عاجل

مواعيد مباريات اليوم الخميس 25-4-2024 والقنوات الناقلة    محافظ اللاذقية يلغي القرار المتعلق بتخفيض مخصصات النقل العام    الإعلام الإسرائيلي يهاجم عالم آثار مصري مشهور لهذه الأسباب ؟    

أيام ترامب المعدودة .. انفعالات زعماء الغرب بالحمام الزاجل .. بقلم نارام سرجون

2020-06-01

أيام ترامب المعدودة .. انفعالات زعماء الغرب بالحمام الزاجل .. بقلم نارام سرجون

في كل حدث في الدنيا يميل العقل البشري دوما الى المقارنات .. ولذلك تجد من يحاول ان يرى ان التاريخ يعيد نفسه لأنه يبحث عن نظائر الاحداث ومثيلاتها ليرى كيف تتغير المصائر او لاتتغير اذا تكررت نفس التجربة الانسانية .. لأن المقارنات والقياس هي احدى الطرائق لتصويب الرؤية والأحكام .. ومن هنا نصحنا النبي بالقياس عندما لانجد شروحا مباشرة لقضايا الشريعة في القرآن والسنة .. ولذلك من حقنا عملا بالقياس والمقارنات ان نمسك مسطرة الربيع العربي ونضعها على جسد أميريكا وخصرها ونقيس ارتفاعها وقياس صدرها ووسطها وارتفاعها .. كي نفهم كيف ان ماحدث عندنا كان صناعة ربيع وثورات صناعية و أن الثورة الحقيقية يحتاجها شعب اميريكا الذي تسحقه العنصرية والتفاوتات الطبقية الرهيبة فيملك بيل غيتس وبعض تجار النفط وزعماء الايباك مايملكه 80% مما يملكه الشعب الامريكي .. ثم يتفلسف علينا الاميريكيون وينصحوننا ان نكون اكثر عدالة في مجتمعاتنا وان نحسن توزيع الثروة ونحارب الفساد وان نحب الحرية.

في الأحداث التي صنعت الربيع العربي ومايسمى “الثورة السورية” كان الرؤساء الغربيون وكل مسؤولي وزارة الخارجية الاميركية والبيت الأبيض يخرجون ويتزاحمون امام الميكروفونات في المؤتمرات الصحفية ليعلقوا على الاحداث في الحارات السورية وكانهم يتسابقون .. فصار اوباما يعرف درعا البلد ودرعا المحطة وكان سركوزي يعرف بابا عمرو بيتا بيتا ويدق على الأبواب في حي باب السباع الحمصي بنغمة جنائزية فرنسية .. وصار اردوغان يفقد صبره لأن ساحة العاصي في حماة هي ساحة أمه وأبيه .. وصار الالمان والانكليز يعرفون حي ابي زيد الحلبي وحتى حارات دوما وملاعب العب صارت مشهورة في دهاليز الامم المتحدة ويرددها ممثلو هوليوود في حفلات الاوسكار التي توزع الجوائز على تنظيم القاعدة .. وعقب كل مظاهرة للاخوان المسلمين السوريين كان مجلس الامن يطلب للانعقاد ويقلق بان كيكون على الناس في سورية.. 

ماكان يحيرني هو هذا الحماس اللامحدود  للتعليق على كل حدث في سورية والقدرة على اصدار الاحكام .. والقرارات .. فقرر جميع زعماء اوروبة وجميع اتحادات العالم وجميع مسلمي العالم ان الرئيس السوري (يجب ان يرحل) .. وفي خان شيخون سقطت قذيفة هاون رآها ترامب وابنته من البيت الابيض انها مصنوعة في مصانه كيماوية سورية وتشمما رائحة غازها النفاذ في قاعة الطعام في البيت الأبيض على انها سلاح كيماوي .. وخلال ساعتين وقبل ان يتبخر دخان قذيفة الهاون في خان شيخون قرر ترامب ان يطلق هجوما ثلاثيا مع دول أخرى بما سمي العدوان الثلاثي على سورية

