميات مختلفة لإعادة صياغة التاريخ العربي الإسلامي بما يخدم المصالح الخاصة لهذه الممالك.

- نشر عشرات الآلاف من الكتب ذات المفهوم الوهابي وإنشاء آلاف المواقع الإلكترونية ذات الصلة بالفكر الوهابي وإنشاء عشرات القنواة التي تحمل هذا الفكر التكفيري المرتبط تاريخيا بالصهيونية لتحويل الفكر الإيماني للإنسان العربي بشكل عام والطائفة السنية بشكل خاص من رسالة النبي محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الى محمد بن عبدالوهاب التميمي.

- نشر وإنشاء مئات الآلاف من الكتب والمواقع الإلكترونية التي تكفّر أتباع أهل بيت الرسول وكل من لا يتناغم مع الفكر الوهابي وضخ الأكاذيب عن عقيدتهم وتاريخهم وواقعهم الديني، الفكري والثقافي.

- تحويل الصراع العربي الإسرائيلي الى صراع عربي إيراني لصرف النظر عن المخططات الإسرائيلية وعن القضية الفلسطينية بشكل عام وأيضا عن المشاكل الداخلية لهذه الممالك.

- تشويه صورة المقاومة اللبنانية المتمثلة بحززززب الله التي هزمت الكيان الصهيوني عبر ضخ الآلاف من الأكاذيب والأضاليل بغرض تحويلها من مقاومة محبوبة الى مقاوووومة مكروهة.

- تسخير كل أجهزة المخابرات لدى هذه الممالك لخدمة أجهزة المخابرات الغربية والصهيونية.

- تأسيس شركات إنتاج تلفزيونية وسينمائية وغنائية خليجية للسيطرة على الفن العربي بشكل عام مما جعلها قادرة على تشويه المبادئ القيمة والأخلاقية للفكر العربي والتحكم بالرأي السياسي والإجتماعي لمعظم الفنانين العرب.

هكذا أصبح لديهم جنودا من الإعلاميين والكتّاب والمسلحين المجرمين كالقاعدة وغيرهم وشيوخ فتنويين تكفيريين وفنانين من مختلف الفئات، كما أصبحت القاعدة الشعبية العربية جاهزة لتلقّي كل المعلومات المفبركة والأكاذيب لتمرير مشاريعهم. كانت هذه أكبر عملية تشويه للحقائق والتاريخ وأحقر عملية غسل للدماغ العربي.

الدور الأردني والمغربي كان مخابراتيا وسياسيا ولوجستيا، والدور البحيريني والعماني كان سياسيا ولوجستيا، أما الدور الإماراتي والكويتي والقطري والسعودي فكان مخابراتيا،سياسيا، لوجستيا وتمويليا، التمويل الأكبر بالطبع كان سعوديا.

ولكن لماذا هذا الدور المشبوه لهذه الممالك الثمانية؟

ببساطة، بالنسبة للأردن، المغرب، عُمان والبحرين كان لا بد من مشاركتهم في هذا الدور القذر لحماية واستمرار حكمهم وللحصول على مساعدات مالية من الدول الخليجية الأخرى والغرب. أما بالنسبة للممالك الخليجية الأربع الأخرى فاستثماراتها المالية في أوروبا وأمريكا تقدّر بمئات المليارات من الدولارات، كما أن العملات الخليجية مربوطة بالدولار فأي خسارة لقيمة الدولار سينتج عن خسارة كبيرة جدا في الإستثمارات والشركات المملوكة من قبل العائلات الحاكمة في ممالك الخليج الى حد الإفلاس. كما أن الحركة الوهابية التي ينتمي اليها حكام الخليج لديها طموحات في السيطرة على سائر البلدان العربية وطمس حضارتها وثقافتها لضمان عدم صعود أي حركات مقاوووومة وتحررية تشكل خطرا وجوديا على حكم عائلات الممالك الثمانية.

إنّ أحدا من هذه الممالك إذا أبدت حسن نيتها في مساعدة بلد عربي ما، فاعلم أن ما يخفونه كارثي، هذه الممالك لا تدق بابك إلا لأجل مصالحها الرخيصة القذرة خاصة المملكة العربية السعودية المسبب الرئيسي لكل معاناة العرب والمسلمين.

