عاجل

موقع أكسيوس: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات    واشنطن بوست: بايدن وجد نفسه متورطا بحرب لا يريدها    تراجع أسعار الذهب عالمياً الثلاثاء قبل بدء اجتماع الفيدرالي.. فهل تسقط الأسعار أدنى مستوى الدعم؟    

سورية تغير قواعد الاشتباك. .. بقلم: محمد فياض

2018-05-11

سورية تغير قواعد الاشتباك. .. بقلم: محمد فياض

 

لسنوات طويلة مضت اجتهد الإعلام في كل عواصم بلداننا العربية لترسيخ ثقافة كامب ديفيد.. إن حرب أكتوبر هي آخر الحروب.. إن السلام مع إسرائيل أول طريق الرخاء.. إن العرب رفضوا حل القضية الفلسطينية.. إن اقتصاداتنا سوف تلحق بركب التقدم والازدهار خلال الفترة الأولى من الصلح مع إسرائيل... إن إسرائيل ليست عدوة ولم يعد ينبغي وصفها كذلك... إننا كنا ولحسابات ضيقة وثبت عدم صوابيتها نعادي إسرائيل... إن إسرائيل.. و إننا. هاج وماج الإعلام في بلادنا يبشر بالنعيم ويلعن أسباب الفصام الاستراتيجي في معاداة إسرائيل وتصويرها على أنها البعبع الذي يرعب الصغار. ولسنوات طويلة أمعنت آلة الإعلام في التشويش على ماتبقى من قيم.وراحت الآلة الجبارة تبيع وتشتري...تبيع الترسيخ للعمالة.وتشتري الأجيال بعد تضليلها وممارسة كل صنوف صناعة المسوخ بها وتقديمها لمن يدفع من أعداء الوطن في الخارج والداخل. وصدرت الأوامر..وتم تسويق إسرائيل في كل شيء.وتم استدعاء ميدان التعليم ليؤدي دوره في سياقات تمت حياكة خيوطها بمعامل المخابرات الأمريكية بهدف المنتج النهائي في بلادي.. بهدف إعادة إنتاج شخصية مختلفة جاهزة ومن الجهوزية بما يمكن تنفيذها طوعا لما تمليه مصالح العدو..ليس هذا وحسب.بل من المستهدف إنتاج جيل يبحث ذاتيا وطوعا عن مصالح العدو ويسعى إليها تقربا منه.وخرجت الشخصية التي تم إنتاجها وفق ثقافة الكامب تهتف في الميادين ( الشعب يريد إسقاط النظام) . في حين أن إسقاط النظام معناه الفوضى وإنتاج دولة فاشلة.تتصارع وتتنازع بديناميكية السقوط عند خياراتها هل أسقطت المجتمعات نظم الحكم الجمهوري فيها لإنتاج أي بدائل.؟ .لم تدرك مجتمعاتنا حين قررت الإستجابة لنداءات الخروج على الحاكم هل من أجل تغيير شخوص الحكام أم السياسات والانحياز من القضايا الوطنية في الداخل والخارج.ام مجرد إستجابة لنداءات الذين تدربوا في معسكر العدو على دعوة الشعب وإطلاق صفارة البدء للانقضاض على ثوابت الأمة..يعينهم في ذلك محتوى منتجات التعليم وهشاشة الوعي وإخراج القضايا الوطنية من حسابات النخبة وصيرورة اشتباك أليف بين مصالح العدو ومصالح طليعته في بلادنا...وباسم الثورة. ورأينا بأم أعيننا ماحدث في تونس ومصر وليبيا واليمن. وتبقى سورية تجربة مختلفة. فبرغم مستوى الدخل والتعليم الجاد والأجود.والاقتصاد النموذج الذي أنتج سورية غير المدينة لأي دائن في العالم.وشعب ينتج احتياجاته من الغذاء ويعرف بجدية طريقه لتصدير فوائض إنتاجه.سورية التي كادت أن تعرض الفن الأوبرا لي في الميادين العامة قبل الأزمة.والتي تتضافر فيها السبيكة السورية على تنوع وتعدد الطوائف والديانات.هذه التجربة المرة والمريرة في جدول العدو وأولوياته.سورية التي ذهبت بقرار الهدنة ووقف القتال بعد حرب تشرين إلى بناء اقتصاد قوي وتعليم جاد ومجتمع يستعصي على السقوط ..هذا على جانب.وعلى الجانب الآخر رفض الإنصياع لتوازنات القوى العالمية والدولية الجديدة.حتى في ظل عالم أحادي القطبية.رفضت سورية الذهاب إلى تفاهمات شاذة مع العدو الإسرائيلي.ولم تتركه ينعم بنسيم الهدنة.