عاجل

قضاة العدل الدولية تصدر بالإجماع أمرا جديدا لإسرائيل    استشهاد وإصابة عدد من المدنيين والعسكريين جراء عدوان إسرائيلي على ريف حلب    القبض على سارقي الكابلات الكهربائية بين محطتي دير علي وعدرا    

ما أهمية النصر في دير الزور وابعاده؟.. بقلم الدكتور أمين حطيط

2017-09-07

ما أهمية النصر في دير الزور وابعاده؟.. بقلم الدكتور أمين حطيط

كثيرا ما كان معسكر العدوان على سورية يخشى ان تتجه القوات العربية السورية يوما الى دير الزور وتفك الحصار عنها لتستعيد عبره السيطرة على المعبر الرئيسي الذي يربط العراق بسورية في الوسط، وان تستعيد السيطرة على الحدود الشرقية السورية العراقية التي ابقتها اميركا وبتدخل مباشر منها ورقة احتياط رئيسية تلعبها للتعويض عن خسارة تخشاها في الهدف الرئيسي الذي من اجله شنت الحرب-العدوان على سورية وهو اسقاطها وتفكيك محور المقاومة.

من هنا نفهم كيف ان اميركا لم تتدخل بشكل مباشر ضد وحدات الجيش العربي السوري الا عندما تحركت هذه الوحدات نحو الشرق او عندما نجحت في التعامل مع حصار مرير فرض على مواقعها في دير الزور، حيث تدخل الطيران الأميركي في عمل عدواني مباشر ضد مراكز الجيش العربي السوري في جبل الثردة قرب مطار دير الزور وأمد داعش بنيران دعم كثيفة وفعالة أدت الى تمكن هذا التنظيم الإرهابي من الدخول الى المواقع تلك والسيطرة عليها، مع نية لتطوير الهجوم لإخراج الجيش كليا من دير الزور ومطارها. لكن الجيش العربي السوري وبإرادة فولاذية وصمود اسطوري أفشل الخطة الأميركية وتشبث بالأرض منتظرا يوما يفك فيه الحصار او يقضي عناصره شهداء فداء لوحدة سورية.

 بعد العدوان الأميركي المباشر في دير الزور كان عدوان خر ضد القوى البرية السورية التي تحركت من البادية لاستعادة التنف على مثلث الحدود العراقية الأردنية السورية  حيث حصل و لمرة ثانية تدخل بعدوان مباشر من التحالف الذي تقوده اميركا و قصفت القوى السورية المتحركة مدعية نها تشكل خطرا على قواتها في التنف ، وكأن لها الحق أصلا في الوجود هناك ، و لكن الجيش العربي السوري مع حلفائه رفض الانصياع او الرضوخ للإرادة الأميركية و افشل الخطة و قام بعملية التفاف سريع و رشيق اوصله الى الحدود السورية العراقية على بعد 70كلم من التنف ليقول لأميركا ان وحدة سورية تستحق كل تضحية ، و سنحفظها .

وفي عدوان ثالث وبشكل مباشر أسقط الطيران الأميركي طائرة سورية في ريف الرقة الجنوبي كانت تقوم بعملية اسناد جوي للقوى التي تقتحم على داعش مواقعها في رصافة، في عدوان ارتكبته اميركا لتؤكد حمايتها لداعش ورفضها لاستعادة سورية السيطرة على تلك المنطقة المتصلة بالمنطقة الشرقية الانفة الذكر.

لقد خططت اميركا لاقامة مناطق عزل وفصل على حدود سورية مع الدول المجاورة تمكنها من تعويض فشلها السيطرة على كامل سورية وتتيح لها السير قدما بمشروع تقسيم سورية ضمن المشروع الرئيسي الرامي لتفكيك المنطقة وإعادة تركيبها على أساس عرقي او ديني او طائفي او مذهبي. وقد رات، بعد ان امتلكت ورقة الاكراد في الشمال الشرقي السوري، ان تمتلك اوراق أخرى في الجنوب الشرقي، والجنوب الغربي السوري، فضلا عن ورقة الحدود مع لبنان في منطقة القلمون جرود عرسال التي رفضت اميركا وبكل قوة تحريرها وطرد الإرهابيين منها كما كشف السيد حسن نصر الله مؤخرا وبالدليل القاطع.