أنت جيد في القراءة أهنئك، ما رأيك أن نكتشف من هم هؤلاء الوحوش الذين يسيطرون ويتحكمون بي وبك والذين هم مستعدون لقتل الملايين لحماية قيمة الدولار.

بمجرد إن بدأت عدد من البلدان ببيع نفطها بعملة أخرى فإن الأمر سوف يفجر تفاعلا متسلسلا قد تؤدي الى انهيار الدولار، لذلك قامت القوى المسيطرة بمناورات محسوبة واتفقوا على الإستخدام المفرط للقوة العسكرية لسحق كل دولة مقاوووومة في الشرق الأوسط وأفريقيا وهذه الطريقة بحد ذاتها لها عواقب وخيمة، ولكن ما تحتاج لفهمه أن هذا لن ينتهي مع نهاية إيران، فالصين وروسيا أعلنا أنهما وتحت أي ظرف لن يتسامحا مع أي هجوم على إيران أو سوريا.

ما نشهده الآن هو المسار الذي يؤدي مباشرة الى ما لا يحمد عقباه أي الى الحرب العالمية الثالثة، إنه المسار الذي رسموه منذ سنين مع إدراكهم الكامل للعواقب التي ستنجم عنه. ولكن من الذي وضعنا على هذا المسار؟ أي نوع من المختلين عقليا مستعد لتفجير صراعات عالمية قد تؤدي الى حصد أرواح الملايين من البشر لمجرد حماية قيمة عملة ورقية، فمن الواضح أنه ليس الرئيس الأمريكي، لأن قرار غزو ليبيا وسوريا وإيران حسم قبل اعتلاء أوباما كرسي الرئاسة بوقت طويل ولكنه ينفذ واجبه تماما مثل الدمى التي سبقته. فمن الذي يحرك هذه الدمى؟ غالبا ما يكون أفضل رد على مثل هذه الأسئلة هو بطرح سؤال آخر “من المستفيد”؟. طبعا هم أولئك الذين لديهم القدرة على طباعة الدولار من لا شيء هم أكثر المعرضين للخسارة اذا انهار الدولار.

منذ عام 1913 هذه القوة انحصرت داخل البنك الإحتياطي الفدرالي الأمريكي، الإحتياطي الفدرالي هو كيان خاص يملكه تكتل هائل من أقوى البنوك في العالم، والإفراد الذين يسيطرون على هذه البنوك هم الذين يحركون الدمى، بالنسبة لهم العالم مجرد لعبة، أنت وأحبابك لستم سوى حشرات يبيدونها حتى لا تهدد زرعهم.

من التالي؟ وهل اللائحة كانت تحتوي على أكثر من 7 بلدان؟ أم أن هناك لائحة أخرى تحتوي على بلدان أخرى لتدميرها مثل مصر والجزائر؟

كل هذه المعطيات والحقائق ليست من محض الخيال وليست سيناريوهات هوليودية وبوليودية إنما معلومات ووقائع دقيقة تم جمعها بعناية ووضعها بين يدي القارئ الذي يبحث عن الحقيقة المخفية وراء كل هذه الحروب والأحداث التي تدمر مستقبله ومستقبل وطنه.

من يسيطر عليك وعلى بلادك، من يهددك ليل نهار ويقلق راحتك، من يزعزع أمنك ومستقبلك، من يقتلك ويقتل أحبابك هم بضعة عائلات أعرابية متأسلمة وبضع رجال متنفذين غربيين لا دين ولا ضمير ولا أخلاق لديهم، كل ما يهمهم السلطة والمال. هم أصحاب أكبر البنوك، أكبر مصانع الأسلحة وأكبر شركات البترول.

