عاجل

القبض على سارقي الكابلات الكهربائية بين محطتي دير علي وعدرا    تراجع أسعار الذهب عالمياً الأربعاء مع ارتفاع الدولار والتركيز على بيانات التضخم الأمريكية    انخفاض أسعار النفط الأربعاء لليوم الثاني مع زيادة مخزونات الخام الأمريكية    

اليد الجلية لإسرائيل في كوردستان الزرقاء.. رأي الشروق التونسية

2017-09-29

اليد الجلية لإسرائيل في كوردستان الزرقاء.. رأي الشروق التونسية

كتب الاستاذ بالجامعة التونسية ومنسق شبكة باب المغاربة للدراسات الاستراتيجية صلاح الداودي نصا تحدث فيه عن بعث الكيان الكردستاني داخل العراق ومن خطط له وجذوره التاريخية وما وراء زرع هذا الكيان من تخطيطات ومحاولات فشلت كلها وقد تؤول الان الى الفشل. وجاء النص كالتالي:

"من لم يزرع قبل "إسرائيل" لن يزرع بعدها. هي زائلة وزائل كل من معها. عن الإقليم المسعودي أو كوردستان الزرقاء كقصة عبثية أخرى نتحدث. كوردستان الزرقاء وعاصمتها المتصهينة تل أربيل على وزن تل أبيب، قياسا على جمهورية كوردستان الحمراء التي انطلقت بوادرها من اذريبجان سنة 1923 وانتهت سنة 1929 بعد أن تم انتخاب كوسي حجييف رئيسا للبرلمان ورئيسا لكوردستان السوفياتية قبل أن يتم اسقاطه، يشهد التاريخ على استحالتها وتمنعها الجغرافيا.

قصة عبثية مقبلة عند أكراد سوريا الذين أعلنوا في 17 مارس 2016 إقامة نظام فيدرالي شمال البلاد خلال اجتماع رميلان بمحافظة الحسكة. قصة عبثية قديمة منذ بدأ الأكراد التفكير في دولة كوردستان بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية على إثر الحرب العالمية الأولى. قصة عبثية منذ البداية، لما تصور الحلفاء المنتصرون دولة كردية في معاهدة “سيفر” سنة 1920، انتهت عند معاهدة لوزان التي أعطت تركيا حدودها الحالية.

مملكة كوردستان التي امتدت ما بين 1922 و 1924 هي أيضا قصة عبثية أخرى لن تخرج إلى التاريخ مجددا. هي المملكة التي أسسها شيخ محمود الحفيد زادة البرزنجي في شمال العراق. اسقطتها بريطانيا في حملة عسكرية إلى السليمانية بعد أشهر. ثم اتم الجيش العراقي الأمر. ثم عبثية في تركيا لما أعلن مصطفى كمال أتاتورك ولادة الجمهوريّة التركيّة سنة 1923 وبعد اندلاع أحداث الشيخ سعيد بيران سنة 1925 بمساندة الأرمن والشركس والعرب والآشوريين في جنوب شرقي تركيا. وانتهت القصة العبثية نهائيا بعد  احداث جبل آغري بقيادة الجنرال في الجيش العثماني إحسان نوري باشا سنة 1926 والتي استمرّت حتى انتهت سنة 1930. وكذلك القصة العبثية لجمهورية آرارات الكردية سنة  1927 والتي يعبر فيلم ارارات عن أحداثها الدموية وكذلك تاريخ فن الرسم، فعندما تفشل الذاكرة يفشل التاريخ. تاريخ تم القضاء عليه من قلب قرية وجبل آرارات سنة 1930. اما القصة العبثية الأخرى فهي جمهورية مهاباد الشعبية الديمقراطية التي أعلن عنها الأكراد عن طريق زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران قاضي محمد سنة 1946 على  مساحة 30 بالمائة من كردستان الشرقية وانتهت بعد أشهر.

