عاجل

القبض على سارقي الكابلات الكهربائية بين محطتي دير علي وعدرا    تراجع أسعار الذهب عالمياً الأربعاء مع ارتفاع الدولار والتركيز على بيانات التضخم الأمريكية    انخفاض أسعار النفط الأربعاء لليوم الثاني مع زيادة مخزونات الخام الأمريكية    

صفقة الشيطان و ربيع الدم و الاعلام العربي ! .. بقلم أحمد عادل

2018-11-25

صفقة الشيطان و ربيع الدم و الاعلام العربي! .. بقلم أحمد عادل

 

عندما تتابع وسيلة اعلامية عربية بغض النظر عن توجهاتها سواء كانت مع محور المقاومة او محور الاستسلام ، تجدها تردد المصطلح التالي ، صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية التي اعدها الرئيس الامريكي ترامب ، هل هذا المصطلح منطقي ؟

و هل ترديده ملائم للسياق التاريخي للقضية التي يتناولها مثل تصفية القضية الفلسطينية ؟

ان الحرب الامريكية الشرسة لتصفية القضية الفلسطينية قديمة و تحدث كل يوم و كل ثانية و قبل ما يسمي بصفقة القرن بعشرات السنين ، فمحاربة مصر عبد الناصر كانت من اجل تصفية القضية الفلسطينية ، و تأسيس حلف بغداد كان من اجل تصفية القضية الفلسطينية ، و اخراج مصر من الصراع عبر كامب ديفيد كان من اجل تصفية القضية الفلسطينية ، و تهجير الفلسطينيين من مخيم اليرموك على ايدي الارهابيين كان من اجل تصفية القضية الفلسطينية و الغاء حق العودة للشعب الفلسطيني ، عندما تآمر الغرب على عبد الناصر لأنه كان يهدد وجود اسرائيل ، الم يكن هذا من اجل تصفية القضية الفلسطينية ؟

عندما بذل الغرب مجهودات خرافية لإقناع القائد الدكتور بشار الاسد بإخراج المقاومة الفلسطينية من سورية الم يكن هذا من اجل تصفية القضية الفلسطينية ؟ لماذا يريد البعض ان يوهمنا ان الغرب لم يخطط لتصفية القضية الفلسطينية الا بعد الاعلان عن صفقة القرن ؟

و كأن كل الحروب التي خاضها الغرب ضد كل دولة و كل رئيس يناصر فلسطين لم تكن من اجل تصفية القضية الفلسطينية ؟ !

فكل الحرب الكونية التي تعرضت لها سورية لم تتعرض لها الا لأنها نصرت فلسطين و سلحت المقاومة الفلسطينية و ساهمت مع حزب الله البطل في تحرير لبنان من الكيان الصهيوني عام ٢٠٠٠ و دحره عام ٢٠٠٦ ، فالهدف من القضاء على سورية السبب الرئيسي وراءه هو تصفية القضية الفلسطينية و دفنها للابد ، فهل من المنطقي ان نتجاهل كل هذا التآمر الغربي على كل من ينصر فلسطين و نقول ان الغرب لم يسع لتصفية القضية الفلسطينية الا بعد الاعلان عن صفقة القرن ؟!

مع الاسف فإن بعض الاعلام العربي بما فيه الاعلام المقاوم يتأثر بحرب المصطلحات الاعلامية التي يروج لها الغرب ، مثل مصطلح الربيع العربي الذي تناقلته جميع وسائل الاعلام العربية و كأن ذكره واجب مقدس ، رغم ان اول من اطلق هذا المصطلح صحيفة الواشنطن بوست ، و بلا شك فالحدث الذي يدمر ليبيا و اليمن و يستنزف مصر و سورية و مقدراتهما هو ربيع عند الواشنطن بوست الامريكية ، لكنه ليس ربيع عندنا نحن العرب ، لانه لم يحمل لنا الا الدم و الخراب و التقسيم و مزيد من الانهيار الشامل ، فلماذا ردد الاعلام العربي مصطلح الربيع العربي رغم ان ما كان يحدث علي ارض العرب لم يكن ربيعا بل كان خريفا يسرب غازات سرطانية لا تقتل فرد واحد بل تقتل امة بأكملها

 ! في النهاية ، انا ارى ان المطلوب من كل مثقف عربي و كل كاتب عربي و كل وسيلة اعلامية عربية مقاومة ، ان يتم التدقيق في كل ما يردده الاعلام الغربي الاستعماري ، لان مصطلح صفقة القرن ملغوم و يسبب التضليل ، و مصطلح الربيع العربي ملغوم و يسبب التهليل لدمار بلداننا ، فنحن ضعفاء جدا في الحرب الاعلامية و حرب المصطلحات ، فلا يكاد الاعلام الغربي ان يطلق مصطلح ملغوم تضليلي الا و نجد الاعلام العربي يتناقله كالنار في الهشيم و كأنه مصطلح مقدس ورد في القرآن و الإنجيل و التوراة و ذكره واجب سماوي ! ، يجب على الاعلام العربي ان يستفيق و لا يهمل التفاصيل ، لانه كما قال المهندس المعماري الالماني لودفيج ميس فإن الشيطان يكمن في التفاصيل!


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account