 

بقلم: هاني شاهين

أنت دائما تتسائل لماذا هذه الحروب كلّها التي تحصل خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا؟، ولماذا الحكومات الأمريكية المتعاقبة تشن الحملات العسكرية والإعلامية والسياسية بشكل متتالي على بعض البلاد العربية مثل العراق، ليبيا، اليمن وأخيرا سوريا؟ ولماذا تصّر الحكومة الأمريكية على معاداة إيران وزعزعة استقرارها الإقتصادي والإجتماعي الى حدّ تهديدها بالحرب رغم أن إيران لم تعتدِ على أحد منذ سنة 1789؟ مَن برأيك سيكون التالي؟ والى أين ستتجه بوصلة الظلم الأمريكية؟

عندما تنظر من حولك وترى مسار الأزمات وتفاعلها، وعندما تستقي الأخبار لتبني وجهة نظرك اعتماداً على المعلومات التي يسربها الإعلام المسيّر حسب الأجندات الموضوعة له في شكل أخبار للإستهلاك الشعبي لتطفو مع العقول الساذجة في المياه العكرة، بالطبع ستشعر أن الأمور تبدوا بلا معنى وغير منطقية.

الدافع وراء هذه الحروب والعمليات السرية يتضح عندما نضع الأحداث في السياق الصحيح وعندما نربط النقاط ببعضها، ولنكتشف منطق الأمور يجب علينا أن نتعرف للدافع الحقيقي للقوى المهيمنة إقتصاديا، ولفهم هذه الدوافع يجب أولا الغوص في بعض أحداث التاريخ.

في عام 1945 اتفق البريطانيون على اعتماد الدولار في التسعير والتبادلات التجارية العالمية وذلك مكافئة للولايات المتحدة الأمريكية على مشاركتها في الحرب العالمية الثانية، هذه الإتفاقية منحت الولايات المتحدة الأمريكية مميزات مالية مثالية تمت بشرط أن يتم تعويض الدولار بالذهب، في المقابل وعدت الولايات المتحدة الأمريكية بأن لا تطبع الكثير من المال لكنه كان مجرد وعد زائف لأن الإحتياطي الفدرالي الأمريكي رفض السماح لأي مراجعة قانونية أو الإشراف على مطابع صناعة النقود.

في عام 1970 وبعد النفقات الهائلة للحرب الأمريكية على فيتنام تبين للعديد من الدول أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تلتزم بتعويض قيمة الدولار بالذهب، فكانت ردة فعل هذه الدول أن طالبت باسترجاع الذهب وهذا بالطبع أدى الى الإنخفاض السريع في قيمة الدولار. في 15 آب (أغسطس) من عام 1971 طلب الرئيس الأمريكي نيكسون من أمين الخزينة بتعليق قابلية تعويض قيمة الدولار بالذهب بصفة مؤقتة، ولكن كان واضحا أن هذا لم يكن تعليقا مؤقتا كما ادعى نيكسون، بل كان ولا زال قائما حتى هذه اللحظة فاعتبرت الدول الأخرى أن هذه السياسة سرقة واضحة.

في عام 1973 طلب الرئيس نيكسون من الملك السعودي فيصل بن عبدالعزيز باعتماد الدولار الأمريكي فقط في بيع النفط وأن يستثمر كل الأرباح في الخزينة الأمريكية بعقود وسندات أمريكية، وفي المقابل اقترح نيكسون على الملك فيصل حماية عسكرية لحكمهم ولحقول النفط السعودية، كذلك اقترح نفس العرض على كل الدول المصدرة للنفط خاصة العربية، وهكذا أصبحت كل الدول المصدرة للنفط خاصة الدول العربية وإيران مرهونة للسياسة الإقتصادية والمالية الأمريكية.

هذه الخطة أنقذت البنك الفدرالي الأمريكي من مأزق تعويض الدولار بالذهب وربطت قيمته بالنفط الأجنبي (لذلك كانوا يطلقون على النفط بالذهب الأسود). على الفور اضطرت كل البلاد المستوردة للنفط للحفاظ على امدادات ثابتة من الدولار، ومن أجل الحصول على الدولار كان يجب على الدول إرسال سلع مادية ذات قيمة الى الولايات المتحدة الأمريكية (هكذا ولد البترودولار). تدفقت الأوراق النقدية ودخل كل ما تحتاجه أمريكا من سلع، نتيجة لذلك أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية غنية جدا، كانت هذه أكبر عملية احتيال مالية في التاريخ.