ثم يأتي إقليم كوردستان العراق سنة 1970 والذي سوف ينهي إلى الأبد القصة العبثية نفسها إذا ما تحولت إلى اقليم مسعودي لجمهورية زرقاء. بمقتضى معاهدة سلام الاستقلال الذاتي للأكراد، نص الدستور المؤقت على أن الشعب العراقي “يتكون من قوميتين، القومية العربية والقومية الكردية”، وهكذا اتمت الصفقة بين الحكومة العراقية والأحزاب الكردية. ودخل إقليم كردستان العراق حياة جديدة منذ سنة 1979، تاريخ توقيع صدام حسين ومصطفى البارزاني على الإتفاقية ( حسب ما عرض في هافنغتون بوست عربي). واخذت منطقة الحكم الذاتي الكردية اسم إقليم كوردستان منذ سنة 2005. لا يجب هنا قبل المرور إلى سنوات الحرب الارهابية على سورية والعراق بالخصوص، أن ننسى ما يسمى جمهورية لاجين الكردية لسنة 1992 والتي أخذت اسم لاجين الاذرية  بعد استيلاء الارمن عليها وتم نقل الأكراد اليها تحت رئاسة وكيل مصطفايف بتوجيه من رئيس حزبه ماهر ولات. ثم تبخرت القصة العبثية باللجوء إلى اللجوء السياسي.

وفي محنة الحرب الارهابية الشاملة على سورية جاء إقليم روج آفا سوريا  سنة 2012 كمشروع لغرب كردستان.

عندما قلنا في البداية انه لم يعد بعد زرع الكيان الإسرائيلي في المنطقة مكان لأحد فيها، قصدنا ان كل القصص عن الانفصال ستبقى عبثية وستبقى كل محاولات أميركا وإسرائيل وأوروبا تحت الطاولة، عبثية. وهي ستبقى عبثية لانه قرار جيوسياسي في المنطقة. هو قرار محور المقاومة في المقام الأخير يمنعه التاريخ وتمنعه الجغرافيا كما قلنا. ان الكلام عن إسرائيل الصغرى وعن إسرائيل الوسطى وعن إسرائيل الكبرى التي سقطت محق. والكلام المأثور عن الراحل هواري بومدين عن إسرائيل الثانية التي تعمل عليها أميركا وإسرائيل في كوردستان محق جدا. ومع ذلك ننسى: ننسى صور سنة  1968 في تل أبيب بين الملا مصطفى البرزاني وموشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي وقتذاك. وننسى ظهور محمود عثمان ومسعود البرزاني سنة 1971 مع ناهوم ادموني رئيس الموساد الصهيوني من سنة 1982 الى سنة 1989 وزوي زامير رئيس الموساد ايضا من 1968 الى 1976 ثم مناخم ناووت المنتمي للموساد ما بين 1984 و1986. وننسى اخر ما قاله نتنياهو من واشنطن: "نحن مستعدون لمحاربة من يعتدي على كوردستان (...) إن أي هجوم على كوردستان هو هجوم على إسرائيل. وإن كوردستان دولة وحليف لنا ". وننسى محاولة زرع بافرستيت كردي كعازل طائفي وخط كركوك حيفا وبديل داعش والمشروع الكونفدرالي بين الأردن والضفة الغربية والكيان الكردي والكيان الإسرائيلي والشبكة الاقتصادية ومشروع القاعدة العسكرية والسفارة الصهيونية والمقاتلات الصهيونية وننسى تجار الصهاينة كما قال علي أكبر ولايتي. وننسى الأراضي التي بيعت لليهود في الدهوك تحت غطاء الجيش الاميركي وتهجير أهلها باسم الأراضي الزراعية والمشاريع العقارية. وننسى "طنجرة البخار" كما يسميها الصهاينة منذ 2006 التي درب فيها الدواعش في الأردن والأموال التي تدخل وتخرج من أربيل اليهم وننسى "عش الدبابير" الارهابي الذي يكاد ينسى وريح المقبرة كعملية جديدة في كوردستان كما تسميها مخابرات العدو الصهيوني على ما قال سنودن.

وننسى وننسى وننسى العرب. لماذا ننسى على الدوام أنه لا يوجد شيء اسمه إسرائيل في سوريا والعراق واليمن وايران، دون أن تتحدث عن لبنان. وننسى دائما وجود الكيان الإسرائيلي في الأردن ومصر دون إن نتحدث عن الخليج وتركيا؟ عند هذا الحد، كل شيء واضح. حتى يثبت ما يخالف ذلك. ربما يمحى الإقليم أصلا وربما وربما".


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account