من حقنا الآن أن نسأل عن سبب غياب تويترات ترامب وعنترياته وظهوره بمظهر العاقل هذه الايام فهو بالكاد يغرد .. ومن حقنا أن نسأل ماسبب غياب نصائح مجلس اللوردات البريطاتي ومجلس العموم .. وفلاسفة الحرية الفرنسيين؟ .. الكل غائب وصامت صمت القبور .. اين هو ترامب الذي كلما وقع تنازلا عن ارض لنتنياهو يلتقط صورة لتوقيعه ويقيم حفلا لسبعة ايام بالليالي الملاح .. ؟؟ الا تستحق المدن الامريكية تغريدة من تغريداته الجميلة القوية ؟.. الا تستحق صورة احتفالية وهو يوقع صك محاكمة الشرطي المجرم ؟؟ الآن عرفنا معنى عبارة “صمتوا وكأن على رأسهم الطير” .. تويتر الذي كان يغرد على رؤوسنا .. اكتشف هؤلاء جميعا ان من المفيد ان يسكتوا عندما يغرد على رؤوسهم وقي بيوتهم .. واليوم طار تويتر .. وعاد العالم الى زمن الآلة الكاتبة والحمام الزاجل لنقل انفعالات زعماء العالم..

الحقيقة ان ربيع جورج فلويد اخبرنا الكثير عن ربيعنا نحن .. وعرفنا أكثر عن ربيعنا نحن .. عرفنا كيف أننا كنا على يقين ان كل مايجري من اهتمام ليس بسبب ان الاوروبيين عثروا على ثورة عفوية للفقراء العرب زقرروا دعمها بسخاء بل لأنهم صنعوا ثورة حقيرة للفقراء العرب في مخابر الموساد والسي آي ايه وقتلوهم بها .. استدرجوهم الى الموت والدمار وكان بامكانهم أن يسكتوا كما سكتوا الان وكما سكت مجلس الامن كله وانتظروا وكأن على رؤوسهم الطير..

ربيع فلويد رأيناه وهو يعدم ويسحق عنقه علنا جهارا نهارا في الطريق .. ولم نر حتى اليوم ظفرا واحدا لأطفال درعا الذين قالت القصص عنهم الاعاجيب وان الامن السوري اقتلع أظافرهم ومات بسبب أظافرهم 200 ألف انسان سوري .. كان زعماء الغرب – الصامتون الان – لايكلون من الثرثرة والبكاء والتهديد وتحضير الاساطيل من أجل أظافر أطفال درعا .. أما عنق جورج فلويد فانها يجب ان تحال الى المحاكمة والشهود والاجتهادات الطبية والفقهية ولانستغرب ان يخرج علينا سفير اميريكا في سورية روبرت فورد الذي سافر الى مدينة حماة لدعم الحرية ليقول ان فلويد كان يعاني من كورونا وكان الشرطي يريد حبس الكورونا في رئتيه لحماية البشر من العدوى .. فهذا السفير هو أكبر منافق مجرم في العالم .. ومهمته هي اطلاق المجرمين وتصوير المجرمين على انهم مقاتلو حرية .. وبمناسبة ذكر روبيرت فورد ألا يجب على الدكتور بشار الجعفري ان يسافر الى مينابوليس او احدى المدن الامريكية الثائرة حيث المظاهرات (السلمية) ليقدم دعم سورية للثوار السلميين !!! انه حقنا برد الجميل للشعب الامريكي وحق المعاملة بالمثل..
الحقيقة انني سعيد بما أرى .. ورغم انني أعلم ان النخبة الاميريكية ستختلق عذرا وتمتص الغضب او ستشغل الناس بقضية أخرى لتعيدهم الى حظيرة الطاعة ولكن من المفيد ان ننظر الى ماحدث هناك وماحدث عندنا لنعرف حجم الخديعة وحجم النفاق وحجم الكمين الذي صنعه هؤلاء لشعةبنا لتصدق انها كانت تصنع ثورة فيما الثورة الحقيقية هي التي يجب ان تقوم في أميريكا نفسها..

الحقيقة انني أدرك اليوم أكثر معنى ان نقارن التاريخ وان نقيس الأحداث لنعرف غثها من سمينها .. وصرت أقدر عاليا كل أنواع الدراسات المقارنة في البحوث الانسانية .. واهم مقارنة هي ربيع العرب .. وربيع أميريكا .. وساقول – وان عاتبني البعض ورأى انني قليل التحضر – انني كنت سعيدا وانا ارى ان اميريكا تحترق شوارعها وتنهب محلاتها .. لا لشيء الا لأنني كنت اكتشف انني كنت على صواب .. بأن من يستحق الثورة الحقيقية هو الشعب الاميريكي .. وأتمنى من الرئيس بشار الأسد ان يقول غدا في مؤتر صحفي  عن ترامب

 


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account