بالطبع أنت تعرف أو ربما سمعت بلعبة البوكر، فهي لعبة أصبحت مشهورة جدا يلعبها الشباب في المواقع الإجتماعية. سباق التسلح في الحرب الباردة كانت أشبه بلعبة البوكر، فالإنفاق العسكري كان عبارة عن رقائق والولايات المتحدة الأمريكية لديها كميات لا محدودة من هذه الرقائق (الدولار). بإحكام السيطرة على البترودولار أصبحت أمريكا قادرة على رفع الرهان أكثر وأكثر لإستنزاف ثروات كل بلدان العالم حتى أن النفقات العسكرية الأمريكية تجاوزت كل الدول الأخرى في العالم مجتمعة ولذلك لم يكن للإتحاد السوفياتي أي فرصة للمنافسة في سباق التسلح.

في عام 1991 انهارت الكتلة الشيوعية المتمثلة بالإتحاد السوفياتي آخر قوة عسكرية موازية للقوة العسكرية الأمريكية، بذلك أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القوة العظمى الوحيدة في العالم من دون منازع. بعد انهيار الإتحاد السوفياتي كان لأصحاب النفوذ والمصالح خطط أخرى جاهزة. ففي نفس العام قامت الولايات المتحدة الأمريكية بشن غارات جوية على العراق، وبعد سحق الجيش العراقي وتدمير البنية الأساسية، تم فرض عقوبات اقتصادية لمنعه من إعادة بناء البنية التحتية من جديد. استمرت هذه العقوبات التي بدأها بوش الأب لأكثر من عقد وقدّر عدد الضحايا بأكثر من 500,000 طفل دون ذكر الضحايا الآخرين من الرجال والنساء الذين قدر عددهم بمئات الآلاف، كانت الإدارة الأمريكية على علم تام بهذه الأرقام. ففي حوار مع وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت على إحدى المحطات الأمريكية سألوها: سمعنا أن نصف مليون طفل ماتوا وهذا العدد يفوق بكثير عدد الأطفال الذين قتلوا في هيروشيما، فهل يستحق الأمر هذا الثمن؟ فأجابت أولبرايت: إنه خيار صعب ولكننا نعتقد أن الأمر يستحق هذا الثمن. بالنسبة لهم هذا الأمر يستحق، فهؤلاء الناس والأطفال هم مجرد حشرات.

في عام 2000 بدأ العراق ببيع النفط حصريا باليورو، وهذا يُعتبر هجوما مباشر على الدولار وعلى الهيمنة الإقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية وهو أمر لم تستطع أمريكا التغاضي عنه. وردا على ذلك، قامت الحكومة الأمريكية بإطلاق حملة دعائية مكثفة بالإستناد الى وسائل الإعلام الموالية للحكومة الأمريكية أشاعوا فيها أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل والرئيس العراقي مصمم على استخدامها. في عام 2003 غزت الولايات المتحدة الأمريكية العراق، وبمجرد السيطرة على البلاد عاد الدولار ليكون العملة المعتمدة لبيع النفط العراقي، فهذه حقيقة لا غبار عليها، هل ما زلت تذكر البترودولار؟.

في عام 2007 اعترف الجنرال الأمريكي ويسلي كلارك القائد العسكري لحلف شمال الأطلسي من سنة 1997 الى سنة 2000 بأنه تلقى مذكرة تصف كيف ستضرب 7 دول في خمس سنوات بدءا من العراق ومن ثم سوريا ولبنان وليبيا والصومال والسودان وأخيرا إيران.

تابع القرائة ولا تتململ، فهناك أمور أخرى يجب أن تعرفها حرصا على حياتك وحياة أحبابك، حرصاعلى مستقبلك ومستقبل وطنك، فأنت صاحب القرار، القرار الذي سيأخذك الى الجحيم إن لم تكن فعلا مدركا ما يدور حولك وتتعرف على الطريق الصائب.