على ضوء ما تقدم، نتبين الأهمية الاستراتيجية القصوى اليوم لتحرير دير الزور، ونتبين ان معركة دير الزور هي بالفعل وبالعمق معركة تثبيت وحدة الارض السورية، ومعركة تثبيت موقع سورية في قلب محور المقاومة، وهي معركة تثبيت تماسك وتناسق محور المقاومة وتواصل مكوناته من الشرق في إيران الى الغرب في لبنان مرورا بالوسط في سورية والعراق التي لن يكون موقعه الا في هذا المحور مهما فعلت اميركا وحركت من يصغون اليها من مسؤولين عراقيين لأبعاد العراق عن محور سترى ان العراق هو من صلب مكوناته.

اما في السياق العام وتسلسل العملية الدفاعية السورية، فان لمعركة دير لزور موقعا مميزا وهي تأتي ضمن لائحة المعارك الأخيرة التي تخاض تحت عنوان معارك المعالم الاستراتيجية الكبرى، و مراكز الثقل النوعي الاستراتيجي السوري ، وهي في ذلك تعتبر معركة مفصلية بين مرحلتين، مرحلة كانت ترمي لاستعادة السيطرة على الحدود و  الإمساك بالمعابر مع الدول المجاورة و التي شارفت على نهايتها ، ومرحلة التصفية والاجهاز على الإرهاب نهائيا في جزر حوصر فيها فانقلب الى قتال اليائس العاجز عن الثبات كما يحصل في البادية و ريفي حماه و حمص .

وهنا لا بد من التأكيد على ان تحرير دير الزور سيكون منطلقا للوصول الى البوكمال عبر الميادين حيث سيكون لقاء الجيش السوري الاتي من الغرب والجيش العراقي الاتي من الشرق عبر القائم. ويتكامل العمل هذا مع ما سبقه من تحرير للقلمون السورية وجرد لبنان، وكذلك مع السيطرة المتدرجة على كامل الحدود مع الأردن وبهذا يعاد انشاء السياج الأمني التي يحمي سورية على حدودها الدولية بانتظار ما سيكون عليه الوضع في الشمال لان للشمال خططه التي لن تتأخر والتي ستفاجأ من ينتظرها.

ولهذا نرى في البعد الاستراتيجي لفك الحصار عن دير الزور، تأكيد سقوط الهداف الاستراتيجي الأول للعدوان على سورية المتمثل بالاستيلاء على كامل سورية، ثم اسقاط الهدف البديل الأول المتمثل بتقسيم سورية، وأخيرا اسقاط الهداف الاحتياطي الثاني للعدوان والمتمثل بإقامة مناطق الفصل والعزل عن دول الجوار وتقطيع اوصال محور المقاومة.

اما في البعد الاقتصادي فان لاستعادة السيطرة على منطقة دير الزور وحوض الفرات حولها انما هي استعادة سيطرة على ما يشكل ربع الثروة الطبيعية السورية نفطا ومياه وزراعة، وكسر للإرادة الأميركية التي هدفت الى افقار سورية لتركعيها بالعقوبات الظالمة غير الشرعية التي فرضت على شعبها.

وفي البعد العسكري سيسجل التاريخ العسكري للجيش العربي السوري وحلفاؤه مأثرة عسكرية قل نظيرها، وعلى وجهي أنواع القتال الدفاعي والهجومي ـ حيث ان ثبات المحاصرين في مواقعهم لأكثر من 3 سنوات سيشكل حالة نوعية تستحق الدراسة والتحري عن أسباب النجاح فيها للاقتداء بها، كما ان عملية الهجوم التي خطط لها بدءا من تحرير تدمر قبل 6 أشهر كانت عملية إبداعية متروية وواثقة حققت المطلوب دونما تسرع او تهور ودونما تأخير او اضاعة وقت من غير جدوى.

وأخيرا يبقى كلمة في البعد المعنوي، حيث كان فعلا من حق السوريين جميعا، وفي كل مدنهم ومن حق محور المقاومة بكل مكوناته ومن حق كل من وقف ضد العدوان على سورية من مشرق الأرض الى مغربها ان يحتفل بهذا النصر الاستراتيجي العظيم ويعيش اعراسه في معنويات عالية وإصرار على استكمال المهمة حتى تفهم اميركا ان زمن سيطرتها على العالم ولى ولن يعود طالما ان هناك محور التزم المقاومة سبيلا للمحافظة على حريته واستقلاله وسيادته

 

 

 

 


التعليقات

إدارة الموقع ليست مسؤولة عن محتوى التعليقات الواردة و لا تعبر عن وجهة نظرها

لا يوجد تعليقات حالياً

شاركنا رأيك

Create Account



Log In Your Account