عاجل

سيناتور اميركي: "طفح الكيل، لا يمكننا الاستمرار في تمويل هذه الحرب المروعة".    إصدار قرار بإلغاء تكليف المهندس قيس يوسف يوسف من وظيفة مدير عام المؤسسة العامة للصناعات الكيميائية    تكليف م. خالد_عبد العزيز علي مديراً للنقل في محافظة اللاذقية     

معركتنا الجديدة مع الجنرال إعلام !!.. الدكتور محمد سيد أحمد

2019-05-15

 

معركتنا الجديدة مع الجنرال إعلام !!.. الدكتور محمد سيد أحمد

يعد الإعلام فى العصر الحديث أحد أهم أدوات تشكيل الوعى لدى الرأى العام, وعملية تشكيل الوعى بواسطة وسائل الإعلام ليست بريئة على الإطلاق, فدائما ما تتحكم فيها مصالح القوى المسيطرة على هذه الوسائل سواء كانت قوى سياسية أو اقتصادية, وغالبا ما تنحرف هذه القوى بوظيفة الإعلام الرئيسية فبدلا من أن تسعى الى تشكيل وعى حقيقى للرأى العام من خلال تصوير الواقع كما هو عليه ونقل الحقائق والمعلومات بموضوعية وشفافية, نجدها تفعل العكس حيث تسعى هذه القوى الى تزييف وعى الرأى العام بحقيقة ما يحدث حوله سواء فى مجتمعه أو إقليمه أو العالم.

وخلال السنوات الأخيرة ظهر الدور الخطير للإعلام, حيث أصبح أحد أهم الأسلحة التى استخدمها العدو الأمريكى - الصهيونىلتنفيذ مخطط تقسيم وتفتيت المنطقة العربية والذى عرف إعلاميا بمشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير فى إطار ما يسمي بالربيع العربى المزعوم, وتم استخدام الجنرال إعلام للتلاعب بأمن واستقرار المنطقة العربية, وخلال هذه الحرب سقطت سريعا العديد من الاقطار العربية بفضل الجنرال إعلام الذى قام بتزييف وعى الجماهير وإيهامها بأن ما يحدث هو ثورة ستحقق لهم العيش والحرية والعدالة الاجتماعية, وبالطبع لم تجنى هذه الجماهير أى مكاسب من تصديقها للجنرال إعلام غير مزيد من المعاناة الى جانب تخريب وتدمير مجتمعاتها والرابح الوحيد مما حدث هو أمريكا وكيانها الصهيونى فقط عبر الثمانى سنوات الماضية.

ومنذ قرر العدو الأمريكي خوض حربه الجديدة الخبيثة فى إطار ما يطلق عليه الجيل الرابع للحروب, وهو يستخدم الجنرال إعلام حيث سعى لتزييف وعى الرأى العام العربى والعالمى وغسل الأدمغة من خلال الشاشات بأن ما يحدث داخل مجتمعاتنا هو ثورة من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وأن الهدف هو احداث تغيير جذرى فى بنية المجتمعات العربية لكى تلحق بركب النهضة والتقدم, وزاد الإعلام فى تضليله حين حاول تغييب الواقع الفعلى ورسم صورة وهمية لما يحدث على أرض الواقع, ولم يستطع الإعلام الوطنى فى مجتمعاتنا بإمكانياته المحدودة مواجهة الآلة الإعلامية  الصهيونية الجبارة وكشف زيفها وتضليلها بل قامت العديد من وسائل الاعلام الوطنية بالدوران فى فلك الأعلام الغربي الذى يهيمن عليه اللوبي الصهيونى ويضخ به مليارات الدولارات, ورغم مرور ثماني سنوات على هذه المواجهة إلا أن الجنرال إعلام مازال يلعب دوره دون كلل أو ملل, وعلى الرغم من فشل المشروع فى تحقيق أهدافه إلا أنه حتى اللحظة يسعى لتزييف وعى الجماهير بحقيقة ما يحدث على أرض الواقع - وللآسف مازالت الجماهير العربية تسمع له وتشاهده وتصدقه - خاصة على الساحات العربية التى مازالت مستهدفة لزعزعة أمنها واستقرارها بهدف الوصول لمرحلة تقسيمها وتفتيتها.

ولم يكتفى الجنرال إعلام بوسائله التقليدية المتمثلة فى الصحافة والإذاعة والتليفزيون بل قام بتطوير آلته الإعلامية الجهنمية الجبارة, فأستحدث أسلحة جديدة تمثلت فى ما يطلق عليه وسائل الإعلام الجديدة المرتبطة بالسلاح السحرى الجديد المعروف بالشبكة العنكبوتية – الإنترنت – حيث المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعى مثل الفيس بوك الأكثر شيوعا وانتشارا فى العالم اليوم وتويتر واليوتيوب وغيرها, وبذلك أصبحت وسائل الإعلام ليست عامة بل خاصة حيث أصبح لكل مواطن وسيلته الإعلامية الخاصة, وعبر هذا الإعلام الجديد بدأت عمليات تزييف الوعى للمواطن العربي الشغوف بهذه الوسائل التكنولوجية الجديدة والتى يقضى عليها معظم وقته ولا يتركها طوال الوقت, ففي كل مكان وزمان تجده متمسكا بجهازه السحرى الذى يستقي منه كل معلوماته, حيث تتشكل رؤيته للعالم عبر هذا الجهاز السحرى الصغير, وأدرك العدو الصهيونى أهمية الجنرال إعلام الجديد وتأكد أنه قد نجح فى ربط المواطن العربي بهذا الساحر الجديد فبدأ فى إطلاق جيوشه الإلكترونية لتنشر بذور الفتنة وتشعل نيرانها داخل مجتمعاتنا, وبما أن طبيعة الأنظمة التعليمية داخل مجتمعاتنا قائمة على الحفظ والتلقين دون إعمال للعقل والنقد فإن أى معلومات تبث عبر وسائل الإعلام الجديد يتم التعامل والتفاعل معها على أنها حقائق مطلقة, ومن هنا ينتصر الجنرال إعلام وجيوشه الإلكترونية على المواطن العربي.     

فالجنرال إعلام صنيعة أمريكية - صهيونية , يجب أن نحترس منه وندرك دوره التدميرى حيث يقوم بعملية تجريف للعقل الجمعى العربي, فالمعركة الجديدة بيننا وبين الغرب الاستعمارى لاستمرار وتكريس تخلفنا قد تجاوزت الأسلحة التقليدية فلم يعد الاحتلال العسكرى ممكنا فى الألفية الثالثة, ولم تعد التبعية الاقتصادية وسيلة وحيدة قادرة على إخضاعنا وإذلالنا, ولم تعد الهيمنة الثقافية التقليدية تمارس نفس التأثير, بل تم تطوير أسلحته القديمة ومنها وسائل الإعلام  التى أصبحت جنرال جديد فى ظل الجيل الرابع للحروب, وإن لم نلتفت للجنرال إعلام ونواجهه فعلى مجتمعاتنا العربية أن تنتظر مزيد من التقسيم والتفتيت والتخريب والدمار, اللهم بلغت اللهم فاشهد.      


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account