دعنا نذهب الى القارة الأفريقية وبالتحديد ليبيا لنرى إن كان هناك مبررا يفرض على الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل العسكري لحماية قيمة الدولار.في ليبيا كان القذافي بصدد تنظيم وحدة من البلدان الأفريقية لإنشاء عملة موحدة وهي الدينار الذهبي والذي كان هدفه هو استخدامها لتحل محل الدولار في تلك المنطقة، فساعدت الولايات المتحدة الأمريكية والناتو على زعزعة واسقاط الحكومة الليبية في عام 2011. وبعد السيطرة على المنطقة، أعدم ثوار الناتو القذافي بدم بارد وفورا أسسوا البنك المركزي الليبي. هل ما زلت تذكر البترودولار؟

إيران قامت بحملة نشطة لوقف مقايضة النفط مقابل الدولار منذ فترة، نتيجة لذلك حصلت على اتفاقيات للبدء في بيع النفط مقابل الذهب، وردا على ذلك قامت الحكومة الأمريكية بدعم من وسائل الإعلام الرئيسية بمحاولة للحصول على الدعم الدولي لتوجيه ضربات عسكرية بحجة منع إيران من صنع سلاح نووي، وفي الوقت نفسه تم تسليط عقوبات اقتصادية على إيران، ويعترف المسؤولون الأمريكيون علنا أن الهدف هو التسبب في انهيار الإقتصاد الإيراني. ولكن هذا الحصار كان بردا وسلاما على إيران، فخلال سنوات قليلة ورغم الحصار الإقتصادي القاسي أصبحت إيران في مصاف الدول المتقدمة إقتصاديا وتكنولوجيا حتى أصبحت قوة سياسية عالمية يُحسب لها ألف حساب.

ماذا عن سوريا ولبنان؟ منذ عشر سنوات أو أكثر، أكتشفت حقول ضخمة من البترول والغاز قبالة الشواطئ الممتدة من فلسطين المحتلة الى سوريا. وبما أن سوريا والنصف اللبناني الحليفان الأقرب لإيران وروسيا فهذا يشكل خطرا على تدفق البترول والغاز بالدولار خاصة أن دول البريكس في صدد إنشاء عملة موحدة لبلدانهم تمكنهم من شراء البترول بدلا من الدولار، لذلك سعت الحكومة الأمريكية وبمساعدة سرية من الناتو تقوم بعض الأطراف كالحكومة التركية الأخوانية والأردنية وقوى 14 آذار في لبنان وبالطبع حكام الخليج على رأسهم المملكة العربية السعودية وقطر بزعزعة الإستقرار في هذه البلاد وإطاحة النظام لتنصيب نظام آخر موال لأمريكاولآل سعود رغم أن روسيا والصين قد حذرتا الولايات المتحدة الأمريكية من التدخل العسكري. تذكر أن هذا الأمر كان مقررا مسبقا قبل عدة سنوات تماما كما حدث مع العراق وليبيا. الولايات المتحدة الأمريكية تعمل جاهدا لخلق الظرف الذي يمنحها الغطاء الدبلوماسي لفعل ما قد خطط له مسبقا.

بالطبع تتسائل ماذا كان دور ممالك العهر الثمانية؟ ولماذا كانوا يتآمرون مع الدول الغربية لزعزعة الإستقرار في البلدان العربية الـ 14؟ دعنا نكمل القرائة حتى نصل الى بعض الحقائق والأجوبة المنطقية.

على امتداد الخريطة العربية من المحيط الى المحيط يوجد ثمانية ممالك عربية وأربعة عشر جمهورية. منذ عقود وهذه الممالك تتآمر على شعوب هذه الجمهوريات العربية للحفاظ على حكمها وإرضاءً للإنكليزي والفرنسي سابقا والولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية حاليا. هيئوا الأرضية اللازمة لإحتلال الأرض الفلسطينية من قبل الصهاينة وتآمروا على مصر وسوريا أثناء الحروب العربية الإسرائيلية الى أن تمكن الإسرائيليون من إنشاء دولتهم وكيانهم الغاصب.

بعد إنشاء الكيان الصهيوني وتقويته عسكريا واقتصاديا، عمدت هذه الممالك الثمانية وبالتعاون مع الدول الغربية الإستعمارية بإضعاف الجمهوريات العربية الأربعة عشر بالطرق التالية:

- تعيين ودعم الدكتاتوريات في بعض الجمهوريات

- تفقير وتجهيل شعوب هذه الجمهوريات

- رهن إقتصاد هذه البلاد بجعلها تعتمد على الدول الغربية الإستعمارية وبعض المساعدات المذلة من دول الخليج

- رهن لقمة عيش هذه الشعوب للبنك الدولي من خلال تضخيم الديون الخارجية لهذه الدول

- إلهاء هذه الشعوب بالسعي وراء لقمة عيشهم فقط وإبعادهم عن أي شيء يساعدهم على التطور العلمي بجميع أشكاله والتطور الإقتصادي والإزدهار.

