عاجل

المحمد: بلغت مبيعات إسمنت عدرا 275 مليار ليرة لعام 2024    ارتفاع أسعار النفط الأربعاء بعد انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام الأمريكية    تراجع أسعار الذهب الأربعاء مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط    

فلينظر العالم مدى الوقاحة التي وصل إليها الصهاينة وجسّدها ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصهيوني.. بقلم الهام سلطان

2018-01-03

تغريدة على التويتر
فلينظر العالم مدى الوقاحة التي وصل إليها الصهاينة 
وجسّدها ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصهيوني.. بقلم الهام سلطان

والقول له إنّ في القرن السادس عشر كان عدد اليهود في فلسطين، وهي جزء من بلاد الشام العربية، ومن سورية بالتحديد، كما يؤكد علماء الآثار والتاريخ. كان عددهم لا يتجاوز الاثنين في المئة (2%) أو أقل ، شأنهم في كل بلد في العالم، لأن اليهودية دين، وليس جنسية، أو قومية
ذكر الرحالة النبيل الفرنسي رولاند دارفيوArveo في مذكراته التي نُشرت في باريس عام 1733م في القرن السابع عشر بعد وفاته، ومما يهمّنا في هذه المذكرات الثرية بالمعلومات العامة والدقيقة والعلمية، أبحاثه في فلسطين، وعن كل مدينة دخل فيها، لأنه لم يكن تاجراً فقط، وإنما باحثاً، ومما ذكره عن السكان من المسلمين العرب الذين كانوا من الأكثرية، ولغتهم العربية، كيف كانت هي السائدة، إلى جانب القليل من التركية، وعن المسيحيين الذين كانوا يعيشون مع الإسلام كأخوة، وعن أعداد اليهود التي كانت قليلة جداً في جميع المدن، مثلاً ذكر أن في يافا عدد ضئيل، وفي جميع المدن، ولكن في صفد لاحظ أن عددهم كان أكثر من المدن الباقية.
أما في القدس، فكان ممنوع على اليهود دخولها، وعلم من السكان أن أفراداً من اليهود لكي يستطيع دخول القدس دفع مبلغاً كبيراً للحراس، ودخلها متخفياً.
أما في صفد، لاحظ أن عددهم كان أكبر، والسبب كما أخبره أحدهم، وهو تاجر يهودي، أن المسيح سينزل في هذه المدينة في آخر الزمان، فهي مقدسة لديهم أكثر من غيرها.
فعلّق في مذكراته بالقول «لماذا ينتظرونه؟ لكي يصلبونه مرة أخرى !!»، وعلم أن قبل قرن من الزمان اشترت سيدة ثرية يهودية قطعة أرض، وسوّرتها، وأسكنت معها عدد من اليهود، وحينما علم الوالي، أمر بهدم السور، وبإخراجها من فلسطين، هي ومن كان معها.
وذكر قصصاً غريبة عن معتقداتهم الوهمية الغير معقولة، لا مجال لذكرها في هذه التغريدة
ففي القرن السادس عشر غزى اليهود الكنيسة البروتستانتية بروما، ونجحوا بالتسرّب إليها، فأصبح منهم رعاة أبرشيات، وقساوسة، ومنهم كان جون كالفن، الأديب الصهيوني المعروف عام 1564. ألّف كتاباً تضمن الكثير من الأوهام اليهودية، ثم تراجع عنها، وألّف كتاب آخر بعنوان «اليهود وأكاذيبهم».
والمعروف أن في عهد الملك البريطاني إدوارد، وقبله، كان يوجد قانوناً يحرّم على اليهود الإقامة في بريطانيا لوقت طويل، ولكن بعد نجاح الثري الصهيوني «مايكل هالورد» أُلغي هذا القانون، وأُلغي قانون عدم ترشيح اليهود لمجلس العموم البريطاني، وجاء يوم أصبح هذا الثري رئيساً لحزب المحافظين، وليتذكر ترامب كيف كانت شعوب العالم الأوربية تتعامل بكثير من الحذر معهم، بسبب شراهتهم الشديدة لجمع المال من غير أي رادع، لا ديني، ولا قيمي، ولا قانوني، لأن العقيدة اليهودية لديهم كانت تسمح لهم بكل ما هو غير إنساني، لأنهم باعتقادهم شعب الله المختار، ومسموح لهم كل عمل غير مقبول، وبقية البشر أقل درجة منهم، وربما هذه العقيدة أعجبت البعض من الأوربيين والأميركيين.
لماذا لم يقرأ ترامب أقوال الكتّاب المفكرين الأوربيين عن التناقضات والعقائد البعيدة عن المنطق والعقل في الأسفار الخمس؟، والإصحاحات والتلمود، من أمثال الباحث الألمانيEichho عام 1783، والباحثIlgen عام 1780، وغيرهم. الذين كشفوا عن تناقضات صارخة في تلك الأسفار اليهودية، التي نسبوها إلى سيدنا موسى عليه السلام، المتناقضة والغير مقبولة عقلياً، ومنها العودة إلى أرض الميعاد، وشعب الله المختار، وأسماء آلهتهم، مرة يهوى، ومرة أخرى يالوهيم.
