عاجل

موقع أكسيوس: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات    واشنطن بوست: بايدن وجد نفسه متورطا بحرب لا يريدها    تراجع أسعار الذهب عالمياً الثلاثاء قبل بدء اجتماع الفيدرالي.. فهل تسقط الأسعار أدنى مستوى الدعم؟    

قضية تحت الضوء: استفتاء كردستان وأوهام الاستقلال .. رأي صحيفة الشروق التونسية

2017-09-19

قضية تحت الضوء: استفتاء كردستان وأوهام الاستقلال .. رأي صحيفة الشروق التونسية

عاد حلم الاستقلال ليقفز لواجهة الأماني الكردية في شمال العراق بعد أن سمحت الأوضاع الأمنية المتدهورة في المحافظات العربية العراقية المحاذية لإقليم كردستان (نينوى وديالى وصلاح الدين)، وكذلك الأوضاع السياسية في بغداد، بخلق فراغ عسكري كامل في مناطق كانت لفترة زادت على العشر سنوات موضع خلاف وصراع بين الإقليم والمركز حتى سميت من قبل الطرفين بالمناطق المتنازع عليها.
ولأنّ المنطقة تحظى بأهمّية جيوبوليتيكيّة إستراتيجيّة واقتصاديّة مهمّة خصوصاً بوجود النفط؛ فقد كانت ولا تزال مركزاً للصراع والنفوذ الإقليمي والدولي.
وهدد أمين «المجلس الأعلى للأمن القومي» الإيراني الأدميرال علي شمخاني، حكومة إقليم كردستان بإلغاء كافة الاتفاقيات معها وإغلاق جميع المنافذ الحدودية، إذا قررت المضي بعملية إجراء الاستفتاء في 25 من سبتمبر الجاري.
بدوره أكد نوري المالكي نائب الرئيس العراقي لسفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى بغداد دوغلاس ألن سيليمان، أن بلاده لن تسمح بقيام إسرائيل ثانية شمال العراق.
اما تركيا فحذرت من عواقب الاستفتاء حول استقلال إقليم كردستان العراق المقرر تنظيمه في 25 سبتمبر الجاري بالإقليم. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، إنه قد يؤدي إلى «حرب أهلية» في العراق.
ومع أن الأكراد في العراق أفضل وضعا من نظرائهم في الأقطار الثلاثة الأخرى لكونهم حصلوا على حقوق لا يزال يحلم بها أولئك؛ فإنّ استمرار وجود بؤر للصراع وتقاطعات حادّة بين الطموح والواقع، إضافة إلى عدم ثقة متبادلة بخصوص المستقبل، يجعل التفكير في قيام كيان كردي مستقلّ موضع تنازع بل وصراع قد لا تُعرف أبعاده فمن هم اكراد العراق؟
كردستان هو اقليم عراقي كردي، له حكومته وبرلمانه وعلمه ونشيده، لكنه جزء من الدولة العراقية، ناضل سكانه طويلا للحصول على الاستقلال أو الحكم الذاتي، عرف حكما ذاتيا في عهد صدام حسين لكن ذلك لم يرض أهله فثاروا، وبعد الإطاحة بصدام كرس الدستور إرادتهم، يمثل النفط ركيزة أساسية في اقتصاده.
الموقع
يقع إقليم كردستان شمال العراق، ويلاصق حدود ثلاث دول هي سوريا في الغرب، وتركيا في الشمال، وإيران في الشرق والجنوب.
وعند توقيع اتفاقية الحكم الذاتي التي أبرمها الأكراد مع صدام حسين يوم كان نائبا للرئيس أحمد حسن البكر في 11 مارس 1970 كانت مساحة الإقليم تبلغ 37 ألف كيلومتر مربع، إلا أن هذه المساحة بلغت أكثر من أربعين ألف كيلومتر مربع بعد الإطاحة بصدام حسين عام 2003.
وبعد حرب العراق الثانية قامت حكومة إقليم كردستان بضم أجزاء من الأراضي التي كانت تطالب بها، وطالبت في دستورها المحلي الصادر عام 2005 بضم أراض ومناطق في أقاليم نينوى وأربيل وكركوك وديالى وواسط.
ومنح الدستور العراقي -بعد سقوط صدام حسين- إقليم كردستان صلاحيات استقلالية واسعة في مجال الاقتصاد والشؤون المحلية، ليشكل بذلك إقليما مؤثرا في الشأن العراقي.
السكان
وفق إحصاء 2005، يبلغ عدد سكان إقليم كردستان العراق 5.5 ملايين نسمة غالبيتهم من الأكراد، علاوة على أقليات أخرى من العرب والتركمان والآشوريين، ومعظم السكان مسلمون سنة، وتوجد أقليات من المسيحيين والصابئة واليهود.
الاقتصاد
يمثل النفط ركيزة أساسية لاقتصاد الإقليم، وتشير تقديرات اقتصادية إلى احتواء الإقليم على أكثر من 45 مليار برميل بترول من الثروة النفطية للعراق، ثالث أكبر منتج للذهب الأسود في العالم.
وتشكل السياحة موردا اقتصاديا آخر للإقليم الذي يتمتع بطبيعة جميلة ومناظر خلابة، ومواقع أثرية ومعالم تاريخية، تشكل عامل جذب سياحي.
التاريخ
حُكم إقليم كردستان قديما من قبل إمارات السوران، والبابان، والبادينان وأردلان بحكم مستقل ولفترة مؤقتة، وبفعل بعض الأسباب السياسية والاجتماعية والجغرافية زالت هذه الإمارات.
وعبر تاريخه الطويل شهد الإقليم العديد من الثورات والمطالبات بالاستقلال، بدءا بطلب الشيخ محمود الحفيد من الإنجليز مساندته لإقامة حكومة كردستان الجنوبية عام 1918، وتشكيل هذه الحكومة التي استمرت من عام 1919-1922.
وبعد سلسلة ثورات خلال القرن العشرين وقّع الأكراد والحكومة العراقية في عام 1979 اتفاقية للحكم الذاتي، حصلوا بموجبها على حكم ذاتي، وحمل الإقليم اسم منطقة الحكم الذاتي، وظل يعرف بها حتى أخذ اسمه الرسمي عام 2005 وأصبح له علم ودستور ونشيد وحكومة وبرلمان.
ومنذ عام 1975 ظلت السيطرة الفعلية في جزء كبير من المنطقة الكردية بيد بغداد، التي تمركزت وحدات من جيشها بالمدن الكردية الكبرى.
إلا أنه في أعقاب حرب الخليج الثانية عام 1991 وإنشاء منطقة الحظر الجوي لم يعد لبغداد تأثير يذكر بمنطقة الحكم الذاتي الكردي، وأدت مشاركة الأكراد في الغزو الأمريكي البريطاني للعراق 2003 إلى تكريس سيطرتهم على إقليمهم وتوسيعهم لمساحة أراضيه.


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account