- إنشاء مؤسسات وقنواة إعلامية وإخبارية أو شراء أسهم في القنواة العاملة في هذه البلاد لتوجيه العقل العربي عبر ضخ كمية هائلة من الأكاذيب والأضاليل تمهيدا للسيطرة على الفكر الإنساني والوطني العقائدي لهذه الشعوب.

- نشر عشرات الآلاف من الكتب تحت مسميات مختلفة لإعادة صياغة التاريخ العربي الإسلامي بما يخدم المصالح الخاصة لهذه الممالك.

- نشر عشرات الآلاف من الكتب ذات المفهوم الوهابي وإنشاء آلاف المواقع الإلكترونية ذات الصلة بالفكر الوهابي وإنشاء عشرات القنواة التي تحمل هذا الفكر التكفيري المرتبط تاريخيا بالصهيونية لتحويل الفكر الإيماني للإنسان العربي بشكل عام والطائفة السنية بشكل خاص من رسالة النبي محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الى محمد بن عبدالوهاب التميمي.

- نشر وإنشاء مئات الآلاف من الكتب والمواقع الإلكترونية التي تكفّر أتباع أهل بيت الرسول وكل من لا يتناغم مع الفكر الوهابي وضخ الأكاذيب عن عقيدتهم وتاريخهم وواقعهم الديني، الفكري والثقافي.

- تحويل الصراع العربي الإسرائيلي الى صراع عربي إيراني لصرف النظر عن المخططات الإسرائيلية وعن القضية الفلسطينية بشكل عام وأيضا عن المشاكل الداخلية لهذه الممالك.

- تشويه صورة المقاومة اللبنانية المتمثلة بحززززب الله التي هزمت الكيان الصهيوني عبر ضخ الآلاف من الأكاذيب والأضاليل بغرض تحويلها من مقاومة محبوبة الى مقاوووومة مكروهة.

- تسخير كل أجهزة المخابرات لدى هذه الممالك لخدمة أجهزة المخابرات الغربية والصهيونية.

- تأسيس شركات إنتاج تلفزيونية وسينمائية وغنائية خليجية للسيطرة على الفن العربي بشكل عام مما جعلها قادرة على تشويه المبادئ القيمة والأخلاقية للفكر العربي والتحكم بالرأي السياسي والإجتماعي لمعظم الفنانين العرب.

هكذا أصبح لديهم جنودا من الإعلاميين والكتّاب والمسلحين المجرمين كالقاعدة وغيرهم وشيوخ فتنويين تكفيريين وفنانين من مختلف الفئات، كما أصبحت القاعدة الشعبية العربية جاهزة لتلقّي كل المعلومات المفبركة والأكاذيب لتمرير مشاريعهم. كانت هذه أكبر عملية تشويه للحقائق والتاريخ وأحقر عملية غسل للدماغ العربي.

الدور الأردني والمغربي كان مخابراتيا وسياسيا ولوجستيا، والدور البحيريني والعماني كان سياسيا ولوجستيا، أما الدور الإماراتي والكويتي والقطري والسعودي فكان مخابراتيا،سياسيا، لوجستيا وتمويليا، التمويل الأكبر بالطبع كان سعوديا.

ولكن لماذا هذا الدور المشبوه لهذه الممالك الثمانية؟

ببساطة، بالنسبة للأردن، المغرب، عُمان والبحرين كان لا بد من مشاركتهم في هذا الدور القذر لحماية واستمرار حكمهم وللحصول على مساعدات مالية من الدول الخليجية الأخرى والغرب. أما بالنسبة للممالك الخليجية الأربع الأخرى فاستثماراتها المالية في أوروبا وأمريكا تقدّر بمئات المليارات من الدولارات، كما أن العملات الخليجية مربوطة بالدولار فأي خسارة لقيمة الدولار سينتج عن خسارة كبيرة جدا في الإستثمارات والشركات المملوكة من قبل العائلات الحاكمة في ممالك الخليج الى حد الإفلاس. كما أن الحركة الوهابية التي ينتمي اليها حكام الخليج لديها طموحات في السيطرة على سائر البلدان العربية وطمس حضارتها وثقافتها لضمان عدم صعود أي حركات مقاوووومة وتحررية تشكل خطرا وجوديا على حكم عائلات الممالك الثمانية.