ومن المعروف أن هذه التوراة اليهودية كُتبت في النفي البابلي، إذ وضع هؤلاء الذين عبروا إلى فلسطين، وسمّوا بالعبرانيين، كانوا من قوم موسى، وبينهم عدد قليل من بني إسرائيل الذين كفروا، الذين دخلوا إلى فلسطين من سيناء، أي العبرانيين، وسكنوا مدينة يهوذا، ولكنهم نشروا الفساد في محيطها، فتمّ نفيهم إلى بابل، فوضعوا التوراة الحقيقية أمامهم، ثم أخذوا منها شذرات فقط، وخلطوا الأزمان، ووضعوا أسماء زعموا أنهم أنبياء، وابتدعوا ما يناسب سياستهم، وقسّموا هذه التوراة التي كتبوها بأيديهم إلى خمس أسفار، وهذه الديانة التي سمّوها يهودية، لم تكن قبلاً، ولا في زمن سيدنا موسى، ولا سيدنا إبراهيم، ولا سيدنا داوود، ولا سليمان، كما أكّد جميع علماء الآثار والتاريخ، أمثال الدكتور أحمد سوسة، الذي كان يدين باليهودية، ثم أسلم، وغيّر اسمه، والدكتور عفيف بهنسي رحمه الله، على سبيل المثال فقط، وكما هو معروف أن بني إسرائيل، أي بني يعقوب، كانوا مسلمين، الإسلام الذي جاء به سيدنا آدم عليه السلام، أي دين التوحيد
وما يهمّنا الآن هو مدينة القدس العربية، التي ليس لليهود فيها أي حق، والقدس التي دخلها سيدنا عمر بن الخطاب عام 16 هـ في 637م، وكان رضي الله عنه معسكراً في الجابية، وهي قرية في حوران، قريبة من الصنمين، ونظر نحو بيت المقدس أي إيلياء، شاهد خيولاً مقبلة عليها فرسان مسلحين، كانوا رسل صفرنيوس أسقف بيت المقدس، قدموا من أجل استقبال سيدنا عمر رضي الله عنه، فرحّب بهم سيدنا عمر، وعقد معهم صلحاً فيه الكثير من التسامح الإسلامي، وذكر هذا النص أكثر من مؤرخ، كابن الأثير، والطبري، والفريد بتلر، وغيرهم.
وعد أمير المؤمنين المسيحيين في هذه الاتفاقية ألا يضار أحد منهم في دينه، أو يكره على شيء، كما أنه لم يفرض عليهم شيء سوى الجزية بعد الحصار، وأمنهم على أنفسهم ودينهم، وكان الرومان قبلاً يأمرون بجدع أنف كل ما لا يتبع المذهب الرومي الرسمي، وتُصلب أذناه، لذلك كان المسلمين العرب في فلسطين سعداء بالفتح الإسلامي.
إذاً مدينة القدس بالذات هي أمانة عند العرب والمسلمين والمسيحيين، والتي كانت تسمى باللهجة الكنعانية «كهف النسّاك»، التي أراد اليهود ابتداع معلومة ابتدعوها أن حائط البراق، الذي هو جزء من المسجد الأقصى المبارك، الحائط الغربي، يقع تحته هيكل سليمان، وكأنّ سيدنا سليمان كان يهودياً، وطلب منهم أن يأتوا ليبكوا على هياكله.
ففي القرن السادس عشر، سمح لهم أحد الولاة العثمانيين، بدخول أفراد منهم للسير إلى جانب هذا الحائط، من غير البكاء، أو الوقوف، لأنه أراد احترام عقيدتهم اليهودية، من منطلق الحرية الدينية في الإسلام، ولكن بعد اتفاقية سايكس بيكو، ووعد بلفور، سيطرت بريطانيا على فلسطين، وحدثت خلافات في عام 1929، خلافات دامية بين اليهود والعرب، حول حائط البراق للمسجد الأقصى، وعلا صوت البنادق، فاضطرت بريطانيا في 23 آب من ذلك العام إلى إرسال لجنة على رأسها أحد القضاة، وسميّت هذه اللجنة باسمه «لجنة شو»، وأرسلوها إلى القدس للفصل بين العرب واليهود، لكنها لم تستطع فعل شيء، لأنها كانت منحازة لخرافات اليهود، ولكن بعد أن كبر الموضوع، أرسلت عصبة الأمم لجنة سمّتها «لجنة حائط البراق الشريف» إلى القدس، وطلبت الاجتماع بالمجلس الإسلامي الأعلى، وكانت مكونة من شخصيات علمية وتاريخية، فعُقدت اجتماعات للبحث في موضوع حائط البراق، والخلاف حوله، وكان يرأس المجلس الإسلامي الأعلى الحاج أمين الحسيني، وكاظم باشا، وأحمد زكي باشا، والأمير سعيد الحسني الجزائري، ممثلاً للجالية المغربية في القدس، ومن الطرف الصهيوني كان الزعيم المعروف «كلوفرسكي»، فبعد مناقشات، وتقديم الجانب الإسلامي الحجج التاريخية، والدينية، والأثرية، والتأكيد أن لا وجود لهيكل سليمان لا تحت حائط المسجد، ولا في أي مكان في فلسطين، وكل ذلك تخيلات وأوهام.
طلب الزعيم الصهيوني المفاوضات والصلح فقط في نهاية الاجتماع، وقال هذا الزعيم الصهيوني «إنّ اليهود لا يريدون سوى العيش مع سكان فلسطين بسلام، وموضوع إقامة وطن يهودي هو حلم أو مشروع صعب تحقيقه»، وطلب المفاوضات حول الوقوف أمام الحائط، لأن ذلك يعتبروه من العبادة، وكان حجة المسلمين أن العبادة لا تكون سوى في الكنائس، والمساجد، وإذا أرادوا العبادة، فليقيموها في كنيستهم، لا بجانب الحيطان، وفي الفضاء الرحب، لأنه أمر غير معقول، وغير مقنع.
فموضوع القدس التي دخلها سيدنا عمر بن الخطاب محررها من الرومان، هي قضية هامة، وأيضاً حررها صلاح الدين الأيوبي عام 583هـ في 1187م، لا يمكن لليهود الانتصار فيها، لا ترامب، ولا غيره، والنصر للحق بإذن الله تعالى.


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account