ظلت دمشق تدفع تل أبيب إلى الحروب بغية إنهاكها عسكرياً واقتصاديا.دعمت القيادة السورية المقاومة وساهمت في تعافيها وتسليحها..انتظارا ليوم سوف يجيء.و أمعنت اسرائيل في الإعتداء على سورية.من وقت لآخر.وسورية لاتنجرف إلى بدء حرب هي لم تقرر وقتها.وتستعد لها بجدية.وجاء الربيع الصهيوني في بلادنا.وهبت الرياح الشاذة على الأراضي السورية. في أعنف معركة عرفتها البشرية من حيث عدد الداعمين وجنسيات من يحملون السلاح.وتعاون أجهزة الاستخبارات.وفتح الخزائن للتمويلات بلا أي سقف.وتجهيز أكثر من ثلاثة آلاف وسيلة إعلامية لخدمة مشروع إسقاط سورية. وسورية عصية على السقوط.. أذهلهم الجيش العربي السوري بقدراته وتنوعات ذكائه في صنوف الحرب في الجبال والوديان.وفي داخل المدن.. والإدارة العبقرية للأسد.لرجل أدرك من اللحظة الأولى أن المقصود هو تركيع سورية وإخراج جيشها من الخدمة تلبية لنداء تل أبيب.وطمعا في تقسيم كامل المنطقة العربية.الا أن سورية الجيش والشعب والقائد أذهلت العالم.وكلما قررت سورية أن تنتصر انتصرت..وكلما ذهبت إلى منطقة لتحريرها من الإرهاب حررتها.وكلما ضغط عليها مجتمع دعم الإرهاب الدولي لتقديم ثمة تنازل تمسكت بثوابتها وفضحتهم أمام الدنيا في مجالسهم الأممية. وتعاود تل أبيب التدخل لنجدة الإرهابيين من الهزائم وتفشل..وتتدخل أمريكا بعدوانها الثلاثي تشاطرها فيه بريطانيا وفرنسا للحيلولة دون تحرير الغوطة الشرقية ويحررها الجيش العربي السوري ويدخلها ظهيرة يوم العدوان...ولم تكن دمشق قد قررت في بداية الأمر إلا أن تنتصر.واعتدت اسرائيل بطائراتها الحربية على السيادة السورية.وقصفت مناطق عدة مرارا..وفي يقينها أن دمشق منشغلة بما فيها من حروب..حتى جاء يوم وأعلنت فيه سورية أن تتزحزح الآن عن حدود قواعد الإشتباك.وقررت التعامل..وبالفعل ولم يصدق صانع القرار في تل أبيب أن الأسد يملك فرصة لتنفيذ مواجهة مع إسرائيل.وحلق الطيران الحربي الاسرائيلي على سورية وتم اصطياده بدفاعات الجيش العربي السوري لتسقط طائرة إف 16 ..لم يصدق العدو.وكان يعتمد على أن سورية باتت أضعف.وان الجيش منشغل في معاركه مع الإرهاب. ثم تستوعب اسرائيل الدرس..وتقرر أن تطلق الصواريخ على سورية..ويجيؤها الرد السوري بعد إسقاط صواريخ نتنياهو وتدميرها.. ويرسل الجيش العربي السوري صواريخه إلى مواقع عسكرية في الجولان المحتل ليقول بدقة للصهاينة: هكذا يكون التسديد. ومثلما غيرت المقاومة اللبنانية قواعد الإشتباك مع العدو في حرب تموز..وعرف العدو قدره وقدرة الخصم. فقد يذهب القادة العسكريين في تل أبيب إلى أحد أمرين. الأول: إن دمشق باتت أقوى في المواجهة وأصبح قرار الحرب في الذهنية السياسية والعسكرية السورية ضد إسرائيل يسيرا ومبررا.و أن الإشتباك المفتوح مع جيش أدرك فنون القتال باحتراف تفتقده العسكرة الصهيونية بات مغامرة غير محسوبة العواقب تتعدد فيها مصادر

 

النار على الكيان الإسرائيلي. والتمترس خلف تصدير تل أبيب الرعب إلى جيرانها لتفوقها العسكري وامتلاكها ردعا نوويا بات غير ذي جدوى مع جيش تملك تل أبيب ربما تحديد بداية الجولة..لكن نهاياتها يحددها جيش يحارب ليل نهار لأكثر من سبع سنوات.وينتصر . أما الثاني: أن تقامر إسرائيل وتحاول التدخل المباشر في حرب مفتوحة معتمدة على تمويل الخليج ورعونة واشنطن. وهنا للجغرافيا في هذه المنطقة قول آخر. وعلى الصامتين أن ينحازوا.


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account