إنّ أحدا من هذه الممالك إذا أبدت حسن نيتها في مساعدة بلد عربي ما، فاعلم أن ما يخفونه كارثي، هذه الممالك لا تدق بابك إلا لأجل مصالحها الرخيصة القذرة خاصة المملكة العربية السعودية المسبب الرئيسي لكل معاناة العرب والمسلمين.

أنت جيد في القراءة أهنئك، ما رأيك أن نكتشف من هم هؤلاء الوحوش الذين يسيطرون ويتحكمون بي وبك والذين هم مستعدون لقتل الملايين لحماية قيمة الدولار.

بمجرد إن بدأت عدد من البلدان ببيع نفطها بعملة أخرى فإن الأمر سوف يفجر تفاعلا متسلسلا قد تؤدي الى انهيار الدولار، لذلك قامت القوى المسيطرة بمناورات محسوبة واتفقوا على الإستخدام المفرط للقوة العسكرية لسحق كل دولة مقاوووومة في الشرق الأوسط وأفريقيا وهذه الطريقة بحد ذاتها لها عواقب وخيمة، ولكن ما تحتاج لفهمه أن هذا لن ينتهي مع نهاية إيران، فالصين وروسيا أعلنا أنهما وتحت أي ظرف لن يتسامحا مع أي هجوم على إيران أو سوريا.

ما نشهده الآن هو المسار الذي يؤدي مباشرة الى ما لا يحمد عقباه أي الى الحرب العالمية الثالثة، إنه المسار الذي رسموه منذ سنين مع إدراكهم الكامل للعواقب التي ستنجم عنه. ولكن من الذي وضعنا على هذا المسار؟ أي نوع من المختلين عقليا مستعد لتفجير صراعات عالمية قد تؤدي الى حصد أرواح الملايين من البشر لمجرد حماية قيمة عملة ورقية، فمن الواضح أنه ليس الرئيس الأمريكي، لأن قرار غزو ليبيا وسوريا وإيران حسم قبل اعتلاء أوباما كرسي الرئاسة بوقت طويل ولكنه ينفذ واجبه تماما مثل الدمى التي سبقته. فمن الذي يحرك هذه الدمى؟ غالبا ما يكون أفضل رد على مثل هذه الأسئلة هو بطرح سؤال آخر “من المستفيد”؟. طبعا هم أولئك الذين لديهم القدرة على طباعة الدولار من لا شيء هم أكثر المعرضين للخسارة اذا انهار الدولار.

منذ عام 1913 هذه القوة انحصرت داخل البنك الإحتياطي الفدرالي الأمريكي، الإحتياطي الفدرالي هو كيان خاص يملكه تكتل هائل من أقوى البنوك في العالم، والإفراد الذين يسيطرون على هذه البنوك هم الذين يحركون الدمى، بالنسبة لهم العالم مجرد لعبة، أنت وأحبابك لستم سوى حشرات يبيدونها حتى لا تهدد زرعهم.

من التالي؟ وهل اللائحة كانت تحتوي على أكثر من 7 بلدان؟ أم أن هناك لائحة أخرى تحتوي على بلدان أخرى لتدميرها مثل مصر والجزائر؟

كل هذه المعطيات والحقائق ليست من محض الخيال وليست سيناريوهات هوليودية وبوليودية إنما معلومات ووقائع دقيقة تم جمعها بعناية ووضعها بين يدي القارئ الذي يبحث عن الحقيقة المخفية وراء كل هذه الحروب والأحداث التي تدمر مستقبله ومستقبل وطنه.

من يسيطر عليك وعلى بلادك، من يهددك ليل نهار ويقلق راحتك، من يزعزع أمنك ومستقبلك، من يقتلك ويقتل أحبابك هم بضعة عائلات أعرابية متأسلمة وبضع رجال متنفذين غربيين لا دين ولا ضمير ولا أخلاق لديهم، كل ما يهمهم السلطة والمال. هم أصحاب أكبر البنوك، أكبر مصانع الأسلحة وأكبر شركات البترول.


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account