عاجل

المحمد: بلغت مبيعات إسمنت عدرا 275 مليار ليرة لعام 2024    ارتفاع أسعار النفط الأربعاء بعد انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام الأمريكية    تراجع أسعار الذهب الأربعاء مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط    

من أبرز نتائج الربيع العربي: «الدب الروسي» يعود بقوّة إلى الشرق الأوسط

2019-01-14

من أبرز نتائج الربيع العربي: «الدب الروسي» يعود بقوّة إلى الشرق الأوسط

تحولت روسيا في غضون سنوات قليلة من لاعب ثانوي في الشرق الاوسط إلى قوة مهيمنة قادرة على تحدي النفوذ الإقليمي الغربي وذلك بفضل الفراغ والفوضى التي خلفها "الربيع العربي" والتراجع الامريكي في المنطقة.
ومن الأسباب الرئيسية التي دفعت روسيا الى التوجه للشرق الأوسط تبعات الربيع العربي التي قَلَبت الأوضاع رأساً على عقب في المنطقة بأسرها. فلقد أقنعت هذه التبعات الرئيس بوتين أن روسيا كانت على خطإ في انسحابها من المواقع التي كانت قد ورثتها من الاتحاد السوفياتي في منطقة الشرق الأوسط. ويسعى بوتين اليوم الى استعادة هيبة روسيا الدولية عبر استغلال الأخطاء الأمريكية بشكل أساسي. وهو الأمر الذي وفر للكرملين فرصة بناء مناطق نفوذ جديدة.
وكما عودنا على ذلك الكرملين فإن التكتيك الذي يتبعه يهدف الى الحصول على الاعتبار في الداخل والنفوذ في الخارج معاً. ولقد رفعت المناورات السياسية المحنكة من مكانة موسكو العالمية ومن دورها كوسيط دبلوماسي.
وبعد التدخل العسكري الناجح في سوريا والذي سوق نصرا عسكريا كبيرا لموسكو وحلفائها مقابل هزيمة معسكر واشنطن وحلفائها، بات من الصعب للغاية الآن اتخاذ أي قرار في سوريا دون الرجوع الى روسيا أو رغماً عنها.
وأصبحت روسيا مستعدة للولوج بشكل أكبر في قضايا الشرق الأوسط وتسعى لتعزيز قبضتها على ناصية الأمور وتثبيت شرعيتها في البحر الأبيض المتوسط.
اما في ليبيا  فقد تمكنت موسكو مجددًا من دعم حليف قوي لها داخل ليبيا وتدشين منطقة نفوذ لها في الشرق الأوسط. على عكس تحركاتها الفردية في سوريا، لا تشتمل استراتيجية روسيا في ليبيا فرض حفتر رئيسًا لليبيا بالقوة، وإنما التعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار في ليبيا بما يضمن مصالح موسكو.
كما اصبح لروسيا دور مهم في اليمن عبر عرض وساطاتها ودخولها كشريك فاعل في العملية السياسية.

وفي العراق أصبح لروسيا دور مهم فى تسليح العراق لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، وقد ترافق ذلك مع بروز سياسة روسية خارجية واضحة المعالم تقوم على تفعيل دور روسيا على الصعيد الإقليمى والدولى بحيث لا تخضع لهيمنة أو ابتزاز.
استعادة دور القوة الإقليمية وترسل روسيا اليوم مؤشرات على أنها استعادت دورها كلاعب أساسي في المنطقة واستقرت فيها كقوة يحسب لها حساب. فلم تكتف موسكو بالعودة فقط بل لديها أهداف واضحة، وتصور للسبيل الذي يؤدي الى بلوغ هذه الأهداف والموارد الوطنية الضرورية لذلك. ويريد الرئيس بوتين إعادة صياغة قواعد اللعبة في الشرق الأوسط وقلب الآية فيما يتعلق بالنظام الإقليمي الذي يضمن للولايات المتحدة الاستفادة دون عناء أو كلفة فائقة من التدفق اليسير لموارد الطاقة من المنطقة. ولقد أدركت الدول الخليجية الموالية لأمريكا والتي كانت أمريكا تعتمد عليها، أن عليها من الآن فصاعداً أن تأخذ في الحسبان مصالح روسيا وأهدافها.
وضم السيد بوتين جهوده لجهود الإيرانيين المستائين كذلك من النظام الإقليمي الذي أرست أسسه الولايات المتحدة في المنطقة.

كما تنظر مصر بوضوح الى روسيا كبديل محتمل للولايات المتحدة الأمريكية. فلقد أعطاها الأمريكان ما يكفي من الأسباب للبحث عن مساندة أخرى.

صحيفة الشروق التونسية


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account