عاجل

مياه الشرب تهدد الأميركيين بـ"أمراض خطيرة"    هل زودت تركيا إسرائيل بالمعلومات لصد الهجوم الإيراني ؟    الميادين: نيران من لبنان باتجاه هدف عسكري في محيط عرب عرامشة    

بلا مجاملات.. "بحصة بتسند جرة" بقلم الصحفي سمير عبد الرحمن

2018-01-18

يقول زميل عملنا أبو أحمد الذي يحمل «بسطته» بيمينه أينما حل: «شو الله يرزقنا منيح»، يوم بطالع 1000 ليرة فوق أجرتي، وأحياناً 1500 بنص نهار شغل، الله يرحم أيام زمان كنت طالع من الترمس 5000 ليرة باليوم. أصلاً اشتريت بيتي في ببيلا قبل الحرب من شغل الترمس.
وأبو أحمد يمثّل آلاف المواطنين الذين يعملون ببيع ما يتيسر لهم لتأمين عيش كريم، وطبعاً مع فارق كبير فيما يبيعون ويربحون، فالبعض يجني مئات الليرات بينما المقتدرون يربحون مئات الآلاف. فمثلاً تضاعف ربح بائعي اليانصيب خلال الأيام الماضية ووصل سعر ورقة اليانصيب في إصدار رأس السنة لجائزة المئة مليون إلى 3000 ليرة، مع أن السعر الرسمي للورقة كان 1000 ليرة، بينما تُباع اليوم ورقة الإصدار الثاني لجائزة الخمسين مليوناً بـ1500 ليرة وسعرها الرسمي 800 ليرة.
كما يبيع المواطنون المقاومون للبرد دور المازوت بربح 50% ما يعني أن حصة العائلة من المازوت 200 ليتر بسعر 38000 ليرة تربح 19000 ليرة.
كما يبيع المواطن المستفيد من المعونات حصته التي تقدمها مؤسسات الإغاثة خصوصاً من يستفيد بأكثر من حصة، وتُشاهد سيارات «البيك آب» تقف على أبواب الجمعيات تشتري من الناس مباشرةً حصصها ويُعاد بيع هذه المواد في الأسواق.
إلى جانب هؤلاء يشتري عشرات المواطنين مئات ربطات الخبز من الأفران ويقفون على بعد أمتار منها ليبيعوا ربطة الخبز بسعر مضاعف.
لكن الفئة الأكثر اقتداراً لا ترضى بالربح القليل، فمثلاً وصل ربح بيع دور سكن الادخار للشقق التي أعلنت عنها مؤسسة الإسكان في الصيف الماضي إلى مليون ليرة لأن عدداً ممن سجلوا على هذه الشقق لا يحتاجونها، ويقول الواشون إن بعضهم سجل لبيع الدور فقط وليس من أجل الحصول على مسكن، كما هي الحال في مئات الجمعيات السكنية التي تحولت لجمعيات لبيع الدور وليس لبناء المساكن وحل أزمة السكن.
وحتى اليوم يصل ربح بيع دور سكن الشباب إلى حوالي ثلاثة ملايين ليرة لبيع الدور قبل التخصص وقبل استلام المنزل في أغلبية المحافظات.
وبينما يعجز المواطن عن تأمين حجز طائرة من خلال مكاتب السورية للطيران مباشرة، يستطيع تأمين ذلك عن طريق المكاتب الخاصة أو السماسرة بفارق من التكلفة، ولا تسمع إلا الشكوى من تأمين الحجوزات التي أصبحت أشبه بأحجية.
وبين البيع من أجل العيش بكرامة أو من أجل استغلال ظروف الحرب تغص أرصفة المدن بمئات المواطنين الذين يبيعون أي شيء مقابل ربح مهما كان بسيطاً وفق مقولة «بحصة بتسند جرة» في مشهد طبعت الحرب عليه بصمتها الخاصة!

صحيفة تشرين


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account